في مباراة متواضعة ... "رجال كلينسمان" يتحولون إلى "أسود لوف"
١٧ أغسطس ٢٠٠٦بهذه الكلمات (رجال كلينسمان يتحولون إلى أسود لوف) عنونت أسبوعية "دير شبيغل" الألمانية تقريرها عن اللقاء الودي الذي جمع مساء أمس بين المنتخبين الألماني والسويدي في ملعب "أرينا أوف شالكه" في مدينة غيلزينكيرشن وانتهى بفوز مستحق للفريق الألماني بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل صفر. ومنذ بداية المباراة، واصل لاعبو المنتخب الألماني أدائهم الهجومي الذي قدموه في مونديال 2006 الذي نظم في ألمانيا بين التاسع من يونيو / حزيران إلى التاسع من يوليو /تموز الماضيين. واستهل المهاجمون الألمان المباراة بتمريرات جميلة استطاع لاعب خط الوسط بيرنت شنايدر في الدقيقة الرابعة تحويلها إلى هدف سهل. وفي الدقيقة الثامنة، تمكن المهاجم ميروسلاف كلوزه الذي برز نجمه في المونديال الأخير من تسجيل الهدف الثاني لصالح منتخبه. وفي الدقيقة الرابعة والأربعين، استغل الألمان ضعف الفريق السويدي واستطاع كلوزه من جديد هز الشباك السويدية ليسجل الهدف الثالث والأخير في هذه المباراة. يشار إلى أن ألمانيا تلعب في التصفيات التأهيلية لبطولة أوروبا التي ستنظم بعد سنتين في النمسا وسويسرا ضمن المجموعة الرابعة التي تضم تشيكيا وسلوفاكيا وجمهورية ايرلندا وويلز وقبرص وسان مارينو، فيما وقعت السويد في المجموعة السادسة مع اسبانيا والدنمارك ولاتفيا وإيسلندا وايرلندا الشمالية وليشتينشتاين.
لوف يتحرر من كلينسمان
في المباراة الأولى التي خاضها المنتخب الألماني بعد المونديال واستقالة المدرب يورغن كلينسمان، توجهت جميع الأنظار قبل وأثناء وبعد المباراة إلى المدرب الجديد يوأخيم لوف. وبغض النظر عن النتيجة المشجعة للفريق الشاب ومدربه، إلا أن المراقبين أجمعوا على أن لوف تصرف بهدوء تام ومهنية عالية تؤهله بامتياز لمواصلة مشوار كلينسمان. ومن راقب ملامح وجه المدرب الجديد وإيماءاته في المقابلة التي أجرتها معه قناة التلفزيون الألمانية الأولى "ARD"، فإنه لاحظ أن أسئلة الصحافيين المتكررة عن المدرب المستقيل يورغن كلينسمان بدأت تزعجه. واكتفى لوف في الإجابة على السؤال المتكرر بالقول المختصر :" موضوع كلينسمان أغلق"
ويبقى متواضعا
وبخصوص السؤال الصحفي التقليدي عن دور الفريق الخصم في تحقيق الفوز بقي لوف متواضعا ورفض التعليق على أداء السويديين الضعيف، قائلا إن مهمته "لا تملي عليه الحديث عن الفريق السويدي، بل عن فريقه. أردنا منذ البداية السيطرة على مجريات المباراة وقلت إنني لا أريد التحدث عن السويديين وعن لاعبيهم ونظام لعبهم." ومن الملاحظ أن هذه الكلمات لم تأت من مدرب يجب عليه أن يعثر على مكانه في الفريق الذي يدربه، بل من مدرب يقف في الصفوف الهجومية أمام رب عمله وأعضاء فريقه والرأي العام. بالطبع تذكرنا تصرفاته، على سبيل المثال عندما يستمع إلى النشيد الوطني الألماني يد بيد مع مدرب حارس المرمى أندرياس كوبكه وبقية أعضاء طاقم الفريق أو من خلال إعطاءه للتعليمات أثناء المباراة أو من خلال مشاركته لاعبي الفريق حماسهم، تذكرنا بيورغن كليمسمان، ولكن من راقب مباراة أمس يعرف تماما أن لوف وصل إلى بر الأمان وتخطى امتحان الصحفيين الإجباري. علاوة على ذلك، يجب علينا ألا ننسى أنه عمل مع كلينسمان جنبا إلى جنب لمدة عامين.
اللقاء المقبل ضد إيرلندا
وتلعب ألمانيا في التصفيات التأهيلية لبطولة أوروبا التي ستنظم بعد سنتين في النمسا وسويسرا ضمن المجموعة الرابعة التي تضم تشيكيا وسلوفاكيا وجمهورية ايرلندا وويلز وقبرص وسان مارينو. ويخوض المنتخب الألماني مباراته الأولى ضد إيرلندا. يشار إلى أن سجل الفريق الألماني حافل بالانتصارات ضد نظيره الإيرلندي، ولكن اللعب ضد المنتخبات الإيرلندية كان دائما مهمة صعبة بالنسبة للألمان. وهنا أيضا، بقي لوف متواضعا في المقابلة المذكورة ورفض التعليق على المباراة أو الفريق الإيرلندي، معللا ذلك بعدم وضع المباراة المقبلة لغاية الآن على جدول أعماله. في الوقت ذاته، قال المدرب إن الفريق يجب عليه أن يبذل ضد الإيرلانديين جهدا أكبر من الجهد الذي بذله ضد السويد. إننا لا نريد أن نقول إن لوف استطاع من خلال لقاء أمس طي صفحة كلينسمان والشغف الذي عم ألمانيا أثناء المونديال، ولكنه يسير على الطريق الصحيح في هذا الاتجاه.
ناصر جبارة