في صور.. 70 عاما على معرض فرانكفورت الدولي للكتاب
تشتهر فرانكفورت بعراقة سمعتها كمدينة للكتب. بعد الحرب العالمية الثانية نظمت أول معرض للكتاب عام 1949 ليشكل بداية ثقافية جديدة بعد موجة الشمولية للنظام النازي. معرض 2019 تمتد فعالياته من 16 حتى 20 أكتوبر/تشرين الأول.
بداية جديدة في فرانكفورت
كراسي قابلة للطي ورفوف مصفوفة مؤقتة من الكتب كانت تمنح لزوار معرض فرانكفورت للكتاب الأول في سبتمبر 1949 نظرة عن سوق الكتاب في ألمانيا. والتطلع إلى ثقافة وأدب من بلدان أخرى غير خاضعين للرقابة كان كبيرا. والتقسيم بين الشرق والغرب أدى إلى تأسيس معرض للكتاب في فرانكفورت (ألمانيا الاتحادية) وآخر شرقي في لايبزيغ (ألمانيا الديمقراطية).
التعطش للأدب
بعد قيام جمهورية ألمانيا الاتحادية بقليل تم تنظيم معرض الكتاب في فرانكفورت من قبل نادي الكتاب وتجار كتب ملتزمين. ومن الـ 18 إلى الـ 23 سبتمبر 1949 كان بإمكان ناشرين وبائعي الكتب وكتاب ومهتمين مشاهدة ما يعرضه 205 عارضا وربط الاتصالات الأولى. 14.000 زائر قدموا إلى كنيسة باولوس بفرانكفورت حيث تم عرض 8500 كتاب.
الانتقال إلى أروقة المعرض الكبرى
معرض الكتاب توسع حجمه بشكل كبير بحيث أن دور نشر أكثر من الخارج كانت ترغب في عرض كتبها. وفي 1951 تم الانتقال إلى أروقة المعرض الكبرى. وتجارة الكتب في ألمانيا استفادت من منح جائزة السلام لدور النشر الألمانية التي تجتذب جمهورا دوليا. وفي 1953 وللمرة الأولى كان عدد دور النشر الأجنبية أعلى من دور النشر الألمانية.
حمى كرة القدم
قصد مؤسسي معرض فرانكفورت للكتاب كان سياسيا بامتياز. وكان الهدف هو تقديم ألمانيا بعد الدكتاتورية النازية وهجرة الكثير من الناشرين والكتاب إلى الخارج كأمة ثقافة أمام العالم. وبعد الفوز الألماني في بطولة العالم لكرة القدم في 1954 اجتاحت حمى كرة القدم الوطنية أيضا المعرض. موظفو دار نشر Burda كانوا يرتدون ملابس رياضية.
موعد الخريف التقليدي
موعد المعرض في أكتوبر تحول بسرعة في فرانكفورت إلى تقليد. أما معرض الكتاب في لايبزيغ فكان في المقابل يبدأ في الربيع حتى يتمكن الناشرون وتجار الكتب ورجال الأدب وكذلك الكتاب من الالتقاء في كلا الموعدين. وكثير من المهاجرين ـ ناشرون وأدباء ـ وطئت رجلهم مجددا ألمانيا لحضور معرض الكتاب. وفي 1957 عرضت 1300 من دور النشر إصداراتها الجديدة.
مركز تجارة التراخيص
والإصدارات الجديدة لدور النشر الألمانية كانت أيضا مرآة لجمهورية ألمانيا الفتية. ففي معرض فرانكفورت لم تكن تعرض فقط الأدب الرفيع وكتب مصورة قيمة، بل ابتداء من منتصف الستينات كتب مشورة شعبية وكتب جيب رخيصة. وفرانكفورت تحولت في الأثناء إلى مركز حيوي للتراخيص الدولية والكتاب إلى بضاعة.
ثوار الأدب
وسنوات الاحتجاجات الطلابية في جمهورية ألمانيا الاتحادية خلفت أيضا في معرض الكتاب بصماتها. ففي 1968 دخل المعرض في فرانكفورت سجل التاريخ "كمعرض الشرطة". موظفو الشرطة أغلقوا مدخل أروقة المعرض حيث عبر متظاهرون عن غضبهم من منح جائزة السلام للرئيس السنغالي سنغور. وحتى الاحتجاجات ضد دور النشر اليمينية أربكت حركة المعرض.
فضائح الأدب
وفي كل مرة تسببت فضائح حول إصدارات كتب مثيرة سياسيا صدى إعلاميا واسعا. كما حصل في 1989 مع "آيات شيطانية" للكاتب البريطاني الهندي سلمان رشدي. وحتى حظر القصة الغرامية Esra لماكسيم بيلر الذي استولى بعد مفاوضات شاقة على محبوبته السابقة، أوقدت حتى 2008 الخواطر.
جائزة نوبل للأدب المتأخرة
وتم منح جائزة نوبل للأدب لعام 2018 في عام 2019 حيث حازت عليها الكاتبة البولندية أولغا توكارجوك وتلقت خبر فوزها اثناء تواجدها في ألمانيا. ومن المرتقب أن تزور أولغا توكارجوك معرض فرانكفورت للكتاب هذا العام.
الفائز بجائزة نوبل للأدب بيتر هاندكه
وحتى كتب بيتر هاندكه، الفائز بجائزة نوبل للأدب 2019 ستثير بالتأكيد نقاشات خلافية هذا العام في المعرض. وقد حقق الاختراق الأول في 1966 بقطعته المسرحية "شتم الجمهور" التي يتعرض فيها الممثلون بالشتم في وجه الجمهور. كما أن موقفه المساند للصرب في حرب البلقان وكتابه " إنصاف صربيا" يثيران الجدل.
محور البلدان المضيفة
وبواسطة "محور البلدان" الذي يعتني ببلد مضيف يمنح المعرض لبلدان منتقاة منذ 1988 فرصة تقديم عطاءها الأدبي. وإيطاليا كانت البلد المضيف الأول. وفي 2006 عرضت الهند تنوعها اللغوي والخطي. وفي هذا العام ستكون النرويج البلد المضيف.
تنوع الكتب للجميع
نموذج معرض فرانكفورت للكتاب بمنح البلدان المضيفة المجال وتحويل الاهتمام العام إلى أدبها الوطني وجد تقليدا في العالم. فتجارة حقوق الترجمة هي اليوم مكونا محوريا في معرض الكتاب. أكثر من 390.000 كتاب وكتب مسموعة وأخرى إلكترونية ومنتجات رقمية يتم عرضها في فرانكفورت. إعداد: هايكه موند وغابي رويشر/ م.أ.م