عندما تتحول معاناة لاجئي لامبيدوزا إلى رياضة

محمد، نوح، جبريل..شباب فروا من أوطانهم ووصلوا لجزيرة لامبيدوزا الإيطالية ومنها إلى ألمانيا على أمل الوصول لحياة أفضل. ورغم معاناة هؤلاء الشباب الطويلة إلا أن هذا لم يقلل من شغفهم بكرة القدم لذا حاولوا تشكيل "وطن كروي" يمثل أحلامهم.

وفي مدينة هامبورغ الألمانية شكل الشباب ما أطلقوا عليه "فريقFC لامبادوزا" لكرة القدم. ويلتقي أعضاء الفريق مرة في الأسبوع للقيام بتدريبات متنوعة وهم يرتدون القمصان الرياضية التي تحمل أسماء لاعبين مشاهير مثل رونالدينهو وميسي.

ورغم بعدهم عن أوطانهم الأصلية ومعاناتهم في رحلة الوصول لوطن جديد، إلا أن هذا لم يمنع مجموعة الشباب من البحث عن هذا الوطن الغائب في كرة القدم ومن خلال تشكيل فريق رياضي للاجئين يتلقون التدريب على يد مدربة لفريق كرة قدم نسائي في هامبورغ. ينحدر معظم هؤلاء الشباب من غانا والنيجر ومالي ورغم اختلاف خلفياتهم الثقافية إلا أن عشق كرة القدم وإتقان قواعدها هو ما يجمع بينهم. يتدرب أعضاء فريق " FC لامبيدوزا" في الساحة الخاصة بفريق "FCهامبورغ بيرغ". ويقول رالف هوفمان مدير الفريق:"نعرف صعوبة الحصول على مكان للتدريب هنا في هامبورغ. نحن أيضا عانينا طويلا في رحلة البحث".

كانت مدينة هامبورغ الواقعة في شمال ألمانيا قد شهدت العام الماضي وصول نحو 300 لاجئ بعضهم فر من ليبيا بعد تدهور الأوضاع الأمنية هناك. وصل اللاجئون في بداية الأمر إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية وهناك حصلوا على تأشيرة سياحية وانتهى بهم الحال في هامبورغ. سلط الإعلام الألماني الضوء على هذه المجموعة من اللاجئين بعد أن أقام نحو 80 شخصا منهم بإحدى الكنائس الشهيرة في هامبورغ بعد وصولهم للمدينة.

يعتمد فريق لامبيدوزا الكروي على دعم المواطنين الذي يأتي سواء على شكل تبرعات نقدية أو عينية. ويلعب الفريق الكروي تحت شعار "نحن هنا لنلعب ونقيم" في إشارة إلى تسوية وضعهم فيما يتعلق بالإقامة في ألمانيا الأمر الذي يجعل الوضع الرسمي للفريق وللاعبين معلقا. لكن كل هذه المشكلات لا تعلق في ذهن اللاعبين أثناء تسديد الأهداف أو عند الاستماع لتعليمات المدربة بشأن تقنيات اللعب وهذا ما يؤكده أحد اللاعبين بقوله:" أفضل شيء في FC لامبيدوزا هو أنني لست لاجئا هنا لكني لاعب كرة قدم".

ا ف/ م. س(د ب أ)