"فرحونا في المونديال": حماس منقطع النظير في الجزائر
٧ يونيو ٢٠١٠تجمع مغني الراب فيصل أورابح ومغني الراي عبد المؤمن بوبكر علاقة صداقة قديمة، فكلاهما من حي العربي بن مهيدي وسط العاصمة الجزائرية. والشباب في حيهما مهووسون بغنائهما وينتظرون منهما تصوير أغنيتهما "فرحونا في المونديال" في كليب غنائي يبث في التلفزيون الجزائري، قبل و بعد مباريات الفريق الجزائري.
إلا أن فيصل مغني الراب يشتكي من وضعه، و يقول: " لقد صورنا الكليب وسط الحي، ومع أبناء حينا. إلا أن مشاكل تقنية تتعلق بالمونتاج اعترضت طريقنا، لكننا نتمنى أن نسلم الكليب إلى التلفزيون في الوقت المناسب". ويضيف مغني الراي عبد المؤمن بوبكر: " لقد أردنا زيادة حماس الجماهير بكليب غنائي تم تصويره بشكل محترف، لكننا لن نيأس كي نظهر أن الفنانين بمقدورهم مداعبة حماس الجماهير في الوقت المناسب، وهذا بلدنا وعلينا تشجيعه".
وقد سمح مغني الراب فيصل أورابح وفرقته Sans Smir ومغني الراي عبد المؤمن بوبكر للدويتشه فيله ببث أغنيتهما " فرحونا في المونديال" وتنازلا عن حقوق البث كهدية لها.
الواقع أن حماس الجماهير الجزائرية قد بلغ درجة الجنون. فمحلات بيع الفانيلات، التي تحمل شعار الفريق الجزائري، منتشرة في كل مكان. كما زاد عدد الجزائريين الذين يلبسون فانيلا الفريق الجزائري بشكل هائل، وزادت معها كميات ما يستورد وما يصنع بشكل هائل. ويقول مروان، وهو صانع ألبسة في مصنع غير بعيد عن حي فيصل وأبي بكر: " هذه فرصتنا للربح السريع وأتمنى أن يتأهل فريقنا الوطني إلى الدور الثاني، كي نفرح بالفوز وبالأرباح". وقد زادت محلات بيع ألبسة الفريق الجزائري بشكل جنوني، ولم تتعامل معها مصالح الضرائب والمراقبة بشكل سلبي، حفاظا على الأمن العام وخوفا من أي رد فعل غاضب من قبل الجماهير.
تأهل المنتخب الجزائري يقلل عدد الجرائم
وبسبب هذه الروح المرحة التي تسود الجزائريين، أعلنت مديرية الأمن الوطني ضمن نشراتها الإحصائية الأخيرة، أن مشوار الفريق الجزائري الجيد خلال تصفيات كاس العالم، قد قلل من عدد الجرائم والاعتداءات بالأسلحة البيضاء. وأضافت المديرية بأن الوضع الأمني سيتحسن إذا ما تأهل الفريق الجزائري إلى الدور الثاني، وهو احتمال وارد جدا. أما الغريب في هذا الاحتمال، هو إمكانية لعب الجزائر ضد ألمانيا إذا ما تأهلا معا إلى هذا الدور.
و يعلق خبير علم الاجتماع، فيصل بن سعدي على حماس الجماهير: "إن غالبيتهم صغيرة في السن، ولم تعرف إنجازات الفريق الجزائري خلال كأسي العالم 82 و 86 في كل من إسبانيا والمكسيك، أضف إلى هذا كثرة وسائل الإعلام السمعية والبصرية مقارنة بسنوات الثمانينات، ولا يجب أن ننسى الإنترنت بطبيعة الحال".
إلا أن هذا الوضع الحماسي لم يمنع الحكومة من إصدار تعليمات غير مباشرة، لتهدئة الصحافة الجزائرية، كي تقلل من مواجهاتها مع نظيرتها المصرية. وقد انعكس هذا على ما يقوله الأنصار في الشوارع، إذ ندر من يهاجم مصر أو الفريق المصري، بعد المواجهات المصرية الجزائرية، إعلاميا ورياضيا خلال التصفيات الأخيرة إلى كأس العالم.
انقسام الجزائريين حول رابح سعدان
و قد انقسم الجزائريون حول مدرب منتخبهم رابح سعدان بين من يؤيده ويمدح كل قراراته، وبين من ينتقده إلى حد اتهامه بـ"الجنون". ومن هؤلاء محمود من حي شارع طنجة وسط العاصمة، إذ يقول عن رابح سعدان: " إما أن مدربنا عبقري وإما أنه مجنون، فاللعب بثلاثة مهاجمين في الفريق أسلوب انتحاري، ولدينا لاعبون في وسط الميدان، هم أقرب إلى الدفاع منهم إلى الهجوم، وغالبية أهدافنا من كرات ثابتة".
و لقد وقعت كلمات رددها جزائريون كالكلمات التي رددها محمود على سمع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، الذي أعلن أن البطولة الوطنية لكرة القدم ستدخل عالم الاحتراف. وكشف المسؤول الرياضي بأن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قرر إقراض فرق القسم الأول ما قيمته مليون يورو كي تعيد هيكلة وضعها وتدخل عالم الاحتراف الحقيقي.
و يبدو أن حماس كأس العالم، قد أثرت بشكل واضح على حياة الجزائريين ولونت نظرتهم إلى الدنيا باللون الوردي، على أن ضياء هذا اللون أو تحوله إلى لون آخر من غير الألوان الزاهية قد يتأثر بنتائج الفريق الجزائري في جنوب إفريقيا.
الكاتب: هيثم رباني/ الجزائر.
مراجعة: أحمد حسو