شيخ الأزهر في حوار الأديان ببرلين يدين اعتداء المنيا
٢٦ مايو ٢٠١٧تحاور الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف مع وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير اليوم الجمعة (26 أيار/ مايو 2017) في برلين حول التعايش بين الأديان ومشاريع مشتركة للحوار ومكافحة الإرهاب. وفي حين أعرب الوزير الألماني دي ميزير عن صدمته من الهجوم الجديد الذي استهدف الأقباط المسيحيين في مصر، أدان الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بشدة الهجوم الذي استهدف حافلة تقل عددًا من المصريين الأقباط المتجهين في رحلة دينية من محافظة بني سويف إلى محافظة المنيا، صباح اليوم الجمعة. ونفى أحمد الطيب صفة الإيمان عن منفذي التفجيرات، قائلاً إن الإرهاب لا يمكن أن يكون صادراً عن المؤمنين، ومشدداً على وجوب وضع حد لاقتراف الجرائم باسم الدين.
وأكد الأزهر الشريف أن هذا" العمل الإرهابي الجبان يخالف تعاليم كافة الأديان السماوية والتقاليد والأعراف الإنسانية التي تجرم قتل الأبرياء، مشددًا على أن مرتكبي مثل هذه الأعمال جبناء تجردوا من أدنى معاني الإنسانية، فضلًا عن كونهم بعيدون تماما عن تعاليم الأديان التي تدعو إلى التعايش والسلام ونبذ العنف والكراهية والإرهاب".
وكان وزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية، فالتر ليندنر، أشاد وأعرب عن تقدير بلاده بجهود الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب والأزهر الشريف من أجل نشر الوسطية والسلام إقليميًا وعالميًا. وجاء ذلك خلال استقبال شيخ الأزهر للوزير الألماني بمقر إقامته بالعاصمة الألمانية برلين، حيث يحضر احتفال حركة الإصلاح الديني في ألمانيا بمرور 500 عام على الكنيسة البروتستانتية،بحسب المركز الإعلامي للأزهر .
وأعرب ليندنر، عن سعادته البالغة بمشاركة الإمام الأكبر في الاحتفال. وأوضح وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن بلاده مهتمة إلى حد كبير بتكثيف التعاون مع الأزهر خاصة فيما يتعلق بنشر ثقافة السلام في العالم، مشددًا على ضرورة تعاون الأصوات المعتدلة في مواجهة جماعات العنف والإرهاب.
وأكد ليندنر على ترحيب بلاده بالتعاون مع الأزهر صاحب التاريخ الكبير ومجلس حكماء المسلمين لما يمثلان من صوت للعقل والحكمة والاعتدال، وقال: "نقدر ما تبذلونه من أجل تحقيق السلام في العالم" .
وقدم الإمام الأكبر الشكر لدولة ألمانيا على تواصلها الفعال مع الأزهر الشريف في مجال الحوار والتعاون المتبادل، مشيرًا إلى أهمية هذا الحوار في إذابة الجليد المصنوع بين الشرق والغرب، معربًا عن رفضه لنظرية صراع الحضارات ونهاية العالم، وإيمانه بنظرية الحوار والتعارف والتعايش المشترك. وأضاف الطيب: "لقد استضفنا في الأزهر عددًا من المسؤولين الألمان في مقدمتهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، واستعرضنا سويا آليات تنسيق الجهود من أجل مواجهة الإرهاب". وأكد شيخ الأزهر على ضرورة التحرك المشترك لمواجهة هذا الإرهاب وإنقاذ المتضررين من اللاجئين، وغيرهم من الأوضاع غير الإنسانية التي يعيشونها وتخفيف آلام المتضررين و المحاصرين، مضيفًا " نعول على دولة ألمانيا في المشاركة الفعالة في صنع السلام".
ع.م/ ح.ع.ح (د ب أ ، DW)