Beckenbauer - Porträt
١٣ أغسطس ٢٠١٠يتميز الرياضي الألماني فرانتس بيكينباور بأنه يقوم بنجاح بما يتولاه من مهام؛ ففي الفترة التي قضاها في صفوف فريق بايرن ميونيخ لاعبا محترفا في كرة القدم أحرزمع الفريق بطولة الدوري المحلي / البونديسليغا أربع مرات، وبطولة كأس ألمانيا أربع مرات، وبطولة كأس الأندية الأوروبية ثلاث مرات، وبطولة كأس أوروبا لأبطال الكؤوس مرة واحدة، وبطولة كأس القارات مرة واحدة. وكلاعب في المنتخب الألماني فاز بيكينباورمع المنتخب ببطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1972، وبطولة كأس العالم عام 1974.
بيكينباور يصعد بالبايرن إلى دوري الدرجة الأولى
كما يعد بيكينباور مخترع مركز الظهير الحر/ الليبيرو في الملعب، وأحد أفضل لاعبي كرة القدم الذين أنجبتهم ألمانيا. بدأ بيكينباور مبكرا مشواره الرائع مع كرة القدم؛ فلعب في نادي الهواة، نادي إس سي ميونيخ 1906. وفي سن الثالثة عشرة انتقل إلى فريق الشباب في نادي ميونيخ 1860، الذي كان يعد آنذاك أكبر النوادي في ميونيخ. بيد أنه، وبسبب خلافات مع بعض لاعبي النادي، سرعان ما انتقل في نفس العام إلى النادي الثاني في ميونيخ، نادي بايرن ميونيخ، الذي كان يشارك آنذاك في دوري الدرجة الثانية.
وتمكن النادي بقدرات بيكينباور ومهاراته الكروية من الصعود إلى دوري الدرجة الأولى موسم 1965 / 1966. ولإتقانه فنون كرة القدم لدرجة جعلته يسيطر على مجرى المباريات أطلقت عليه وسائل الإعلام وعشاق الساحرة المستديرة لقب "قيصر كرة القدم الألمانية. واستمر القيصر بيكينباور يلعب لبايرن ميونيخ، محققا معه الإنجازات سالفة الذكر، إلى عام 1977. ثم انتقل في ذلك العام إلى صفوف فريق نادي نيويورك كوسموس الأمريكي ولمدة ثلاث سنوات، وفاز مع هذا النادي ببطولة دوري أمريكا الشمالية ثلاث مرات.
وفي عام 1980 عاد إلى ألمانيا، ولكن لاعبا في صفوف فريق هامبورغ لمدة عامين فاز معه خلالهما ببطولة الدوري الألماني عام 1982 ، وفي موسم 1983 / 1984 عاد مرة أخرى إلى نادي نيويورك كوسموس ولمدة سنة، قبل أن يعتزل الملاعب كلاعب محترف في كرة القدم. ولم يمر وقت طويل على اعتزاله حتى تولى الإشراف على تدريب المنتخب الألماني لكرة القدم، وقاده إلى التأهل للمباراة النهائية في مونديال المكسيك عام 1986، التي لعبها أمام الأرجنتين، ولكنه أخفق في الفوز بلقب المونديال.
بيكينباور يحرز لألمانيا لقب بطل العالم للمرة الثالثة
كما قاد المنتخب إلى التأهل لنهائي مونديال 1990 الذي استضافت إيطاليا نهائياته. ونجح المنتخب في الفوز في تلك المباراة أمام الأرجنتين أيضا بهدف نظيف، وإحراز لقب وكأس بطولة العالم لكرة القدم للمرة الثالثة في تاريخ مشاركة ألمانيا في البطولة. وانتشرت صور المنتخب الألماني في أنحاء العالم، ومن بين تلك الصور صور لفرانتس بيكينباور وهو واقف وحده في وسط الملعب بعد نهاية المباراة.
وحول ذلك قال بيكينباور"لقد عايشت الكثير من الإثارة في هذه البطولة. ورغبت في أن أجنح إلى الهدوء، لقد رغبت في إنهاء مهمتي كمشرف على تدريب المنتخب".
