انتخابات فرنسا - ماذا تطرح الأحزاب في برامجها بشأن الهجرة؟
٢٥ يونيو ٢٠٢٤بعد حل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجمعية الوطنية إثر نتائج الانتخابات الأوروبية التي أظهرت صعودا كبيرا لليمين المتطرف، تتنافس بشكل رئيسي ثلاث كتل سياسية في فرنسا للانتخابات التشريعية التي ستجري يومي 30 حزيران/يونيو و7 تموز/يوليو.
وتتناول الأحزاب والكتل السياسية المختلفة موضوع الهجرة بشكل محوري، كل من رؤيته.
أولا: كتلة اليمين المتطرف
بشكل أساسي حزب "التجمع الوطني"، وهذه الكتلة هي الأكثر تركيزا على موضوع الهجرة، فبالإضافة إلى أن برنامجها يربط بين الهجرة وانعدام الأمان، هناك ربط بينها وبين مسألة السيادة والحدود والهوية، وهذا ما أكسب هذه الكتلة أصواتا أكثر من أي وقت مضى في السنوات الأخيرة، حسب محللين، مع الأخذ بعين الاعتبار تبني فكرة "التفضيل الوطني"، أي إتاحة الحصول على عدد من الحقوق للفرنسيين قبل غيرهم.
وتنص النقاط في برنامجهم الانتخابي المرتبطة بالهجرة على ما يلي:
-وضع قانون ينص على الحق في الإعادة القسرية المنهجية للمهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى الأراضي الأوروبية.
-إزالة جميع العوائق الإدارية والقانونية أمام طرد الجانحين الأجانب والإسلامويين.
-"تقييد" الحصول على الجنسية الفرنسية عبر "تقييد" قانون "حق الأرض المزدوج".
-إشراط الحصول على المساعدات الاجتماعية بالإقامة على الأراضي الفرنسية لمدة خمس سنوات.
-حصر حرية الحركة ضمن بلدان شينغن بمواطني البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
-إقامة حدود مضاعفة فرنسية وأوروبية مع مراقبة الحدود الوطنية.
-إلغاء دعم المنظمات غير الحكومية "المؤيدة للمهاجرين"، وتخصيص المساعدات لوقف القوارب التي تنقل المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا.
-تنظيم معالجة طلبات اللجوء في البلدان الأصلية قبل أن يصبح اللجوء "أمرا واقعا" في أوروبا.
-اشتراط تقديم المساعدات لتطوير بلدان العالم الثالث، بإبقائها على مواطنيها في هذه البلدان ومكافحة المهربين واستعادة مواطنيها المطرودين.
وكان رئيس حزب "الجمهوريون" اليميني الوسطي قد انضم إلى حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف، وعلى الرغم من ذلك، أغلب مرشحي "الجمهوريون" تقدموا ببرنامجهم بشكل مستقل عن الكتل الأخرى محاولين الحفاظ بذلك على خطهم السياسي. وهم متقاربون إلى حد كبير مع اليمين المتطرف لناحية جعل قضية الهجرة متقدمة على القضايا الأخرى وفي بعض النقاط المطروحة بخصوص الهجرة. وتسعى كل من الكتلة الرئاسية واليمين المتطرف إلى جذب هؤلاء المرشحين خصوصا في الدور الثاني للانتخابات في 7 تموز/يوليو.
ويدعم مرشحو "الجمهوريون" ميثاق الهجرة واللجوء الجديد الذي تبناه مجلس الاتحاد الأوروبي في الشتاء الماضي على اعتباره أساسا جيدا لتناول موضوع الهجرة. ويضيفون عليه، عدا عن النقاط المشتركة مع حزب "التجمع الوطني" :
-مراجعة الدستور من أجل تفعيل نظام حصص لأعداد المهاجرين السنوية الواصلين إلى فرنسا، بمن فيهم عائلات المهاجرين عبر قانون لم الشمل، يصوت عليه البرلمان.
