في المباراة الثانية .. أكوادور تفاجئ وتسجل فوزا ثمينا قد يؤهلها للدور الثاني
٩ يونيو ٢٠٠٦عندما تحدثنا في الأيام القليلة الماضية مع المشجعين البولنديين الذين يجوبون شوارع العاصمة الألمانية برلين، حاملين أعلام بلادهم وسألناهم عن توقعاتهم لنتيجة المباراة التي سيخوضها منتخب بلادهم في الرابع عشر من يونيو الجاري ضد ألمانيا، فإنهم وقفوا دائما على أطلال الأداء المميز الذي قدمه المنتخب البولندي في نهائيات عام 1974 في ألمانيا وذكرونا بالإنجازات المشرفة التي حصل عليها منتخب بلادهم في هذه النهائيات. فقد حلت بولندا في هذا العام في المركز الثالث بعد تفوقها على منتخبات عريقة مثل الأرجنتين وإيطاليا والسويد ويوغسلافيا سابقا. ولكن المباراة الأولى التي خاضها منتخبهم مساء اليوم ضد الفريق الإكوادوري سببت وستسبب لهم صدمة قوية في الأيام المقبلة، فقد استطاع المنتخب الإكوادوري في المباراة التي انتهت بهدفين مقابل لا شيء لصالح منتخب أكوادور تقديم أداء ملتزم سيدعونا بلا شك إلى التفكير مليا بهذا الفريق الذي يشارك للمرة الثانية في نهائيات بطولة العالم لكرة القدم.
هجمات متواصلة ولكن دون فائدة
شهدت الدقيقة الأولى أول ضربة حرة للفريق البولندي وبدأ التوتر يظهر على وجه مدرب المنتخب الإكوادوري لويس سواريس. ومنذ البداية، سيطر المنتخب البولندي على مجريات المباراة واستطاع مهاجموه من جديد الحصول على زاوية تلو الأخرى دون جدوى. وفي الدقيقتين الثامنة والتاسعة، هدد الخطر المرمى البولندي وسط تصفيق استهجان من قبل المشجعين البولنديين. من جانبه واصل بافل ياناس مدرب المنتخب البولندي أعطاء التعليمات والمباراة شهدت هجمات متكررة. وفي الدقيقة الثالثة والعشرين، سجل المنتخب الإكوادوري الهدف الأول لينتهي الشوط الأول من المباراة بهدف يتيم لصالح المنتخب الإكوادوري. بولندا بدأت الشوط الثاني بهجمة وحصلت على ضربة حرة. بعدها واصلت هجماتها ويبدو أن اللاعبين البولنديين يهدؤون المباراة. وبعد مرور أكثر من ساعة على المباراة، واصل مهاجمو المنتخب البولندي هجماتهم، ولكن المنتخب الإكوادوري نجح في الدقيقة التاسعة والسبعين من تسجيل الهدف الثاني. يشار إلى أن الهدف الثاني جاء كاللعنة واللاعبون البولنديون صدموا ولكن الجمهود كذلك وخيم هدوء حذر على الملعب وواصل مدرب إكوادور إعطاء التعليمات. إذا يمكن القول إن هذه النتيجة هي فوز مفاجئ لإكوادور ولكنه مستحق لفريق يشارك للمرة الثانية في نهائيات بطولة العالم 2006. ولكن ماذا عن بولندا وكيف سيستقبل الرأي العام البولندي وكذلك الصحافة البولندية هذه الهزيمة؟ ولكن الأهم من ذلك، هو أن المنتخب البولندي سيخوض في الرابع عشر من الشهر الجاري مباراته المقبلة ضد نظيره الألماني.
52 ألف متفرج في استاد أوف شالكه
واستضاف مباراة اليوم الثانية استاد أوف شالكه الذي افتتح في أغسطس / آب عام 2001 في مدينة غيلزينكيرشين الألمانية الغربية وشهد نهائي بطولة أبطال أوروبا في عام 2004 بين فريقي بورتو البرتغالي وموناكو الفرنسي. وكان الاستاد الذي يتسع لـ 52 ألف متفرج شاهدا على اللقاء الذي جمع منتخبي بولندا وإكوادور وشهد مواجهة بين منتخبين يمارسان كرة القدم بأسلوبين مختلفين. ففي حين اعتمد لاعبو المنتخب البولندي على القوة البدنية واللياقة، مارست إكوادور أسلوب فرق أمريكيا اللاتينية الذي يفضل التمريرات السريعة والأرضية للوصول إلى مرمى الخصم.
إكوادور في ثاني مشاركة
في حين يستطيع المنتخب البولندي الاعتماد على خبرة كروية كبيرة حصل عليها في سبع مرات شارك فيها في نهائيات كأس العالم، تقتصر مشاركة نظيره الإكوادروي على مرتين الأولى كانت في عام 2002 في كوريا ـ اليابان والثانية في هذا العام. أما مسيرته في المباريات التأهيلية فقد تميزت بأداء متوسط، ولكن الفريق استطاع الصمود أمام فرق عملاقة مثل البرازيل والأرجنتين والمكسيك، الأمر الذي سمح له بالوصول إلى النهائيات في المركز الثالث بعد البرازيل والأرجنتين.
... وبولندا تشارك للمرة السابعة
أما منافس الإكوادوريين مساء اليوم وهو المنتخب البولندي، فإنه يشارك للمرة السابعة في النهائيات، ما يؤهله للاعتماد على خبرة كروية كبيرة وكذلك على فريق متماسك يأخذ الطريقة الأوروبية في اللعب أسلوبا ويركز على الأداء الجماعي دون الاعتماد على النجوم. وإذا استثنينا حارس مرمى ليفربول الإنجليزي يرشي دوديك، فإن الفريق البولندي يكاد يخلو من النجوم. ومن الدوري الألماني، يمكن ذكر اسم مهاجم فريق دورتموند إيبي سمولاريك وكذلك لاعب فريق باير ليفركوزين ياشيك كريستيونفيك. ولا بد لنا كذلك الاعتراف بإنجازات المدرب بافل ياناس الذي تمكن من تقديم نتائج جيدة في المرحلة التأهيلية.