فتح تعيد انتخاب محمود عباس رئيسا لها بالإجماع
٨ أغسطس ٢٠٠٩انتخب أعضاء المؤتمر السادس لحركة فتح المنعقد في بيت لحم بالضفة الغربية في يومه الخامس الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيسا للحركة، حيث حصل على أصوات أعضاء المؤتمر بالتزكية وبالإجماع برفع الأيدي دون أن يترشح أمامه أحد. وعقب انتخابه خاطب عباس الحضور بالدعوة إلى طي صفحة الماضي والعمل بشكل جماعي وموحد على النهوض بالحركة وتحمل مسئوليتها الوطنية حتى الوصول إلى الهدف الوطني متمثلا بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، متعهدا في الوقت ذاته بتحرير الأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية. وقال في كلمته: " جئنا بقوة وحماسة من أجل هدف سامي؛ من أجل الوطن وآمل أن يتحقق هدفنا بتحرير أرضنا وشعبنا وتحقيق كرامته بتحريره من الاحتلال الإسرائيلي".
من جهة أخرى، قال عباس إن "هذا المؤتمر يجب أن يكون انطلاقة جديدة لحركة فتح". يشار هنا إلى أن الحركة تعقد مؤتمرها الأول منذ عشرين عاما والسادس منذ تأسيسها في الخمسينات، للمرة الأولى في الأراضي الفلسطينية. وقد تغيب عن المؤتمر أعضاء الحركة في غزة الذين منعتهم حركة حماس التي تسيطر على القطاع من مغادرته، مشترطة الإفراج عن معتقليها لدى فتح.
تجاوز حدوث انشقاق في حركة فتح
ويؤكد أعضاء مشاركون في المؤتمر أنه بانتخاب محمود عباس رئيسا لحركة فتح، تكون الحركة قد قطعت شوطا هاما لتفادي انشقاق كان يهددها منذ حوالي شهر، وإن ذلك الانتخاب شكل خطوة باتجاه حماية الحركة من أي انشقاق ممكن"، وفقا لما نقلته وكالة فرانس برس عن مسؤولين في الحركة. وأعلن عباس ( 74 عاما) بدوره عقب انتخابه أن فتح كانت تتعرض لعملية انشقاق قبل أقل من شهر، في إشارة إلى التصريحات التي أدلى بها القيادي في الحركة فاروق القدومي قبل حوالي شهر، والتي اتهمه فيها شخصيا بالمشاركة فيما أسماه "اغتيال" الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي توفي في المستشفى في باريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2004. وأكد الرئيس الفلسطيني على وحدة فتح معتبرا أنها "عصية على الانشقاق أو الانكسار".
صراع بين الحرس القديم وجيل الشباب
لكن ذلك لا يعني أن الأجواء داخل المؤتمر تسير على ما يرام، فهناك صراع بين جيل الإصلاحيين الشباب من ناحية وبين ما يطلق عيهم بالحرس القديم من ناحية أخرى حول عدة موضوعات. ويقول الإصلاحيون إن الحرس القديم الذي شاخ في مناصبه قد تلاعب بالمؤتمر. فهناك اتهامات بحدوث شراء للأصوات وبتفشي المحسوبية وتبادل الأحاديث خلف الأبواب المغلقة.
وحسب مراسل موقع تاجيس شاو الإخباري الألماني تورستن تايشمان المتواجد في موقع الحدث، فإن الخلاف يسود حول قضايا مثل التداخل بين حركة فتح كحركة تنظيمية وبين سلطات الحكم الذاتي. ويطالب المندوبون الشباب بأن تتصرف الحركة كمنظمة وليس كجزء من الأجهزة البيروقراطية. إضافة إلى ذلك يحتدم النقاش حول التمويل وغياب المسائلة والتقارير المالية وكذلك موضوع سيطرة حماس على قطاع غزة، حيث رفض محمد دحلان، الذي كان رجل فتح القوي هناك، أن يكون هو المسؤول عن استيلاء حماس على القطاع. هذا الأمر أثار ـ وفقا للمراسل الألماني ـ ضجة من قبل الحاضرين، الذين حملوا دحلان مسؤولية الانقسام الحاصل داخل المجتمع الفلسطيني وتراجع سلطة فتح، وذلك من خلال محاولاته الفاشلة إغراق قطاع غزة في الفوضى.
رفض تحديد مدة زمنية للمؤتمر
من جهة أخرى وافق المؤتمر على أن تضم اللجنة المركزية 21 عضوا، 18 منهم يقوم أعضاء المؤتمر البالغ عددهم 2500 عضو بانتخابهم فيما يتم تعيين ثلاثة. ومن المقرر أن ينتخب المؤتمر أيضا 120 عضوا في المجلس الثوري في غضون اليومين المقبلين، حسبما ذكر الصحفيون اليوم السبت نقلا عن أحمد قريع مسئول التعبئة والتنظيم في حركة فتح.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر في المؤتمر أنه تم تمديد أعمال المؤتمر حتى يوم الثلاثاء المقبل لضمان مشاركة أعضاء الحركة في قطاع غزة في انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري ترشيحا وانتخابا، لكن مراسل موقع تاجيس شبيجل نقل عن المتحدث باسم المؤتمر، نبيل عمر، رفضه تحديد مدة زمنية محددة.
(ع ج م/ دب أ/ أ ف ب/ رويترز/ تاجيش شاو)
مراجعة: طارق أنكاي