في اليمن ...حفلات الزفاف تتحول إلى بيوت عزاء
دخلت الحرب في اليمن عامها الرابع في ظل تطورات دراماتيكية عسكرية وإنسانية أدت إلى أسوأ كارثة في العالم حسب توصيف منظمات دولية عديدة، حتى حفلات الزفاف تتحول إلى بيت عزاء، فلا مكان للفرح في "اليمن السعيد".
التهاني تتحول إلى تعازي في حجة
حفلات الزفاف لا تسلم بدورها من آثار الحرب. ففي محافظة حجة قتل الاثنين (23 أبريل/ نيسان) ما لا يقل عن 20 مدنياً عقب قصف خيمة زفاف في محافظة حجة. القصف أكده البنتاغون وأدانته الأمم المتحدة مطالبة بإجراء تحقيق "سريع وشفاف"، بينما نسب المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران الذين يسيطرون على المحافظة حيث وقع الاعتداء، الغارات إلى التحالف العسكري بقيادة السعودية.
السعودية: نحرص على تطبيق قواعد الاشتباك
رد السعودية شمل تصريحاً أن القوات المشتركة للتحالف تتابع "باهتمام ما تمّ تداوله في وسائل الإعلام مؤكدة على حرص قيادة التحالف على تبني وتطبيق قواعد الاشتباك بما في ذلك "افتراض أن كل شخص في اليمن هو شخص مدني إلى أن يثبت العكس بشكل قاطع".
131 قتيلا من المدعويين
حفل زفاف آخر تحول إلى بيت عزاء، وذلك في 28 أيلول/ سبتمبر 2015 في المخا، ما أسفر عن مقتل 131 من المدعويين. القصف نسب إلى التحالف الذي نفى ذلك أيضاً، حسب الأمم المتحدة. توالي الهجمات في اليمن دفع بالمنظمات الدولية إلى توقيع اتفاقيات لم تنجح في إعادة الهدنة إلى البلد، وكانت الأمم المتحدة قد وقعت سبعة اتفاقات هدنة فشلت هي الأخرى في تحقيق هدفها.
أكبركارثة إنسانية
تدخل الحرب اليمنية عامها الرابع بعد أن حصدت أرواح 10 آلاف يمني. الأمم المتحدة تصنف ما يجري في هذا البلد على أنه أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم حاليا: 22,2 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية ملحة و8,4 ملايين شخص مهددين بخطر المجاعة، فيما يعاني نحو مليون يمني من وباء الكوليرا. وأضعف الضحايا هم بالطبع الأطفال.
التحالف العربي في "اللائحة السوداء"
سبق لمنظمة هيومن رايتس ووتش في سبتمبر/ أيلول 2017، أن اتهمت التحالف العربي بشن خمس غارات جوية أدت إلى مقتل 39 مدنيا بينهم 266 طفلا. كما صنفت الأمم المتحدة التحالف العربي ضمن "قائمة العار"، ووجهت في تقرير صدر لها عام 2016 اتهامات إلى التحالف بقيادة السعودية نددت فيها بقتل الأطفال وتشويههم وهدم المدارس والمستشفيات. كما وجهت المنظمة اتهامات مشابهة للحكومة اليمنية والحوثيين وتنظيم القاعدة.
"جرائم حرب"
من جهتها، اعتبرت منظمة العفو الدولية في عام 2016 أن ما يجري دمار و "جرائم حرب". وحسب الأمم المتحدة فإن غارة جوية للتحالف على مجلس عزاء في صنعاء، بتاريخ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، أودت بحياة 140 شخصا وأكثر من 500 جريح. وفي مارس/ آذار 2016 تم تشكيل "الحزام الأمني" الذي يضم ضباطا وعسكريين يمنيين من قبل حكومة الرئيس هادي. بالمقابل شكل الحوثيون في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 حكومة "إنقاذ وطني".
