"فرار" الأميرة هيا.. مصادر تؤكد والسلطات الألمانية تتحفظ
١ يوليو ٢٠١٩حدّد مصدر بريطاني مكان زوجة حاكم إمارة دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بعد انتشار تقارير صحفية عن فرارها من الإمارات رفقة طفليها، في وقت تتعامل فيه السلطات الألمانية بحذر شديد مع القضية.
"الأميرة هيا توجد حالياً في لندن بناءً على مصادر موثوقة من عائلتها"، بحسب ما صرح به المحامي البريطاني ديفيد هايغ لـDW عربية، وهو كذلك ناشط حقوقي في قضية الشيخة لطيفة، ابنة حاكم دبي، التي حاولت الفرار من الإمارات قبل أكثر من عام.
وتابع المحامي ذاته: "ندرك أن زوج الأميرة هيا لا يحترم القوانين في أيّ بلد"، وذلك جواباً على سؤال حول ما ترّدد في الصحافة من أن الأميرة قدمت طلباً للجوء في ألمانيا، لأنها لا ترى في المملكة المتحدة مكاناً آمناً لها.
تقارير متضاربة
وانتشرت قصة الأميرة هيا بنت الحسين، وهي الأخت غير الشقيقة للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بعدما نقلت وسائل إعلام متعددة، منها صحيفة "ذا صن" البريطانية، أنها تركت زوجها واتجهت إلى ألمانيا رفقة طفليها الجليلة، 11 عاماً، وزايد، سبع سنوات، حيث قدمت طلباً للجوء.
وقد جاء في تقارير أخرى أن الأميرة توجد حالياً في لندن، وأنّ دبلوماسيا ألمانياً (أو دبلوماسية) هو من ساعدها في الهروب. ومن أول المواقع التي تطرقت للقضية موقع "الإمارات ليكس"، الذي نشر في الثاني والعشرين من يونيو/ حزيران مقالاً جاء فيه أن الأميرة هيا وصلت ألمانيا بصحبة طفليها، وأن أبو ظبي طلبت من برلين تسليمها، لكن هذه الأخيرة رفضت ذلك، ما أدى إلى غضب محمد بن راشد من السلطات الألمانية.
بيد أن وزارة الخارجية الألمانية قالت إنها لا تستطيع تأكيد هذه التقارير الإعلامية، وفق جواب حصلت عليه DW عربية. وأشارت الناطقة الرسمية باسم الوزارة، ماريا أديبار، أنها لا تمتلك أيّ معلومة حول هذا الموضوع الذي أثارته الصحافة.
كما رد المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء في ألمانيا على سؤال لـDW عربية حول الموضوع ذاته بالقول إنه لأسباب "تتعلّق بالخصوصية وحماية البيانات، فإن المكتب لا يعلّق بشكل عام على الحالات الخاصة بإجراءات اللجوء، ومن ذلك المعلومات التي تخصّ ما إذا قام شخص ما بتقديم طلب في هذا الخصوص".
قضية مرتبطة بالشيخة لطيفة
وأعادت قضية الأميرة هيا إلى الأذهان ما تداولته الصحافة من محاولات متعددة لهرب أميرات من الإمارات. وفي هذا السياق قال المحامي ديفيد هايغ: "لقد اختطف (محمد بن راشد آل مكتوم) لطيفة وخمسة مواطنين من دول أخرى في المياه الدولية العام الماضي، واختطف أخت لطيفة في عام 2000 من لندن".
وينشط هايغ في حملة "الحرية للطيفة"، وهي حملة داعمة للشيخة لطيفة بن محمد بن راشد من زوجته الجزائرية حورية أحمد المعاش. وقد سبق للطيفة أن حاولت الهرب من الإمارات عام 2018 كما ذكرت في فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي. وتقول الحملة إن لطيفة ألقي القبض عليها بعد إرسال كل من الإمارات والهند قوات خاصة في عرض البحر لاعتراض يخت صغير كانت تستقله لطيفة في رحلة هربها.
كما يشير المحامي لما أوردته تقارير صحفية عن اختطاف أختها شمسة في لندن عام 2000، عندما حاولت هي الأخرى الهرب. غير أنه لا يوجد أيّ تأكيد إماراتي لهذه العملية.
