"فوتبول ليكس"..عندما يلجأ مشاهير الكرة للتحايل على الضرائب
٥ ديسمبر ٢٠١٦
عاد موضوع التلاعب الضريبي الذي اتهم به بعض مشاهير كرة القدم لدائرة الضوء من جديد، بعد أن نشرت مجلة "شبيغل" الألمانية تفاصيل كشفت عنها شبكة "فوتبول ليكس" المتخصصة في كشف أسرار عالم كرة القدم وتحديدا صفقات انتقالات اللاعبين.
آخر هذه التسريبات شملت إسمين لهما وزن كبير في عالم الساحرة المستديرة وهما كريستيانو رونالدو، هداف ريال مدريد ومسعود أوزيل صانع ألعاب أرسنال الإنجليزي والمنتخب الألماني.
رونالدو على غرار ميسي في الملاحقات الضريبية
قبيل الكلاسيكو الإسباني الذي جمع السبت الماضي بين برشلونة وريال مدريد تم إدراج اسم كريستيانو رونالدو المرشح للفوز بلقب أفضل لاعب هذا الموسم، ضمن قائمة اللاعبين المتهمين بالتحايل الضريبي، فقد ذكر التقرير الذي نتشرته مجلة "شبيغل" أن عائدات الإعلانات التي كان يتقاضاها رونالدو، ظلت حتى قبل عامين تتدفق إلى شركة في منطقة البحر الكاريبي، وأن اللاعب البرتغالي لم يدفع أي ضرائب عليها. وأضاف التقرير أن رونالدو قبل انتهاء أحد امتيازاته الضريبية نهاية العام المالي 2014، قام ببيع حقوق إعلاناته مقدَّماً حتى عام 2020 إلى شركتين في جزر فيرجن البريطانية، لكن العائدات والتي تقدر بحوالي 75 مليون يورو، تدفقت إلى حساب اللاعب البرتغالي في أحد البنوك السويسرية الخاصة. وذكر التقرير عن مصدر مقرب من مكتب محاميي رونالدو أن السلطات تجري حالياً تحريات حول ضرائب رونالدو.
وقد وصل صدى ذلك أيضا إلى ملعب "كامب نيو"، حيث رددت جماهير برشلونة يوم الكلاسيكو أغنية تسخر من رونالدو وتطالبه بدفع الضرائب. وقبل ذلك طالب نائب رئيس برشلونة "كارليس فيلاروبي" سلطات الضرائب في إسبانيا "بالتعامل بصرامة مثلما تعاملت مع قضية ميسي".
وكان ليونيل ميسي، المتوج خمس مرات بلقب أفضل لاعب في العالم قد أدين هذا العام أمام محكمة إسبانية بالسجن 21 شهرا، مع إيقاف التنفيذ وغرامة بنحو مليوني يورو بتهمة التحايل عن دفع ضرائب قدرت بـ 4.2 مليون يورو عن الفترة بين 2007 و2009.
وتقول السلطات الضريبية في إسبانيا أن ميسي ووالده تظاهرا ببيع حقوق صورة اللاعب لشركات وهمية أنشئت في ملاذات ضريبية في بليز وأوروغواي.
أوزيل والأخطاء الضريبية
اسم الدولي الألماني ولاعب ريال مدريد سابقا مسعود أوزيل حاضرا أيضا ضمن قائمة التسريبات الأخيرة التي نشرتها صحيفة "شبيغل" حول التحايل الضريبي. حيث أشارت تلك التسريبات إلى أن أوزيل تلقى بداية هذا العام رسالتين من مصلحة الضرائب الإسبانية تتعلق بالتصريحات الضريبية بين 2011 و2013.
وعند توقيع عقد انتقال أوزيل إلى ريال مدريد تعهد النادي الملكي بدفع تعويضات لوكيل أعمال أوزيل "رضا فازلي" تقدر بـ 1,2 مليون يورو لموسم 2011 و2012. وعند انتقال أوزيل إلى أرسنال تعهد أيضا النادي اللندني بدفع 1,47 مليون يورو لوكيل أعمال أوزيل الجديد "إيركوت سوغوت" في سبتمبر 2013. بيد أن سلطات الضرائب الإسبانية اعتبرت ذلك خطأ من جانب أوزيل، إذ ترى أن الدولي الألماني هو الذي عليه دفع التعويضات لوكيل أعماله وليس النوادي التي انتقل إليها. ووفقا لذلك اعتبرت سلطات الضرائب الإسبانية هذه المبالغ دخلا إضافيا لأوزيل وعليه دفع الضرائب عنها.
ووفقا لمجلة "شبيغل" فإن أوزيل قد سدد المبالغ التي فرضتها عليه السلطات الإسبانية شهر مارس الماضي والتي بلغت حوالي مليوني يورو بما في ذلك الفوائد الناجمة عن التأخير، في حين تم إعفائه من غرامة تقدر بـ 790 ألف يورو بسبب الطعن الذي تقدم به محاميه. وقد أكد الأخير أنه لاتوجد تحقيقات أو متابعات قضائية ضد موكله مسعود أوزيل في إسبانيا.
ومع الكشف عن التسريبات الجديدة حول التحايل الضريبي لمشاهير اللاعبين يُطرح التساؤل عن الجانب الخفي في عالم المال والأعمال لنجوم الساحرة المستديرة وعلاقة ذلك بالروح الرياضية. وكان لرئيس كتلة حزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، توماس أوبرمان رأي في هذا الموضوع عندما قال "عندما يمتنع هؤلاء من أصحاب الملايين عن دفع مساهمتهم في المجتمع فإن ذلك لا يمت بصلة للروح الرياضية وإنما هو خيانة للجماهير".
رغم ذلك أظهرت تجارب سابقة أن الجماهير في الملاعب سرعان ما تنسى قضايا من هذا القبيل. فبمجرد تسجيل لاعبها المفضل لهدف أو مساهمته في فوز فريقه حتى تسامحه الجماهير وتنسى ما تورط فيه من فضائح. فأولي هونيس مثلا، الذي قضى عقوبة السجن بتهمة التهرب الضريبي هو الآن رئبيس بايرن ميونيخ وليونيل ميسي يوجد حاليا في اللائحة النهائية للأسماء المرشحة للكرة الذهبية.
هشام الدريوش