فشل المفاوضات بين روسيا وفصائل الجيش الحر في درعا
٣٠ يونيو ٢٠١٨قال متحدث باسم جماعة من المعارضة السورية المسلحة، اليوم السبت (30 حزيران/يونيو)، إن اجتماعا عقدته المعارضة مع الجانب الروسي في جنوب سوريا للتفاوض على اتفاق سلام مع النظام انتهى بالفشل، بعد رفض مطالب موسكو بالاستسلام.
وقال إبراهيم الجباوي المتحدث باسم الجيش السوري الحر "الاجتماع انتهى بالفشل. الروس لم يكونوا مستعدين لسماع مطالبنا وقدموا خيارا واحدا هو قبول شروطهم المذلة بالاستسلام، وهذا رُفض".
من جانب آخر، انضمت ثماني بلدات على الأقل في محافظة درعا في جنوب سوريا إلى مناطق "المصالحة" مع دمشق، بموجب مفاوضات تولتها روسيا، فيما تستمر الغارات على جبهات أخرى في المنطقة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت.
ومنذ بدء حملتها العسكرية قبل نحو أسبوعين، باتت قوات النظام بدعم روسي تسيطر على أكثر من نصف مساحة محافظة درعا الحدودية مع الأردن، وفق المرصد. من جانبه، قال قائد عسكري في الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "القوات الحكومية ورغم حديثها عن المصالحات تستمر في القصف العنيف على مدن وبلدات لا تزال تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية، حيث قصفت اليوم معبر نصيب الحدودي مع الأردن. وأشار إلى سقوط خمسة قتلى وأكثر من 15 جريحا جراء هذا القصف ، لافتا إلى المقاتلات الروسية والسورية قصفت منطقة الجمرك القديم جنوب مدينة درعا، كما شنت تلك المقاتلات عشرات الغارات على بلدات ريف درعا الغربي والشرقي بشكل أجبر فصائل المعارضة على الانسحاب من بلدات وقرى المسيفرة والغارية الغربية والشرقية وغصم وكحيل التي دخلتها القوات الحكومية دون قتال.
وبث التلفزيون الرسمي مشاهد مباشرة من داعل، حيث تجمع عشرات المواطنين رافعين الأعلام السورية وصوراً لبشار الأسد، مرددين الهتافات المؤيدة له وللجيش.
في غضون ذلك، وافقت فصائل المعارضة في مدينة بصرى في ريف درعا الشرقي على المصالحة مع قوات النظام السوري اليوم السبت. وقالت مصادر إعلامية مقربة من القوات النظامية لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) "وافق المسلحون في مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي على رفع العلم السوري على قلعة بصرى الشام، وعلى دخول الجيش السوري الى المدينة".
وأكدت المصادر أن "الوفد العسكري الروسي الذي دخل إلى المدينة صباح اليوم حمل رسالة واضحة إما الدخول بمصالحة مع القوات الحكومية وتجنيب المدينة وسكانها المعارك أو تحمل نتائج المعارك والقصف الجوي والمدفعي". وبعد اتفاق المصالحة في مدينة بصرى الشام أصبح أغلب ريف درعا الشرقي، والذي تسيطر عليها فصائل المعارضة منذ عام 2012 تحت سيطرة القوات الحكومية التي بدأت بالتوجه الى ريف درعا الغربي، وبدأت التمهيد من خلال القصف الجوي على مدينة نوى وبعض مناطق الريف الغربي.
وفي ريف درعا الغربي أكدت المصادر أن "الجيش السوري قطع ناريا خط إمداد المسلحين الوحيد المسمى بالطريق الحربي الواصل بين ريف محافظة درعا الغربي بريف المحافظة الجنوبي الشرقي، بعد السيطرة الكاملة على تل الزميطية الاستراتيجي غرب مدينة درعا، والتي مكنته من الإغلاق الناري للثغرة التي تربط الحدود السورية الأردنية من الجهة المقابلة للتل الذي يبعد حوالي كيلومترين عن الحدود الأردنية وبالتالي عزل ريفي درعا الشرقي والغربي عن بعضهما".
إلى ذلك، قال قائد عسكري في الجبهة الجنوبية التابعة للمعارضة إن "فصائل الجيش الحر تصدت لقوات النظام وكبدتها خسائر كبيرة حيث تم تدمير ثلاث دبابات وعدد من الآليات الأخرى خلال هجوم القوات الحكومية على جبهة القاعدة الصاروخية غربي درعا".
وأضاف "استعادت فصائل الجيش الحر السيطرة على بلدتي كحيل والسهوة بريف درعا الشرقي بعد دخول قوات النظام إلى البلدتين صباح اليوم السبت". ونفى مصدر عسكري سوري لـ (د. ب. أ) دخول الجيش السوري بلدتي كحيل والسهوة في ريف درعا الشرقي صباح اليوم .
ويأتي هجوم الجيش في الجنوب الغربي بعد استسلام جيوب لمقاتلي المعارضة قرب حمص ودمشق بما في ذلك الغوطة الشرقية التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها عقب هجوم اتبع أسلوب الأرض المحروقة وراح ضحيته أكثر من ألف مدني ودمر عددا من البلدات.
ح.ع.ح/ف.ي (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)