فيسترفيله: سيتم إعادة النظر في كافة أوجه التعاون مع مصر
٢١ أغسطس ٢٠١٣صرح وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله اليوم الأربعاء (21 آب/ أغسطس2013) في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (ZDF) قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: "سيتم إعادة النظر الآن في كافة اوجه أوجه التعاون مع مصر". وذكر فيسترفيله أنه يتعين الآن ممارسة أقصى درجات الضغط لإعادة القوى المختلفة في القاهرة إلى مائدة المفاوضات. ووصف فيسترفيله القمع العنيف للاحتجاجات على يد قوات الأمن المصرية بأنه "هزيمة دبلوماسية"، مؤكدا في المقابل ضرورة مواصلة الجهود الدبلوماسية، وقال: "وإلا فإن ذلك من الممكن أن يتحول إلى خلية جرثومية لإرهاب جديد في العالم".
وستناقش حكومات الاتحاد الأوروبي اليوم كيفية استخدام نفوذها الاقتصادي لحمل الحكام الذي يساندهم الجيش في مصر على إنهاء حملة على جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي. وقال دبلوماسيون إنه من المرجح أن تتخذ الحكومات الثماني والعشرون في الاتحاد موقفا حذرا يمزج بين التعبير عن القلق من إراقة الدماء وبين تعديلات محدودة في حزمة مساعدات بقيمة خمسة مليارات يورو (6.7 مليار دولار) كانت أوروبا قد وعدت بها مصر العام الماضي.
وقالت كاثرين آشتون منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي للصحفيين يوم الثلاثاء قبل الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الاتحاد في بروكسل "الأمر يتعلق بإيجاد صيغة يمكن فيها لأوروبا مساعدة مصر على الانتقال مما هي فيه الآن إلى حيثما تريد الأغلبية العظمى للشعب أن تكون." وأضافت قولها "سيتم ذلك من خلال عملية سياسية وسوف تحتاج مصر إلى المساعدة للوصول إلى هناك. ونحن على استعداد لتقديم يد العون إذا أرادوا."
من جهته، شدد وزير الخارجية الهولندي فرانز تيمرمانز في رسالة إلى برلمان بلاده على أن مقتل نحو 900 شخص في مصر يجب أن يكون له "عواقب ملموسة." وأضاف قوله "هولندا تريد أن يدرس الاتحاد الأوروبي خفض المعونات ووضع شروط لاستئنافها." وقال وزير الخارجية النمساوي مايكل سبيندليجر لشبكة تلفزيون أو.آر.اف إنه يجب تجميد المعونات "حتى تتهيأ ظروف ديمقراطية مرة أخرى."
يذكر أن أغلبية المساعدات التي تقدمها إلى مصر مؤسسات الاتحاد الأوروبي يتم توجيهها إلى منظمات المجتمع المدني. أما مساندة الميزانية فقد تم إيقافها في عام 2012 وهو ما يعني أن إجراء خفض للمساعدات قد يؤثر على الشعب أكثر من تأثيره على الحكومة. وبالإضافة إلى مسألة المساعدات سيناقش وزراء الخارجية أي دعم عسكري تقدمه الحكومات الأوروبية منفردة إلى مصر وربما أيضا إعفاءات تجارية تضمنها اتفاق واسع للتعاون عمره عقد مع القاهرة. ويبلغ حجم التبادل التجاري للاتحاد الأوروبي مع مصر نحو مليارى يورو شهريا.
حكومة الببلاوي تحذر واشنطن
وفي تطور آخر، حذر حازم الببلاوي، رئيس الحكومة المصرية المؤقتة، أمس الثلاثاء الولايات المتحدة من أنها سترتكب خطأ في حال علقت مساعداتها العسكرية السنوية لمصر بقيمة 3,1 مليار دولار، مؤكدا أن بوسع بلاده إيجاد حل لهذا الأمر بدونها. وقال الببلاوي في مقابلة مع محطة "اي بي سي نيوز" الأمريكية إنه في حال قررت واشنطن تجميد أو قطع مساعداتها العسكرية لمصر "فهذا سيكون إشارة سيئة وسوف يؤثر على الجيش لبعض الوقت". لكنه أضاف "يجب ألاّ ننسى أن مصر عاشت مع الدعم العسكري لروسيا وقد بقينا على قيد الحياة. لن يكون الأمر إذن نهاية العالم وبوسعنا أن نتعايش مع ظروف مختلفة". وأعلنت السعودية أن الدول العربية مستعدة لتعويض المساعدات التي تهدد الدول الغربية بقطعها عن مصر. وتعتبر مصر منذ عقود حليفة للولايات المتحدة التي تقدم لها سنويا مساعدة عسكرية بقيمة 3,1 مليار دولار ومساعدة اقتصادية بقيمة 250 مليون دولار.
من جهتها، نفت واشنطن رسميا الثلاثاء أن تكون علقت هذه المساعدة، لكن أوباما جمع فريقه المقرب لمناقشة عواقب الاضطرابات التي أوقعت 900 قتيل خلال أسبوع في مصر. وأعرب الببلاوي عن أسفه للتوتر الحالي بين بلاده وواشنطن التي اعتبرت قمع تظاهرات أنصار مرسي بأنها "مؤسفة". وقال "ناسف لوجود هذا النوع من سوء الفهم في هذه المرحلة" مضيفا "هناك الكثير من سوء المفهم وأنا واثق بان الوقت سيلعب لصالح" مصر والولايات المتحدة.
ش.ع/ ح.ز (أ.ف.ب، رويترز)