ماذا تعني السعادة بالنسبة لك؟
٢٠ مارس ٢٠١٥يحتفل العالم في (20 آذار/ مارس) من كل عام باليوم العالمي للسعادة، وذلك بعد أن أصدرت الأمم المتحدة قرارا بهذا الخصوص عام 2012، جاء فيه أن سعي الإنسان لتحقيق السعادة والرخاء يمثل هدفا أساسيا له وأن على صناع القرار السياسي في دول العالم أن يضعوا في اعتبارهم ضرورة تحقيق هذا الهدف.
زيادة الممتلكات لا تعني بالضرورة زيادة الرضا
ولكن ما هي السعادة، وما مقوماتها؟ ترى هيلكه بروكمان، المتخصصة في أبحاث السعادة بجامعة ياكوب بمدينة بريمن الألمانية، أن السعادة هي "رد فعل إيجابي شخصي على انطباعات خارجية وداخلية يتسبب فيها سلوك محدد ... ويمكن قياس رد الفعل هذا". والشعور بالسعادة يمكن أن يستمر ثوانٍ قليلة كما يمكن أن يستمر لسنوات أيضا.
وبحسب معهد غالوب الأمريكي لاستطلاعات الرأي فإن من بين العناصر التي يتسبب فيها الشعور بالسعادة على الإطلاق، "أن تكون حياة الإنسان ذات مغزى، وأن يكون فيها حوافز. وكذلك نوعية العلاقات الاجتماعية ونوعية الحياة في المجتمع والأمان المالي والسلامة الجسدية".
ولكن عندما تتحقق الضرورات المادية الأساسية للإنسان فإن زيادة الممتلكات المادية لا تعني بالضرورة زيادة الرضا، لأننا نرفع سقف تطلعاتنا بشكل إضافي عندما نحوز هذه الضرورات"، حسبما أوضح كارل-هاينز روكريغل، أخصائي أبحاث السعادة بجامعة نورنبرغ التقنية بجنوب ألمانيا.
كما رأت هيلكه بروكمان أن الرغبة الملحة لدى الإنسان بتملك المزيد والمزيد من المال سببها اجتماعي، وأن رغبة الإنسان في اتباع آخر الصيحات مثل امتلاك أسرع سيارة أو امتلاك منزل أنيق أو قضاء عطلة بشكل مترف لا تسبب السعادة؛ إلا إذا سمح المحيط الاجتماعي بذلك. "فإذا كان جاري يتقدم عني دائما بخطوة في هذه الأشياء، فإن امتلاكي ملابس جديدة أو سيارة أسرع على سبيل المثال لن يعود علي بشعور دائم بالسعادة لأن الآخر يظل أفضل حالا مني".
إفريقيا أسعد المناطق 2014!
وفي إفريقيا أيضا يلعب المحيط الاجتماعي دورا مهما، ولكن ذلك ليس له علاقة بالمكانة الاجتماعية لأن أغلب أنحاء القارة السمراء بها شعور قوي بالترابط وقوة الأواصر بين العائلات. ويؤدي هذا إلى تقاسم القليل المتاح من الممتلكات.
لكن ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الفقر في هذا السياق؟ "ربما سلب الفقر البشر سعادتهم لمدة قصيرة ولكنه يجبرهم على المدى البعيد على التركيز على العلاقات مع أطفالهم ومع أرباب العمل ومع أصدقائهم الذين يعطون حياتهم المزيد من المعنى والمغزى"، حسبما لخصت صحيفة "نيويوركر" هذه القضية بإيجاز العام الماضي.
وبينما يعيش أسعد سكان العالم في الدول الإسكندنافية ودول أمريكا اللاتينية، فإن إفريقيا في طريقها على ما يبدو لتحقيق مكانة أفضل كقارة من حيث شعور سكانها بالسعادة"، حيث بدت إفريقيا عام 2014 أسعد مناطق العالم، بعد أن أكد 83 في المئة ممن شملهم استطلاع بهذا الشأن لمعهد غالوب أنهم "راضون في حياتهم". كما أن الاستطلاع أظهر أن 70% من سكان إفريقيا يعتقدون أن عام 2015 سيكون أفضل حالا من 2014 .
ص.ش/ ف.ي (د ب أ)