فن الرقص: كيف نرقص لنحرك العالم من حولنا؟
٢٣ أكتوبر ٢٠١٣غرفة مملوءة بكرات فضية اللون، أقطارها موحدة ، إلا أن أوزانها تختلف من واحدة إلى أخرى. هذه الغرفة لابد من مشاهدتها لدى زيارة المعرض الخاص بالرقص في متحف "هجين" في دريسدن. إلا أن شيئا ما قد يحصل حين يتجول الزائر بينها، إنها تبعث الرغبة في الحركة، بل وفي هز الخصر بطريقة انسيابية واقتراب الزوار من بعضهم البعض.
ففي حديثه مع DWيؤكد كولين شميتز، منسق معرض دريسدن، أن الرقص هو واحد من أقدم أشكال التعبير عن الذات، إذ يرى بأن الرقص يروي الكثير عن طرق تعامل الأشخاص فيما بينهم وكيف يرون أنفسهم. ما يعني أن الرقص هو أكثر من تعبير ذاتي عابر يتم تأديته ويختفي بعدها مباشرة.
المعاني المتنوعة التي يمكن فهمها من خلال رقصة الفالس أو البريك دانس أو الهيب هوب يمكن تلمسها في معرض الرقص في متحف" هجين" بدريسدن . وخلال العرض يتم تقديم فقرتين مرتبطتين. الأولى هي فقرة "درب المعرفة" التي تهتم الكتب والمنحوتات وأشرطة الفيديو والصور والرسومات. أما الفقرة الثانية، فهي"مسار الرقص" وتدفع هذه الفقرة الزائر لتحريك نفسه.
تحولات حسب الأعراف الاجتماعية
يرتبط تاريخ الرقص بالمفاهيم السائدة في أي مجتمع، كما يرتبط بمصطلحات كالمحافظة والتغيير إلى جانب الإصلاح أو خرق القوانين. ويمكن للرقص دوما الكشف عن حدود قبول الأعراف الاجتماعية لمفهم التغيير. فرقصة الفالس اعتبرت في البداية على أنه رقصة من النوع الهابط بسبب اقتراب الراقصين من بعضهما البعض بشدة، ما يجعلهما في حالة النشوة أثناء الدوران بسرعة.
ولكن حتى ولو تم ابتكار أنماط رقص جديدة فهناك أشياء لابد من تغيرها دوما، كعلاقة الجنسين ببعضهما البعض والأزياء والآداب وسلوك المرء تجاه الاخر. فالرقص هو تعبير عن روح العصر وغالبا ما تكون شعبيته مرتبطة بفترة معينة.
ويرى منسق المعرض كولين شميتز أن البحث عن هوية معينة هو تماما ما يربط فن الرقص عالميا. إذ يحافظ الشباب على أداء الرقصات الشعبية التقليدية. ويزيد رغبتهم بالتعرف على الأنماط المعروفة كرقصة الفلامينكو الاسبانية المثيرة.
وللرقص المعاصر دور كبير في التطورات الحاصلة على الصعيد العالمي. كمثال على ذلك رقصة "فلاش موبس" التي استخدمت في جميع أنحاء العالم لأغراض سياسية كالاحتجاج ضد اغتصاب النساء في الهند.
تغيير في تعريف لغة الجسد
ويعد الجسد هو الأداة الرئيسية في الرقص. وبمرور الزمن وتغير الظروف الاجتماعية والثقافية اختلفت النظرة في عملية تقييمه، فما كان يعتبر قبيحا بالأمس أصبح جميلا اليوم وبالعكس أيضا. إذ أثار مصممو الرقصات تساؤلات حول الأشياء المألوفة. إذ يعتبر الفرنسي كزافييه لو روي الجسد الراقص كمادة مرنة يمكن تطويعها. أما الألمانية ساشا فالس فشعورها بالجسد يكون وفقا للحدود الكامنة فيه. أماالراقص الروسي فاسلاف نيجنسكاي الذي نجح بأداء حركات الرقص ألذكوريوالأنثوي، فقد وضع قبل عقود الصور النمطية بين الجنسين موضع تساؤل.
تغير واضح يظهر على ملامح زوار متحف الرقص بعد زيارتهم له، إذ يرقصون معا، وهو ما يقربهم من بعضهم البعض. وخاصة بالنسبة للزوار الشباب، إذ يتم تحفيزهم على الرقص والاستمتاع بأدائه بواسطة معدات مختلفة. وهو ما يأمله منسق المعرض كولين شميتز. إذ يؤكد على ضرورة إدراك الشباب أن لكل شخص مفرداته الحركية الخاصة به، ومن الممكن التأثر بحركات الآخرين أيضا. لذا "دعونا نرقص جميعا".