فك الحصار الإسرائيلي عن لبنان يمهد الطريق للبحرية الالمانية
٧ سبتمبر ٢٠٠٦يدخل مساء اليوم الخميس قرار رفع الحصار الإسرائيلي الجوي والبحري على لبنان حيز التنفيذ بعد أن أعلنت الحكومة الإسرائيلية أمس الأربعاء بأنها قررت أن تتخذ هذا القرار وأن " تترك المواقع التي تسمح لها بالتحكم بالمرافئ اللبنانية على ان تنتشر القوة الدولية فيها". وقالت تل أبيب بأنها تلقت ضمانات دولية حول منع وصول أسلحة إلى حزب الله. هذا وسيتزامن رفع الحصار الذي يبدأ الساعة 18.00 بالتوقيت المحلي، الساعة 15.00 (تغ) مع انتشار لقوات دولية في نفس اللحظة. يذكر أن إسرائيل كانت قد فرضت حصارا جويا وبحريا على لبنان منذ غداة اندلاع الحرب بينها وبين حزب الله في 13 يوليو/تموز. ورغم وقف المعارك في 14 أغسطس/ آب بموجب القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي نص أيضا على رفع الحصار الإسرائيلي، فقد بقى هذا الحصار ساري المفعول.
العريضي: "رفع الحصار انتصار للبنان"
أعتبر وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي، في لقاء مع إذاعة دويتشه فيله، قرار إسرائيل برفع الحصار عن بلاده بأنه "انتصار جديد بالنسبة للبنان على المستوى الدولي". وسبب ذلك، في نظر الوزير اللبناني، هو أن لبنان ألتزم بكل ما تعهد به لجهة تنفيذ القرار 1701 بشكل دقيق وأمين، بينما تنكرت إسرائيل لكل ما التزمت به مما جعلها، في رأيه، في مواجهة مع المجتمع الدولي "لأنها تعتدي على قرارات الشرعية الدولية". واضاف العريضي بأن هذا القرار جاء انتصارا للبنان الواحد الموحد الذي كان له موقف واحد في الحكومة، في المجلس النيابي وداخل كل القوى السياسية وعلى المستوى الشعبي أيضا. وحول تنسيق عملية رفع الحصار وانتشار القوات الدولية، قال المسئول اللبناني بأن هناك اتفاقا تبدأ بموجبه قوات اليونيفيل البحرية بالدخول إلى المياه الإقليمية اللبنانية ضمن الحدود المتفق عليها وإلى مطار بيروت. وأشار بأن السلطات اللبنانية ستتحمل مسئوليتها وبأن الأمور ستعود إلى طبيعتها كما كانت عليها قبل الحرب. ونفي الوزير اللبناني ان تكون "ثمة شروط أو التزامات" أخرى لم يعلن عنها. من جانبه أكد الرئيس اللبناني إميل لحود بأن ثبات الموقف اللبناني المثمثل في عدم القبول بأي تنازل او الرضوخ او الابتزاز هو ما أرغم إسرائيل على اتخاذ قرارها برفع الحصار، حسب تعبيره. غير انه اضاف بأن ذلك "لا يمكن ان يعني في حال تنفيذه ان إسرائيل التزمت تطبيق القرار 1701". والسبب في نظره هو استمرارها في احتلال مناطق في لبنان ومواصلة خروقاتها لوقف إطلاق النار. أما الصحف اللبنانية الصادرة اليوم فقد انقسمت في تقيمها لقرار فك الحصار وفقا لتبعيتها لهذا الفريق أو ذاك. فبينما نفخت الصحف المقربة من السلطة من نفس "بوق الحكومة" معتبرة ذلك انتصارا للبنان، رأت صحف المعارضة المقربة من حزب الله بأن قرار فك الحصار جاء بعد خضوع لبنان للمطالب الإسرائيلية وقبوله بالرقابة الدولية على حساب سيادته.
الطريق صار ممهدا لمشاركة القوات الألمانية
كانت الحكومة اللبنانية قد اشترطت رفع الحصار الإسرائيلي الجوي والبحري للموافقة على انتشار قوات دولية في مياهها الإقليمية لمراقبة الحدود. وهذا يعني أن القوات الألمانية التي ستتولى مهمة مراقبة الشواطئ اللبنانية كانت مشمولة بهذا الشرط. كما أن الحكومة الألمانية كانت قد اشترطت موافقة لبنان قبل إرسال قواتها إلى هناك. وهو ما يعني الآن بأن الطريق أصبح من حيث المبدأ ممهدا لمهمة القوات البحرية الألمانية. في هذا السياق قال وزير الخارجية الألماني "حينما يأتي الطلب سنجعل مساهمتنا متاحة"، في إشارة منه إلى طلب لبنان لهذه المشاركة والذي أرسلته بيروت إلى الأمم المتحدة وتنتظر برلين تحويله إليها قبل اتخاذ قرارا بهذا الشأن. في هذا السياق قال العريضي بأن الاتصالات قائمة حول موضوع مشاركة القوات الألمانية، مؤكدا بأن رسالة بهذا الصدد أرسلت إلى الأمين العام للأمم المتحدة. واضاف قائلا: "المسئولون الألمان أكدوا على استعدادهم لإرسال القوات البحرية (ونحن) في انتظار وصولها". وكشف عن ان القوات البحرية الإيطالية والفرنسية واليونانية ستتولى القيام بالمهة إلى حين وصول القوات البحرية الألمانية التي من المتوقع أن تقود مفرزة من سفن البحرية من المحتمل أن تتضمن سفنا من بلدان أخرى.
في هذه الأثناء من المقرر أن يصل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى لبنان في وقت لاحق اليوم برفقة أربعة خبراء في مجال الحدود والجمارك ليقدموا المشورة لنظرائهم اللبنانيين بشأن عمليات المراقبة في مطار بيروت. وسينضم إليهم في وقت لاحق خمسة خبراء ألمان سيصلون بشكل منفصل مع قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ومن المتوقع أن يتوجه شتاينماير فيما بعد إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية في إطار التحركات الدبلوماسية الألمانية في المنطقة.