في ظل "عالم متغيّر".. قادة بريكس منفتحون على توسيع المجموعة
٢٣ أغسطس ٢٠٢٣طغت الدعوات لتوسيع مجموعة "بريكس" التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا على جدول أعمال القمّة التي تستضيفها جوهانسبرغ على مدى ثلاثة أيام، وقد بيّنت وجود تباينات بين أعضائها. وتسعى الصين إلى توسيع "بريكس" سريعا في خضم تنافس محموم مع الولايات المتحدة، لكنّ الهند تتوجّس من نوايا منافستها الجيوسياسية.
ويقول مسؤولون إنّ نحو 24 دولة قدّمت طلبات رسمية للانضمام للمجموعة التي تمثّل بتركيبتها الراهنة 40 بالمئة من سكان الأرض وربع الاقتصاد العالمي. ويحضر القمة كل من الرئيس الصيني شي جينبينغ والبرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إضافة إلى نحو 50 مدعوا من قادة دول أخرى.
العمل وفق مبدأ الإجماع
وتتشارك المجموعة التي تضم قوى متفاوتة الحجم الاقتصادي ومتباينة النظام السياسي، التوجه حيال بديل لنظام عالمي تهيمن عليه القوى الغربية يخدم مصالح الدول النامية بشكل أفضل.
وتعمل "بريكس" وفق مبدأ الإجماع، وكشف مسؤولون الأربعاء (23 آب/ أغسطس 2023) أنّ قادة الدول الأعضاء يدرسون بتمعّن معايير قبول الأعضاء الجدد. وقال رامابوزا خلال القمة إن توسيع المجموعة "يلقى تأييد كل الدول الأعضاء".
وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد أعرب في وقت سابق عن تأييده فتح المجال أمام انضمام أعضاء جدد، مبديا "ترحيبه بالمضي قدما بالتوافق". وقال رامابوزا "نحن عند عتبة توسيع أسرة بريكس"، معربا عن أمله بالتوصل إلى "حل واضح لهذه المسألة" بحلول الخميس، اليوم الثالث والأخير للقمة.
وقال الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي يجري في جوهانسبرغ ثاني زيارة خارجية له هذا العام، إنّ توسيع التكتّل من شأنه "حشد قوّتنا وحشد حكمتنا لجعل الحوكمة العالمية أكثر عدلاً وإنصافاً".
وتابع شي الذي تمثّل بلاده نحو 70 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي لبريكس "نجتمع في توقيت يشهد فيه العالم تغيّرات كبرى، وإعادة تشكيل للتجمّعات. لقد دخل (العالم) مرحلة جديدة من الاضطرابات والتحوّلات".
"بريكس" منافس جيوسياسي لواشنطن؟
واستبعد مسؤولون أميركيون تحوّل "بريكس" إلى منافس جيوسياسي للولايات المتحدة، واصفين التكتل بأنه "مجموعة بلدان شديدة التنوّع" فيها أصدقاء وخصوم. وتسلّط القمة الضوء على الانقسامات حيال حرب أوكرانيا والدعم الذي تتمتع به روسيا من شركاء آخرين في "بريكس" في وقت تعيش عزلة دولية.
وتجنّبت جنوب إفريقيا والصين والهند إدانة الغزو، بينما رفضت البرازيل إرسال أسلحة لأوكرانيا أو فرض عقوبات على موسكو، على غرار ما قامت به بلدان غربية. ولم يشارك حضوريا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستهدف بمذكرة توقيف دولية على خلفية الاشتباه بارتكابه جرائم حرب في أوكرانيا، واكتفى بتوجيه كلمة مسجّلة مسبقا عبر الفيديو.
وأوفد بوتين وزير الخارجية سيرغي لافروف ممثلا له. وقال الباحث في معهد العلاقات والشؤون الخارجية في جنوب إفريقيا غوستافو كارفاليو إن روسيا بحاجة ماسة إلى "أصدقاء وشركاء لذا فإن توق الروس للتوسيع ليس مفاجئا".
أهداف التكتل تلقى صدى كبيرا
ويقول محلّلون إن مسألة انضمام دول جديدة تفرض على جنوب إفريقيا والهند والبرازيل أن توازِن بين السعي لتوطيد العلاقات مع روسيا والصين وتجنّب المخاطرة بتدهور روابطها مع شريكها التجاري الأكبر، الولايات المتحدة.
وتضمّ قائمة المرشّحين للانضمام إلى بريكس دولاً ذات ثقل كبير على غرار إندونيسيا المنضوية في مجموعة العشرين والسعودية، وأخرى مناهضة للولايات المتحدة وحلفائها على غرار إيران.
واعتبر قادة المجموعة أنّ حجم الاهتمام بالانضمام للمجموعة يشكّل دليلاً على أنّ أهداف التكتل تلقى صدى كبيرا في "النصف الجنوبي" للكرة الأرضية، وهو تعبير غالبا ما يستخدم للدلالة على دول تغرّد خارج السرب الغربي.
وأبدى الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي يدفع باتّجاه إنشاء مصرف تنمية خاص بالمجموعة ليكون خيارا بديلا من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، تأييده لانضمام الأرجنتين إلى "بريكس".
لكنّ كارفاليو لفت إلى أن البرازيل تخشى "تمييع" تأثير بريكس في حال تم توسيع المجموعة على نحو أسرع من اللازم. وأضاف "هناك بالتأكيد انقسام بين أعضاء بريكس في الوقت الراهن".
ع.ش/ أ.ح (أ ف ب)