في معرض ديترويت ـ تفاؤل حذر بتجاوز قطاع صناعة السيارات لتداعيات الأزمة
١٣ يناير ٢٠١٠كان عام 2009 سيئا بالنسبة لقطاع صناعة السيارات في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ لم تستطع إثنتان من ثلاث شركات سيارات عملاقة البقاء على قيد الحياة إلا بعد أن ضخت الحكومة الأمريكية أموالا كثيرة لإنقاذها من الانهيار. وتراجع قطاع السيارات إلى خمس حجمه العادي. إلا أن التفاؤل عاد إلى هذا القطاع منذ الشهر الماضي مع ارتفاع الطلب في سوق السيارات، كما يسود التفاؤل معرض ديترويت للسيارات الذي يقام حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية.
الرسالة الرئيسية هذا العام لمعرض ديترويت للسيارات هي: "ها نحن نعود بقوة إلى السوق". ويعتقد رئيس النقابات العمالية رون جاتلفينجر Gattlefinger الذي قدم تنازلات جمة في الآونة الأخيرة "أنه تم تجاوز القاع وأن صناعة السيارات ستنمو مجددا."
شركات السيارات الألمانية تعول على السوق الأمريكية
أما شركات السيارات الألمانية فهي تعول على الأصناف الفخمة منها؛ مثل سيارة مرسيدس المكشوفة من طراز إي والتي تتميز بتخفيف عنف الهواء على الركاب الجالسين في الخلف. ويتوقع هذا القطاع تحقيق زيادة في المبيعات خاصة في السوق الأميركية قد تصل هذا العام إلى 10 في المائة وذلك من خلال التركيز على تقنيات قوة الدفع البديلة لدى سمارت وصنف B.
أما صنف A من شأنه أن يقلص من انبعاث الغازات حسب توماس فيبير رئيس مجموعة دايملر الذي يعتبر "أن النمو سيكون بطيئا بعض الشيء، لكن فرص السيارات ذات المحركات الهجينة كبيرة في المستقبل، خاصة في الأماكن المكتظة بالسكان التي تود التخفيف من انبعاثات الغازات ومن الضجيج."
أما شركة أودي، فهي تعتقد أن على السيارات ذات المحركات الكهربائية أن تكون جذابة حسب تعبير رئيس المجموعة روبرت شتادلر Rupert Stadler، لأن "المشتري ينتظر من أن تكون التقنية جيدة في كل الأحوال" حسب تعبيره. وتعرض شركة أودي طراز „E-Tron“ ضمن فئة السيارات الرياضية الكهربائية.
في عام 2020: ثلاثة أنواع من السيارات
أما رئيس مجموعة بي.إم.في.كلاوس دريغر Klaus Dräger ، فذهب إلى أن " عام 2020 سوف يشهد ثلاثة أنواع من السيارات: العادية، الهجينة والكهربائية وأن السيارات الكهربائية ستختص بالمناطق السكنية والمدن الكبرى." وجزء من السيارات الكهربائية المعروضة من طراز „Concept Active E“ سيتم اختبارها في السوق في العام المقبل بأعداد ضئيلة".
وما تزال المشكلة التي تواجهها السيارات الكهربائية هي نفاد الكهرباء المخزن بعد قطع السيارة لمسافة 100 ميل أي حوالي 160 كلم. ويعتبر كلاوس دريغر أن هذه المسافة كافية: "لقد جمعنا خبرة واسعة عندما اختبرنا أسطولا من 600 سيارة ووجدنا أن المستخدم مستريح مع هذا الانجاز".
إلا أن سعر السيارات الكهربائية مرتفع نسبيا، ويرى كلاوس دريغر أن "ارتفاع سعرها يعود إلى كلفة البطاريات المستخدمة. " لذا يرى رئيس المجموعة أن المساعدات الحكومية ضرورية في السنوات الأولى لدعم أسعار هذه السيارات. كما يرى صنّاع السيارات أن البنية التحية اللازمة لتحميل البطاريات سيعتمد على مساعدة الدولة.
عودة شركات السيارات الأمريكية
#b#
من بين الشركات الأمريكية العملاقة جاء عرض شركة كرايسلر في معرض ديترويت متواضعا. فالمجموعة التي نجت من الإفلاس بفضل المساعدات الحكومية الأمريكية أصبحت ملكا لشركة فيات الإيطالية، وقد اكتفت بعرض آخر أصنافها دون عقد مؤتمر صحافي. بالنسبة للشركتين الأخريتين اللتان تمتلك الحكومة الأمريكية حصة الأغلبية فيهما، فقد كان مختلفا. إذ عرضت مجموعة جنرال موتورز آخر موديلات Buick بويك وشيفروليت Chevrolet، حيث أعرب نائب رئيس المجموعة بوب لوتز Bob Lutz، عن أمله في تحقيق نموا من خلال نمو الطلب على السيارات. الذي من المتوقع أن يصل إلى 11.5 مليون سيارة تقريبا. علاوة على أن جنرال موتورز لا تنتج سوى أربعة أصناف ما يعني فرصة لسيارة الشوفروليه".
هذا وتعول الشركات الأمريكية على أصناف السيارات الصغيرة ومتوسطة الحجم. ويعقد نائب رئيس المجموعة Bob Lutz الأمل على أن يتم رد القروض الحكومية بأقرب وقت. "الهدف الأول لرؤساء جنرال موتورز هو رد أموال دافعي الضرائب والتحرر من ملكية الدولة."
هذا وتعتبر مجموعة فورد للسيارات الوحيدة التي خرجت من الأزمة المالية دون مساعدات حكومية،وبذا فقد أضحت الشركة المفضلة حاليا والدليل على ذلك أنها حصلت على جائزة أفضل سيارة وأفضل شاحنة خفيفة لهذا العام وهو ما يشير إلى عودتها بقوة للسوق العالمية بعد التراجع الحاد في مبيعاتها خلال السنوات القليلة الماضية.
الكاتب: كريستينا بيرغمان/ لينا هوفمان
المحرر: عبده المخلافي