فولكس فاغن تعولم إنتاجها استجابة لرغبات الزبائن
٦ يونيو ٢٠٠٧تُنتج شركة فولكس فاجن العملاقة سيارتها من طراز جولف في أربع قارات وتسوقها في ست. وبذلك تكون مثالا جيدا على ما يسمى بعولمة صناعة السيارات كما يرى الخبير فيرديناند دودينهوفر مدير مركز أبحاث صناعة السيارات في كلية جيلسين كيرشن التقنية(غرب ألمانيا). فشركة فولكس فاجن لا تعتمد على مصنع واحد مركزي يمد كافة الأسواق باحتياجاتها، وإنما تستفيد من التسهيلات التي تحصل عليها في الأسواق المختلفة، كالبرازيل وشرق أوروبا، وتنشأ مصانع متعددة تقوم بتلبية احتياجات هذه الأسواق بالسيارات.
دودينهوفر يرى أن السبب في الاتجاه نحو عولمة صناعة السيارات يعود إلى الاختلاف في رغبات الزبائن، فالسيارات التي تنتج في الدول المختلفة ليست متطابقة، بل تختلف من سوق إلى آخر، فهي موحدة في الخطوط الأساسية ولكنها تختلف في التصميم والخصائص والملامح. على سبيل المثال، في أمريكا الجنوبية يُلاحظ أن الدخل أقل من دخل نظيره في أوروبا، لذا يحتاج الزبائن إلى سيارة منخفضة الثمن، أما في الولايات المتحدة الأمريكية فإن غالبية الزبائن يحبون أن تكون مساحة السيارة الداخلية كبيرة. ويضيف دودينهوفر أن احترام رغبات الزبائن ومحاولة تحقيقها يضمن بقاء الشركة بين المتنافسين في السوق.
لكن أوروبا الغربية لا تزال تعد السوق الأهم للجولف. وتنبع شعبية السيارة في أوروبا من أنها ليست موجهة إلى طبقة اجتماعية معينة، فزبائنها يقعون ضمن شريحة واسعة، كالرياضيين والمدراء والطلبة، حيث يستطيعون قيادتها دون أن يشعروا أن السيارة غيرت من طبقتهم الاجتماعية.
تجميع السيارات وعولمة إنتاج السيارات
اعتمدت صناعة السيارات عبر القارات على طريقة تسمى بالإنجليزية "Completely Knocked Down" وتعني أن كل جزء من أجزاء السيارة يوضع في صندوق ويرسل إلى الدولة المراد إنتاج السيارة فيها، ويتم بعدها في هذه الدولة فتح الصناديق وتركيب أجزاء السيارة مع بعضها البعض. غير أن دودينهوفر يرى أن هذه الطريقة تصلح في المناطق ذات الطلب المحدود، أما في الأسواق الكبيرة التي يزيد فيها الطلب على موديل معين من السيارات عن 50 ألف سيارة في العام، فإن هذا الطريقة تصبح غير ذات الجدوى، وتتجه شركة السيارات حينئذ إلى إنشاء مصانع متكاملة لصناعة الأجزاء أيضا كما فعلت فولكس فاجن.
واليوم تتجه أغلب الشركات الناجحة إلى عولمة إنتاجها كما يرى دودينهوفر، فشركة تويوتا مثلا تُصنع وتُسوق موديل أوريس -خليفة كورولا- في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية واليابان وآسيا، فالشركة الأم تملك نموذج البناء الأساسي للسيارة واعتماداً على هذا النموذج تتم صناعة السيارة على الرغم من اختلافها من سوق إلى آخر في بعض الخصائص لتحقيق رغبات الزبائن، وبالتالي فإن هذا النهج المعتمد على أساس بنائي موحد مع الاختلاف في التفاصيل يعتبر من أهم العوامل التي تقود إلى النجاح في صناعة السيارات.
وفي المستقبل لن ينصب الاهتمام على كون السيارة ألمانية أو فرنسية أو إيطالية أو غيرها، ولكن الأسماء التجارية ستصبح هي المهمة، فسيارة جولف هي من نوع فولكس فاجن، وهذا هو الأهم من اتصافها بأنها ألمانية.