-إجراء الفحوص الإشعاعية الدورية لمعرفة الأعمار الحقيقية للقاصرين غير المصحوبين بذويهم بغية طرد الذين يكتشف أنهم بالغون.
-استبدال المساعدة الطبية الممنوحة من الدولة بمساعدة طارئة.
-معالجة طلبات اللجوء في مراكز مغلقة.
ثانيا: كتلة اليسار
المكونة من "فرنسا الأبية" و"الحزب الاشتراكي" و"الخضر" و"الحزب الشيوعي".
برنامجهم بشأن الهجرة يضم النقاط التالية:
-مراجعة ميثاق الهجرة واللجوء الأوروبي "من أجل استقبال كريم للمهاجرين".
-خلق وحدات سكنية عاجلة واستقبال المهاجرين فيها بشكل غير مشروط للنظاميين وغير النظاميين.
-إلغاء قوانين اللجوء والهجرة لأعوام 2018 و2023، وتفعيل وكالة إنقاذ في البحر والبر بدعم من وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء.
-تعزيز الدعم الاجتماعي.
-السماح لطالبي اللجوء بالعمل.
-تسهيل الحصول على التأشيرات.
-تسوية أوضاع العمال والطلاب وأهالي الأطفال المسجلين بالمدارس.
-تحديد تصريح الإقامة لمدة عشر سنوات باعتباره تصريح الإقامة المرجعي.
-خلق صفة "لاجئ بسبب المناخ".
-خلق طرق شرعية وآمنة للهجرة.
ـتأمين الحصول على المساعدة الطبية من الدولة.
-منح "حق الأرض" للأطفال المولودين في فرنسا، أي حصولهم على الجنسية الفرنسية بشكل تلقائي.
ثالثا: كتلة التحالف الرئاسي "معا"
المكونة من حزب "النهضة" و"آفاق" و"الحركة الديمقراطية". يتضمن برنامجها بشأن الهجرة النقاط التالية:
-الاستمرار بالإجراءات الضامنة للأمن والأكثر صرامة واستبعاد الأجانب الذين يشكلون تهديدا للنظام العام.
-تفعيل القوانين التي تم التصويت عليها على المستوى الأوروبي لتقليص الهجرة غير الشرعية.
-الرد بشكل حازم بشأن تصاعد العنف وسط القاصرين، وخاصة القاصرين الأجانب غير المصحوبين، الذين يشوشون على التماسك الوطني.
-عدم احتجاز العائلات التي لديها قاصرون.
-العمل على تسوية أوضاع الأجانب العاملين في المهن الشاقة دون موافقة المشغلين.
-مكافحة تهريب واستغلال الأجانب.
-اشتراط الحصول على الإقامة لـ10 سنوات بالتحدث بالفرنسية واحترام قيم الجمهورية.
وهناك أحزاب أخرى لم نتطرأ إليها كونها أقل تمثيلا بفارق كبير بالنسبة لهذه الكتل الثلاث.
ويظهر استطلاع لمؤسسة إيبسوس أن الكتلة الرئاسية تعاني أمام كتلتي اليمين المتطرف واليسار من تأخر كبير بتوقع حصولها على 19,5 بالمئة من نوايا التصويت، في حين أن اليمين المتطرف يتقدم بفارق ملحوظ على اليسار بحصوله على 35,5 بالمئة مقابل 29,5 بالمئة لليسار.
وأظهر استطلاع سابق للمؤسسة نفسها بشأن محددات التصويت في الانتخابات الأوروبية التي أحرز فيها اليمين المتطرف فوزا كبيرا، بأن الهجرة تشكل الموضوع الأهم بالنسبة لـ23% من الفرنسيين حتى قبل القدرة الشرائية التي كانت الموضوع الأهم بالنسبة لـ18%. وكان موضوع الهجرة أحد الدوافع الثلاث الأهم بالنسبة لـ43% من المصوتين.
رنا الدياب