سقوط صنعاء
انطلقت الشرارة الأولى للأزمة اليمنية عام 2011، لكن الحرب لم تبدأ حتى سيطر الحوثيين على مؤسسات أمنية وحكومية ومنشآت هامة في صنعاء عام 2014. كما سقطت العاصمة في أيديهم وبدأت حرب ماتزال مستمرة حتى الساعة. الحرب اليمنية بدأت باحتجاجات ضد حكومة عبد ربه منصور هادي للمطالبة بتنازلات، وكان الحوثيون أول من أطلقها أواسط عام 2014.
"حزم" ومن بعده "أمل"
بعد طلب هادي التدخل عسكريا لحماية اليمن وشعبه من "عدوان المليشيات الحوثية"، أطلقت السعودية في عام 2015 عملية "عاصفة الحزم"، التي ساهم فيها أكثر من عشر دول عربية. تدخل السعودية ضد الحوثيين تُرجم بشن غارات جوية استهدفت مواقع الحوثيين وحلفائهم، وتمكن حلفاء السعوديين فيما بعد من استعادة العديد من المناطق كمضيق باب المندب. لكن المنظمات الدولية نددت بالأوضاع المزرية، ليتغير اسم الحملة إلى "إعادة الأمل".
تشكيل "المجلس الانتقالي الجنوبي"
في 11مايو/ أيار 2017، أعلن عيدروس الزبيدي عن تشكيل "المجلس الانتقالي الجنوبي"، الذي يدعو إلى إقامة "دولة ذات سيادة في الجنوب"، لكن الرئيس هادي رفض المجلس باعتباره مخالفاً للمرجعيات القانونية على المستوى المحلي والدولي أيضا. وحظي مجلس الزبيدي، الذي تمت إقالته من منصب محافظ بعدن، بدعم إماراتي. كما أن قوات التحالف العربي أنهت علاقتها بقطر مما أجبرها على سحب قواتها الجوية في نفس العام.
حملة دولية لمقاطعة الإمارات
المطالبة بفتح تحقيق شامل في حالات الإخفاء القسري والجرائم التي ترتكبها الإمارات في جنوب اليمن، كان الهدف من "الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات". فقد تم توقيع العريضة بتاريخ 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، وطالبت فيها أوروبا ونقابات العمال ومنظمات حقوقية باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء الحرب في اليمن، وإيقاف سيل القتل والدمار في صفوف المدنيين الناتج عن أعمال العنف التي يشنها التحالف العربي.
الرياض في قلب المواجهة
أطلق الحوثيون صاروخا بالستيا في اتجاه الرياض، يوم 4 نونبر/ تشرين الثاني 2017، لكن القوات السعودية اعترضته فوق مطار العاصمة الدولي ولم تسقط منه إلا شظايا. واتهمت السعودية حينها إيران بشن "عدوان عسكري مباشر"، إلا أن طهران رفضت هذه "الاتهامات غير المسؤولة". بعدها أغلقت قيادة التحالف العربي جميع المنافذ في اليمن مما جعل الحوثيين يهددون بضرب السعودية والإمارات ردا على تشديد الحصار.
الإقامة الجبرية لمنصور هادي
من أبرز الأحداث في 2017؛ منع السعودية للرئيس اليمني هادي وابنيه ووزراء وعسكرين يمنيين من العودة إلى بلادهم، حسب وكالة أسوشيتد برس الأميركية بتاريخ 7 نوفمبر/تشرين الثاني، . ونقلت الوكالة عن مسؤولين يمنيين أن المنع السعودي جاء منذ أشهر وأرجعوا ذلك إلى "العداء المرير بين هادى والإمارات العربية المتحدة التي تشكل جزءا من التحالف وتهيمن على جنوب اليمن".
عبد الله صالح في عداد "المقتولين"
شهدت الأزمة اليمنية في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر تطورا في صنعاء حيث وقعت معارك عنيفة بين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وفي الرابع من كانون الاول/ديسمبر2017، قُتل علي عبدالله صالح على أيدي الحوثيين، بعد أن كان حليفهم طوال فترة النزاع. وجاء قتله بعد إعلانه عن استعداده لـ"فتح صفحة جديدة" مع السعودية. وكان الحوثيون قد اتهموه في 23 آب/اغسطس 2017 بـ"الغدر". إعداد/ مريم مغريش، و.ب