فوائد التلامس..بين البشر
في عالم رقمي يتراجع فيه التواصل الانساني المباشر، على حساب الرسائل القصيرة وغيرها عوضاً عن اللقاء وجهاً لوجه. من المهم أن نتذكر الفوائد الجسدية والعقلية للمس والاتصال الجسدي بين البشر، حيث يحسن ذلك من معيشتنا.
ضبط النغمة
غالبًا ما يكون لمس بشرتنا هو نقطة الانطلاق لإدراك بعض المواقف والتفاعل مع بعضنا البعض. وجد الباحثون أنه يمكن للناس اكتشاف بعض المشاعر، مثل الحب والغضب والامتنان والاشمئزاز، عن طريق اللمس. ثبت أن اللمس يقلل من العدوانية ويزيد من السلوك الايجابي اتجاه المجتمع. كما أنه يساعدنا على تشكيل والحفاظ على الروابط العاطفية في العلاقات الإنسانية.
اللمسة تعزز روح فريق
يمكن أن يساعدنا العناق في بناء الثقة والتعاون المشترك. وجدت إحدى الدراسات أن لاعبي كرة السلة المحترفين والفرق التي كان بينها تفاعل جسدي أكثر في بداية موسم المنافسات الرياضية، مثل الهاي فايف (أو كما تقال في اللغة العربية: كفّك) أو العناق الجماعي، كانوا يحققون نتائج طيبة في المباريات اللاحقة.
عانقوا بعضكم!
يسهم العناق في الحد من الاضطرابات الداخلية بعد النزاع. وأظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تلقوا عناقًا في اليوم الذي حدث فيه نزاع كانوا في حالة مزاجية أفضل بعد ذلك. كما ثبت أن العناق يقلل من احتمالية الإصابة بنزلات البرد العادية، وذلك بسبب قدرته على تخفيف الضغط.
حضن دافئ
يمكن أن يسهم الاتصال الدافئ بين الشركاء، مثل إمساك اليدين أو الاحتضان، في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية ويمكن أن يقلل من تفاعل الشخص مع الإجهاد، وذلك لأن إشارة الدعم الجسدية الإيجابية تلك تبطئ من معدل ضربات القلب، وتقلل من هرمون التوتر "الكورتيزول" وتخفض من ضغط الدم. ويمكن للأزواج مزامنة معدل ضربات قلوبهم وموجات الدماغ فقط عن طريق اللمس.
التدليك: أكثر من مجرد استرخاء
وجد الباحثون في المركز الطبي بجامعة ديوك أن التدليك لكامل الجسم يخفف من الألم ويزيد من قدرة المرضى - ممن يعانون من التهاب المفاصل في ركبهم - على الحركة والتنقل. كما تبين أن اللمسة العلاجية تقلل الألم وتزيد من جودة الحياة لمرضى الألم العضلي التليفي. ليس فقط أولئك الذين يحصلون على التدليك هم من يستفيدون وحسب، بل إن تقديم التدليك يؤثر إيجابا على من يقوم به.
تدليك ذاتي
ومع ذلك، فأنت لست بحاجة إلى شخص آخر لتحصل على فوائد اللمس. فالتدليك الذاتي قد يكون له نفس تأثيرات التدليك المنتظم الذي يقدمه لك شخص آخر. وتكون الفوائد الصحية للتدليك أقوى عند استخدام المزيد من الضغط، بعكس ما يحدث عند اللمسة الخفيفة. يمكن لليوغا وغيرها من أشكال التمرينات الرياضية أيضاً أن تُحدث تأثيرات مماثلة لتخفيف التوتر وذلك عند وجود اتصال بين جسدك وبين الأرض.
لمسة مباشرة
يؤدي التدليك أيضاً إلى زيادة الوزن عند الأطفال ناقصي النمو من خلال إشراك جزء من جهازهم العصبي في العملية. كما يحسّن التدليك من عملية الهضم بإفراز هرمونات لازمة لامتصاص الطعام. ويساعد لمس الجلد على إطلاق الأوكسيتوسين، وهو الهرمون المرتبط بتعلق الأم بالرضيع، كما يقلل من إفراز الكورتيزول، هرمون التوتر. وقد يكون للتدليك أيضًا تأثير مخفف للألم لدى الأطفال الذين يخضعون لإجراءات طبية بسيطة.
أظهر دعمك
الإمساك بيد الشريك أثناء تعرضه لآلام جسدية، قد يكون مفيدًا لكلا الطرفين. فالألم يتراجع بالفعل لدى الشريك عند لمسه. وهذا الاتصال الجسدي بين الأشخاص يمكنه أيضا المساعدة على تعزيز الثقة في النفس.
شعور متزايد بالاحساس
اليوم، يجري العمل على إنشاء أطراف صناعية مدعمة حسياً بحيث يمكن لمن بترت أحد أطرافه الحصول على الفوائد نفسها عندما يتم لمسه. وقد ثبت أن الشعور بالسعادة والعافية النفسية تتزايد لدى مستخدمي هذه الأطراف الاصطناعية والتي يمكنهم من خلالها الشعور باللمس. يعمل باحثون آخرون أيضاً على تطوير تقنية إلكترونية للبشرة يمكن من خلالها الشعور بالأسطح الصلبة والأقمشة الناعمة أو الأحاسيس الإدراكية مثل السخونة.