وبالفعل واعتبارا من موسم 1990 / 1991 تولى الرياضي الألماني بيرتي فوغتس تدريب المنتخب ، وتولى بيكينباور تدريب فريق نادي أوليمبيك مارسيليا الفرنسي، وقاده إلى الفوز ببطولة دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم عام 1991 . كما قاده إلى التأهل للمباراة النهائية في بطولة أبطال أوروبا/ تشيمبيينزليغ التي خسرها أمام فريق النجم الأحمر بلغراد اليوغوسلافي. وعاد بيكينباور بعد ذلك إلى بايرن ميونيخ مدربا ثم نائبا لرئيس النادي. ثم رئيسا للنادي إلى عام 2009 .
وفي فترات تدريبه للفريق البافاري قاده إلى الفوز ببطولة البونديسليغا عام 1994 ، وببطولة كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عام 1996 . كما نجح قيصر الكرة الألمانية في ترشيح واختيار ألمانيا لاستضافة نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2006 ؛ ففي السادس من يوليو/ تموز عام 2002 أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم/ الفيفا، جوزيف بلاتر فوز ألمانيا باستضافة بطولة كأس العالم 2006 . ورأس بيكنباور اللجنة المنظمة لفعاليات البطولة وبشكل لم يكن لأحد غيره أن يقوم به.
من حي العمال إلى أحد مشاهير العالم
إذ كان يتنقل خلال نهائيات البطولة بطائرة مروحية في أنحاء ألمانيا لمتابعة سير تنظيم مباريات البطولة واستضافة ضيوف ألمانيا خلالها. بهذا كله تمكن فرانتس بيكينباور الذي ولد في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 1945، ونشأ في حي العمال، حي غيزينغ في ميونيخ، من أن يصبح من أشهر الشخصيات العالمية، مع أنه لم يسع قط إلى ذلك، كما يقول وكما يتمنى أن يقال عنه بعد أن يصل إلى سن التقاعد "آمل أن يعتقد الناس أنني قمت بمهماتي بشكل ناجح تماما، كما نجحت أيضا في أن أكون إنسانا نافعا".
شارك قيصر الكرة الألمانية، فرانتس بيكينباور، مع المنتخب الألماني لكرة القدم في مائة وثلاث مباريات، سجل خلالها أربعة عشر هدفا. ولعب خلال منافسات البونديسليغا أربعمائة وأربعا وعشرين مباراة، شارك في ثلاثمائة وست وتسعين منها مع فريق بايرن ميونيخ، وسجل خلالها أربعة وأربعين هدفا. ونال لقب أفضل لاعب في ألمانيا أربع مرات، وأفضل لاعب في أوروبا مرتين. وانتقل بيكينباور من النادي البافاري إلى نادي نيويورك كوسموس بدون توديع.
غير أن البايرن لم ينس جهود بيكينباور لاعبا ومدربا ورئسيا للنادي، فقرر توديعه وتكريمه في نفس الوقت في إطار مباراة بين أشهر فريقين في كرة القدم ، فريق بايرن ميونيخ وفريق ريال مدريد الإسباني، وذلك مساء الجمعة (13 أغسطس/ آب 2010) على ستاد أليانتس أرينا في ميونيخ أمام تسعة وستين ألفا من عشاق بيكينباور، بل وأمام الملايين من عشاقة في أكثر من ثمانين دولة.
وحول هذا التوديع والتكريم قال رئيس مجلس إدارة النادي البافاري، كارل- هاينتس رومينيغه "لقد حل الآن موعد استدراك بما فاتنا . أما مدرب االبايرن، الهولندي لويس فان خال، فقال بهذه المناسبة "فرانتس بيكينباور من أعظم الشخصيات ، ويعجز المرء عن وصف ما قدمه بيكينباور لنادي بايرن ميونيخ".
الكاتب: توبياس أولماير/ محمد الحشاش
مراجعة: هيثم عبد العظيم