غوتيريش يعبر عن "الخيبة" إزاء نتائج مؤتمر المناخ
١٥ ديسمبر ٢٠١٩عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد (15 كانون الأول/ديسمبر 2019) عن "خيبة أمله" إزاء نتائج قمة المناخ الدولية في مدريد، ووصفها بأنها فرصة ضائعة لمعالجة أزمة الاحتباس الحراري. وأصدر غوتيريش بياناً مع اختتام القمة اجتماعها الماراتوني أعرب فيه عن "الحاجة الملحة" لقطع التزامات جديدة لخفض انبعاثات الكربون، ولكنها لم تخرج بالنتائج المطلوبة. وقال "أشعر بخيبة أمل من نتائج القمة ... فقد ضيّع المجتمع الدولي فرصة مهمة لإظهار المزيد من الطموح للتخفيف من أزمة المناخ والتكيف معها وتوفير التمويل اللازم لذلك".
وأضاف غوتيريش "يجب أن لا نستسلم، ولن نستسلم". وتابع "أنا مصمم أكثر من أي وقت مضى للعمل على أن يكون العام 2020 هو العام الذي تلتزم فيه جميع الدول لفعل ما يقول العلماء لنا بأنه ضروري للوصول إلى حيادية انبعاثات الكربون في 2050 بحيث لا ترتفع درجة حرارة الأرض بأكثر من 1,5 درجة مئوية".
وشارك في قمة "كوب25" ممثلون من نحو 200 بلد لوضع اللمسات الأخيرة لتطبيق اتفاق باريس 2015 للحد من ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية إلى اقل من درجتين مئويتين. إلا أن المصالح الوطنية لتلك الدول حالت دون ذلك، رغم الدعوات العالمية للتحرك في وجه التغير المناخي والتحذيرات الخطيرة التي أطلقها علماء المناخ.
وكان مقرراً انتهاء مؤتمر المناخ الدولي المنعقد في العاصمة الإسبانية مدريد أول أمس الجمعة، لكن وفي ظل تباين المواقف والتي كادت أن تفشل "كوب 25"، عمل المفاوضون لأربعين ساعة إضافية علهم يجدون أرضية لتوافقات طال انتظارها.
في نهاية المطاف أُعلن من مدريد عن وثيقة نهائية للمؤتمر، تذكر جميع الدول الـ200 الممثلة في القمة بالوفاء بالتزاماتها لتشديد أهداف المناخ لعام 2030، بقدر المستطاع خلال العام المقبل، دون أن تتضمن هذه الوثيقة أي إجراءات ملزمة على الدول.
وهذا يسري أيضاً على الإتجار في اعتمادات الكربون، إذ اكتفت الوثيقة وبعد أربعة أعوام من اتفاق باريس للمناخ، بالتشديد على العمل نحو المزيد من التعاون الدولي في هذا المجال، علماً أن قواعد سوق الكربون من بين القضايا الأكثر إثارة للخلاف في اجتماع الأمم المتحدة، إلى جانب قضية كيفية تمويل الدول الأكثر فقراً وضرراً من التغيرات المناخية.
"خيانة" لروح اتفاقية باريس
وكان دعاة البيئة يراهنون على ما سوف تفضي إليه القمة، كمؤشر على الإرادة الجماعية للحكومات لاتخاذ الإجراء الحاسم الذي يقول العلماء إنه ضروري للحد من الانبعاثات المسببة للتغيرات المناخية، وذلك للحيلولة دون وصول درجات الحرارة العالمية إلى نقاط يتعذر الرجوع عنها.
لكن في نهاية المطاف واصلت الدول الكبرى إحجامها عن إصدار دعوة جديدة حاسمة لاتخاذ إجراء لمكافحة تغير المناخ مما أثار انتقادات الدول الأصغر والناشطين في مجال الحفاظ على البيئة.
وفي تعليق لها، قالت هيلين ماونتفورد، نائب رئيس قسم المناخ والاقتصاد في معهد الموارد العالمية للأبحاث: "هذه المحادثات تعكس مدى انفصال زعماء الدول عن أهمية العلم ومطالب مواطنيهم في الشوارع.. يحتاجون للاستفاقة في 2020".
وفي وقت سابق أثارت تشيلي التي ترأس الاجتماعات حالة من الغضب خلال القمة بعد أن أعدت مسودة لبيان القمة شكا المشاركون من أنها ضعيفة جداً إلى حد أنها بمثابة خيانة لروح اتفاقية باريس الموقعة عام 2015.
وقال المراقبون إن مسودة نشرتها تشيلي لاحقاً لم تتضمن عبارات تعترف بالحاجة إلى مزيد من الطموح في هذا الصدد. ولكنها في الوقت ذاته لا يزال ينظر إلى المسودة على أنها استجابة ضعيفة تجاه الضرورة الملحة التي تشعر بها مجتمعات في أنحاء العالم تعاني من الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات والأعاصير والتي يقول العلماء إنها أصبحت أكثر حدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم.
"انعدام المسؤولية وأنانية وقصر النظر"
وفي ألمانيا، وجهت منظمة للمساعدات الإنسانية اتهامات لاذعة للدول الصناعية عقب الإعلان عن وثيقة مدريد. وجاء في بيان منظمة "بروت فور دي فيلت" (خبز من أجل العالم) اليوم الأحد: "إنه قدر كبير من انعدام المسؤولية، والأنانية وقصر النظر أن تحرم (الدول الصناعية) الدول الأكثر فقراً من التعهدات المالية لمواجهة أضرار المناخ".
وأضاف البيان: "لا يبدو أن هناك وعياً مناسباً في أذهان الوفود القادمة من الدول الصناعية بحجم أزمة المناخ، التي أعدوها والتي لا يزالون يعدونها، دون وعي بآثارها الكارثية على أفقر قطاعات المواطنين".
وحذرت المنظمة الألمانية من أن أزمة المناخ سوف تتحول إلى خطر كبير بالنسبة لقطاعات المواطنين الفقراء في جنوب العالم حال عدم تقديم مساعدات إضافية، لافتة إلى أن ذلك سيؤدي إلى تزايد النزاعات وحركات اللجوء. وقالت زابينه مينينغر، مسؤولة شؤون المناخ بمنظمة الإغاثة الألمانية: "لذا يجب أن تكون المطالب بتعهدات مالية جديدة على جدول أعمال قمة المناخ القادمة في غلاسكو".
و.ب/خ.س(أ ف ب، د ب أ، رويترز)