غموض يلف خروج عائلات من الأحياء المحاصرة بحلب
٣٠ يوليو ٢٠١٦أفاد الإعلام الرسمي السوري السبت (30 تموز/ يوليو 2016) أن عشرات العائلات خرجت من أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة عبر الممرات "الإنسانية" التي فتحها النظام السوري بين شطري المدينة، لكن سكانا ومقاتلين معارضين نفوا هذا الأمر.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) "أن عشرات العائلات خرجت صباح اليوم". وأضافت "قام عناصر الجيش باستقبالهم ونقلهم بالتعاون مع الجهات المعنية عبر حافلات نقل الى مراكز الإقامة المؤقتة". كما أشارت الوكالة إلى "وصول عدد من النساء ممن تزيد أعمارهن على 40 عاما من أحياء حلب الشرقية إلى حي صلاح الدين".
من جانبه قال الجيش الروسي في بيان إن 169 مدنيا و69 من مقاتلي المعارضة سلموا أسلحتهم سلكوا منذ الجمعة أحد الممرات "الإنسانية" الثلاثة، التي أعلنت عنها موسكو. وأعلن أيضا فتح رابع ممرات إضافية حول الأحياء الشرقية المحاصرة والتي تسيطر عليها المعارضة في حلب.
المعارضة تنفي
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن خروج نحو عشرين مدنيا السبت من الأحياء الشرقية عبر ممر في حي صلاح الدين للانتقال إلى الأحياء التي يسيطر عليها النظام. بيد أن سكانا لأحياء حلب الشرقية ومراسلا لفرانس برس في المكان نفوا وجود أي مؤشر لعمليات مغادرة مؤكدين أن عوائق لا تزال تمنع الوصول إلى حي صلاح الدين.
وقال إياد أبو محمد أحد قادة حركة نور الدين الزنكي المعارضة "يقول النظام إنه فتح معبرا عبر صلاح الدين لكنها شائعات وأكاذيب". وأبلغ قيادي معارض أخر هو ياسر فليس مراسل فرانس برس "نحن على معبر (حي) بستان القصر. النظام يكذب. لم يفتحوا شيئا (...) على العكس، لقد كثفوا القصف وغاراتهم الجوية على المعبر".
كما شككت المعارضة السياسية بنوايا النظام وحليفه الروسي، إذ قال عضو ائتلاف المعارضة السورية أحمد رمضان لفرانس برس "ليس هناك أي ممرات في حلب توصف بممرات إنسانية، فالممرات التي تحدث عنها الروس يسميها أهالي حلب بممرات الموت".
واشنطن تتحدث عن خدعة روسية
بدورها شككت الولايات المتحدة في الإعلان الروسي عن فتح "ممرات إنسانية" في حلب قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه يخشى أن تكون "خدعة". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض اريك شولتز إن الولايات المتحدة "قلقة للغاية بشأن الوضع في حلب". وأضاف "نحن نبحث في ما أعلنته روسيا بشأن الممرات الإنسانية ولكن بالنظر إلى حصيلة أدائها فنحن بالحد الأدنى مشككون".
وتفرض قوات النظام حصارا تاما على شرق حلب منذ 17 تموز/يوليو. ولم يتلق السكان منذ السابع من تموز/يوليو أي مساعدة. ويرى محللون أن خسارة الفصائل المقاتلة مدينة حلب ستشكل ضربة كبيرة لها وتحولا في مسار الحرب التي أودت منذ منتصف آذار/مارس بأكثر من 280 ألف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية.
ع.أ.ج/ أ.ح (أ ف ب)