فلسطينيون يحرسون مناطقهم بأنفسهم ليلاً
٢٨ أغسطس ٢٠١٥يلجأ حراس الليل الفلسطينيون إلى وسائل بسيطة، مثل الهاتف النقال والمصابح اليدوية ومكبرات الصوت في المساجد، عند القيام ليلا بحراسة قراهم في الضفة الغربية. على مدى ساعات طويلة يمكث هؤلاء الحراس وأغلبهم من الشباب في مواقعهم لحراسة مواطنيهم من هجمات محتملة من مستوطنين متطرفين يهود. وإذا ما اقترب هؤلاء من القرى يستخدم الحراس هواتفهم النقالة كوسيلة إنذار. وفي القرية نفسها يسرع آخرون الى المسجد لإنذار كل الناس عن طريق مكبرات الصوت. منذ أيام بدأت 25 قرية فلسطينية بإعادة العمل بهذا النظام في الحراسة والذي تم تطويره مع الإنتفاضة الفلسطينية أواخر عام 1980
والآن وبعد إضرام النار في بيت فلسطيني بقرية دوما جنوب نابلس، ما اسفر عن مقتل رضيع ووالده وإصابة الأم والأخ بجروح، يعود الفلسطينيون إلى إجراءات الحماية تلك والتي تمرنواعلى استخدامها سابقا.
زيادة عدد الهجمات
الفلسطينيون يودون الحد من تلك الهجمات مستقبلا. وليس أمامهم خيار سوى الاعتماد على النفس. يضاف إلى ذلك أنه - على خلاف المستوطنين- يمنع الفلسطينيون من حمل السلاح، مثل المسدسات والبنادق.
الضفة الغربية مقسمة الى ثلاث مناطق. فالأولى منها (أ) توجد تحت التسيير الاداري للسلطة الفلسطينية والأمن الفلسطيني. أما المنطقة الثانية ( ب) فهي تحت الإدارة الفلسطينية والإسرائيلية. أما المنطقة الثالثة فهي تحت الادارة الإسرائيلية فقط. ولذلك تركزالحراسة الليلية على هذه المنطقة الأخيرة. " لقد ازداد عدد هجمات المستوطنين" كما يشرح عبدالله أبو الرحم، منسق اللجنة الشعبية لبلدة بلين في منظمة الحراسة الليلية. " يجب علينا العمل على ردع المهاجمين. لم تكن في قرية دوما مثل هذه الحراسة وهذا هو سبب الهجوم الذي حدث هناك. ولذلك فقد حان الوقت لإقامة هذه الحراسة من جديد." ويؤكد المتحدث أن القيام بمهمة الحراسة الليلية تأتي بثمارها، حيث أوقف حراس الليل 18 مستوطنا بعد هجوم على قرية كسرى قرب نابلس بداية عام 2014 ، ولم يطلق سراحهم إلا بعد حضور الجيش الإسرائيلي.
إقامة الحراسة الليلية تشير ولاشك إلى مدى التهديد الذي يربطه الفلسطينيون بالمستوطنين المتشددين.
وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قد صرح بعد الحريق المتعمد في دوما بأن المستوطنين المتطرفين قاموا منذ عام 2004 بحوالي 11000 من الهجمات على مواطنين فلسطينيين وعلى أملاكهم. وتتنوع تلك الأعمال بين أعمال قتل وحرق المساجد و تدمير المساحات الزراعية. كما وجه عريقات انتقادات قوية إلى حكومة بنيامين نتانياهو وقال: " إن الهجمات تتم تحت حماية حكومة نتانياهو ، دون أية معاقبة للجناة". واعتبر أن الحكومة تحرض المستوطنين على القيام بهجمات، ملاحظا أنه " لايمكن وجود فارق بين الإرهاب و الجماعات الاستيطانية، حيث أن لهما نفس الهدف." ويتجلى ذلك، كما يضيف عريقات، في التطهير العرقي للضفة الغربية.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، من جانبه، شجب بشدة الهجوم على قرية دوما. كما انتقد الرئيس الإسرائيلي يوفين ريفلين تلك العملية بشكل واضح وقال: " هناك بعض الأفراد داخل شعبي ممن اختاروا طريق الإرهاب و فقدوا إنسانيتهم."
كما تحدث يوفال ديسكين، المدير السابق للمخابرات الإسرائيلية شين بيت عما يقوم به المستوطنون، ملاحظا على صفحته بموقع فيسبوك أن إسرائيل سمحت بإقامة " دولة الضفة الغربية ومستوطناتها" ويعني بذلك قيام المستوطنين بتطبيق مواقفهم المتشددة هناك.
المتطرفون يهددون المجتمع الإسرائيلي
لايشكل المتطرفون اليهود تهديدا على الفلسطينيين فقط. فعدد كبير من المواطنين في المجتمع الإسرائيلي يعتبرون أن ما يقوم به المستوطنون من أعمال يضر بسمعة البلاد. "تتزايد الانتقادات الموجهة للاحتلال""، كما يلاحظ الصحفي السابق في جريدة هاآريتس، أكيفا إلدار. كما أن المتطرفين يؤثرون سلبا على العلاقات السياسية داخل إسرائيل، ملاحظا أن التوترات الاجتماعية بين اليمين واليسار وبين اليهود والعرب في تصاعد مستمر. وليس هناك ما شير إلى إمكانية حدوث تغيير في قوة المستوطنين. فقد قامت محكمة بإطلاق سراح أالجناة الضالعين في قضية إضرام النار في منزل في قرية دوما.