قصيدة تزيد الجدل
وخلقت قصيدة نشرها حساب موّثق على موقع "إنستغرام" معروف بتداوله لصور وأنشطة حاكم دبي، جدلاً واسعاً، إذ حملت القصيدة عنوان: "عشتِ ومتِ"، ويقول مطلعها: "بعض الخطأ اسمه خيانة.. وأنت تعديت وخنتِ". وقد نُشرت القصيدة يوم الثاني والعشرين من يونيو/ حزيران على هذا الحساب، الذي يتابعه 220 ألف شخص، علماً أن هناك حساباً آخر موثقاً للشيخ محمد على "إنستغرام" يحمل اسمه ولقبه.
وكتب كنيث روث، المدير التنفيذي لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، في تغريدة على موقع "تويتر": "لقد فرّت الأميرة هيا من زوجها، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. أتمنى لها لجوءً آمناً. عندما حاولت ابنته الأميرة لطيفة الهرب، اختطفها واحتجزها بالقوة منذ ذلك الحين".
وحاولت DW عربية التواصل مع جهات إماراتية رسمية للتعليق على الموضوع، غير أنها لم تحصل على رد.
من هي الأميرة؟
وُلدت الأميرة هيا عام 1974، وهي ابنة ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال من زوجته الثالثة علياء. وعانت هيا اليتم مبكراً بعد وفاة والدتها في حادث تحطم هليكوبتر عام 1977، قبل وفاة والدها عام 1999. وتقول تقارير إن هيا هي الزوجة السادسة لحاكم دبي (لا يوجد تأكيد إماراتي لهذا الرقم)، وقد اقترنت به عام 2004.
ووفق موقعها الإلكتروني، تخرجت هيا من جامعة أكسفورد، وشغلت عدداً من المناصب منها رئاسة الاتحاد الدولي للفروسية سابقاً. كما اختيرت سفيرة الأمم المتحدة للسلام، وقد عينها زوجها رئيسة لسلطة مدينة دبي الطبية.
ولم تنشر هيا أيّ تحديث على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي منذ شهر فبراير/ شباط الماضي. وقد ذكر تقرير لصحيفة القدس العربي أن الأميرة لا تفكر بطلب "لجوء سياسي ولا تريد أن تضطر لفعل ذلك"، وأن الخلاف يخصّ حضانة طفليها، بعدما أبلغ بن راشد "وسطاء من العائلة الهاشمية أن ارتباطه بالأميرة هيا انتهى بلا رجعة".
رئيسة سابقة في قلب الحدث!
وكتب المحامي دافيد هايغ في بيان صحفي: "قرار الأميرة هيا بترك زوجها وطلب الطلاق منه ثم طلب اللجوء يسلّط الضوء على الدور المشكوك فيه لماري روبنسون، المفوضة الأممية السابقة لحقوق الإنسان والرئيسة الإيرلندية السابقة".
وقامت روبنسون في وقت سابق بزيارة الشيخة لطيفة في دبي. ونشرت وزارة الخارجية الإماراتية صوراً تجمع السيدتين. وقد تحدثت الإمارات عن أن زيارة روبنسون جاءت بطلب رسمي من أبو ظبي للأمم المتحدة.
كما صرّحت روبنسون لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أنها زارت العائلة الحاكمة في دبي بدعوة من الأميرة هيا لأجل "مساعدة الأسرة في هذا التحدي"، متحدثة عن أن "الشيخة لطيفة مضطربة وهي تعالج نفسياً". كما أنها تتأسف للفيديو الذي نشرته سابقاً.
وتابع بيان المحامي أن التطورات الأخيرة تعطي لروبنسون "فرصة ذهبية" لإصلاح موقفها بعد زيارتها لدبي نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2018، وأن روبنسون تحتاج "إلى الإدلاء بتصريح صادق ونادم".
وأضاف البيان أن من أجل "مصلحة وأمان الأميرة هيا وأطفالها والأميرة لطيفة والنساء في الخليج، تحتاج روبنسون لأن تكون صريحة مع نفسها وتقف مع هؤلاء النساء". غير أن روبنسون، وحسب ما أدلى به المتحدث الرسمي باسمها لوسائل الإعلام، لا تريد التعليق على الموضوع لأنه "شأن خاص".
أ.ع/ ي.أ