غزة ـ أكبر شبكة إنسانية في العالم تدعو إلى وقف إطلاق النار
٢٩ مايو ٢٠٢٤قالت رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر كيت فوربس بالعاصمة الفلبينية مانيلا اليوم الأربعاء (29 مايو/ أيار 2024) "نحن في حاجة ماسة إلى حل سياسي يسمح لنا بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار لإيصال المساعدات" إلى غزة. وقالت فوربس، التي أصبحت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ثاني امرأة تتولى أعلى منصب في أكبر شبكة إنسانية في العالم "نحن مستعدون لإحداث فرق. علينا أن نتمكن من الوصول، ولكي نتمكن من الوصول إلى هناك يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار".
ويذكر أن رئيس الاتحاد الدولي منصب تطوعي ويشرف على شبكة تضم 191 منظمة تعمل أثناء وبعد الكوارث والحروب، ومن بينها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي لديها أطقم إسعاف في غزة. وقالت فوربس إنها شاهدت الوضع "الفظيع" في رفح خلال زيارة لها في فبراير/ شباط قبل أشهر من شن إسرائيل لهجوم عسكري على المدينة الواقعة بجنوب قطاع غزة وكانت تأوي أكثر من مليون فلسطيني نزحوا جراء الهجمات على مناطق أخرى من القطاع.
وأضافت بالقول: "لم تكن هناك مساكن كافية. لم تكن هناك مياه، ولم يكن هناك ما يكفي من مراحيض الصرف الصحي. كان لدينا مستشفى بلا معدات... وللأسف حدث ما كنت أخشاه، وهو أنه لن يكون هناك ما يكفي من الغذاء".
ويعاني القطاع الذي مزقته الحرب من كارثة إنسانية بعد ما يقرب من سبعة أشهر من شن إسرائيل لحملة عسكرية مدمرة ردا على هجوم قادته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول وأسفر عن مقتل 1200 شخص في إسرائيل.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
واشنطن: هذا معنى "عملية برية كبيرة"
في سياق متصل، كشف البيت الأبيض عن التعريف الأكثر اكتمالا حتى الآن لما يعتبره "عملية برية كبيرة" في رفح يمكن أن تؤدي إلى تغيير في سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، وقال إن تصرفات إسرائيل هناك لم تصل بعد إلى ذلك المستوى. وقال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين في مؤتمر صحفي: "لم نرهم يقتحمون رفح - ولم نرهم يدخلون بوحدات كبيرة وأعداد كبيرة من القوات في أرتال وتشكيلات في شكل مناورة منسقة ضد أهداف متعددة على الأرض. هذه هي العملية البرية الكبيرة. لم نر ذلك".
وحذرت إدارة بايدن إسرائيل مرارا من شن هجوم عسكري واسع النطاق في رفح، وهي مدينة في جنوب غزة مكتظة بالنازحين الذين اتبعوا أوامر إسرائيل السابقة بالإخلاء إلى هناك. وقد حذر الرئيس جو بايدن نفسه إسرائيل علنا هذا الشهر من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن تزويدها بالأسلحة إذا قامت القوات الإسرائيلية باجتياح بري كبير هناك دون خطة ذات مصداقية لحماية المدنيين.
وطلبت إسرائيل من نحو مليون مدني فلسطيني نزحوا بسبب الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر تقريبا الإخلاء إلى منطقة المواصي عندما بدأت هجومها البري في رفح في أوائل مايو/ أيار. وذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الثلاثاء أن الكثيرين نزحوا من رفح منذ ذلك الحين.
الجزائر تتقدم بمشروع قرار لمجلس الأمن
دبلوماسيا، اقترحت الجزائر مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس ويأمر إسرائيل بشكل أساسي "بالوقف الفوري لهجومها العسكري" في رفح. واستشهد المقترح الجزائري بالحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي والذي أمر إسرائيل بوقف هجومها العسكري على رفح على الفور في حكم طارئ تاريخي في قضية رفعتها جنوب أفريقيا وتتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية. وقال دبلوماسيون إن المجلس قد يصوت على مشروع القرار خلال أيام.
وتأتي هذه الخطوة بعد هجوم وقع يوم الأحد أدى إلى اندلاع حريق في مخيم للنازحين في منطقة إنسانية مخصصة برفح في جنوب غزة مما أسفر عن مقتل 45 شخصا على الأقل. وقالت إسرائيل إنها كانت تستهدف عناصر في حماس ولم تكن تنوي إلحاق الضرر بالمدنيين.
ويحتاج قرار المجلس إلى موافقة تسعة أصوات على الأقل وعدم استخدام الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو روسيا أو الصين حق النقض (الفيتو). ووفرت الولايات المتحدة حتى الآن الحماية لحليفتها إسرائيل من خلال استخدام حق النقض ضد ثلاثة مشاريع قرارات لمجلس الأمن بشأن الحرب في غزة.
ح.ز/ ع.غ/ ع.ج (رويترز)