قتلى وغارات جوية في ذكرى سيطرة الحوثيين على صنعاء
٢١ سبتمبر ٢٠١٥شن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية الاثنين (21 أيلول/سبتمبر 2015) غارات على مواقع للحوثيين وحلفائهم في صنعاء، وذلك في الذكرى الأولى لسيطرة جماعة أنصار الله الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح على العاصمة صنعاء. وتأتي الغارات الجديدة فيما تستمر القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا في حملتها البرية بمحافظة مأرب الإستراتيجية في وسط البلاد مدعومة من آلاف الجنود من دول التحالف، وذلك بهدف الزحف لاستعادة العاصمة.
وفي حجة، أفادت مصادر صحفية وطبية يمنية، الاثنين بمقتل 30 شخصاً وإصابة أكثر من 20 آخرين جراء غارات جوية شنها طيران التحالف على أحد مباني الأمن في هذه المحافظة الحدودية مع السعودية. فيما لا يزال الحوثيون يمسكون بزمام الأمور في صنعاء بالرغم من الغارات اليومية، التي يشنها طيران التحالف وخسارتهم في جنوب البلاد لاسيما طردهم من عدن، ثاني اكبر مدن البلاد.
غياب الحل السياسي
وقد دعا الحوثيون أنصارهم للتظاهر الاثنين في صنعاء "احتفالا" بالذكرى الأولى للسيطرة عليها. وعشية هذه الذكرى، أكد زعيم التمرد، عبد الملك الحوثي، استعداده لحل سلمي للازمة، لكن بشروط. وقال، تزامنا مع إرسال وفد من الحوثيين وحزب صالح إلى مسقط للمشاركة في محادثات مع الأمم المتحدة، "نؤكد الترحيب بأي مساعي للحلول السلمية بالقدر الذي لا يمس بالسيادة الوطنية ولا يشرعن العدوان ولا ينتقص من حقوق الشعب اليمني واستحقاق ثورته الشعبية ومطالبه المشروعة".
إلا أن التطورات تثبت بأن أي أفق لحل سياسي مازال غائبا تماما، بالرغم من استمرار جهود مبعوث الأمم المتحدة لوضع حد للنزاع الذي يدفع فيه المدنيون الثمن الأكبر. وردا على سؤال حول أفق التسوية السياسية في اليمن في ظل الحرب، قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، في تصريحات صحفية نشرت الاثنين، إنه "لا يوجد شيء اسمه تسوية .. وهناك شيء اسمه الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216".
حكومة بحاح من الرياض إلى عدن
يأتي ذلك فيما تحاول حكومة رئيس الوزراء خالد بحاح، المعترف بها دوليا، تعزيز حضورها في المناطق التي تم طرد الحوثيين منها، لاسيما في عدن، كبرى مدن الجنوب. وقد نقلت الحكومة رسميا مقرها الأسبوع الماضي من الرياض إلى عدن وسط تكهنات بعودة وشيكة للرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي من العاصمة السعودية إلى الأراضي اليمنية.
وقال رئيس الوزراء خالد بحاح في كلمة مع قادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن إن "مرحلة إعادة البناء هي الأهم" بعد "تحرير" عدن والمناطق الجنوبية. إلا أن مراقبين يرون أن حكومة بحاح تواجه العديد من التحديات، وعلى رأسها الوضع الإنساني المتدهور في كل المناطق اليمنية إضافة إلى الأخطار الأمنية مع انتشار جماعات جهادية كتنظيم القاعدة.
سقوط صنعاء وفتيل الحرب
وفي مثل هذا اليوم قبل عام، سيطر الحوثيون على مقر الحكومة في صنعاء مستفيدين من دعم أو تواطؤ من قسم كبير من الجيش اليمني الذي ظل مواليا لعلي عبدالله صالح. وأتت السيطرة على صنعاء بعد حملة توسع انطلق فيها الحوثيون، الذين ينتمون إلى المذهب الزيدي الشيعي من معاقلهم في صعدة بشمال البلاد، وسيطروا فيها على معاقل خصومهم التقليديين في شمال صنعاء. وبعد صنعاء، سرعان ما تمدد الحوثيون باتجاه الجنوب ووصلوا إلى عدن التي كان الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي أعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد وانتقل إليها من صنعاء.
ومع وصول المتمردين إلى عدن، أطلق تحالف يضم عشر دول تقريبا بقيادة السعودية، في 26 آذار/مارس عملية عسكرية ضد الحوثيين دعما لشرعية هادي الذي انتقل إلى الرياض. والعملية التي كانت جوية في بدايتها، تحولت إلى برية مع مشاركة آلاف الجنود، لاسيما من دول الخليج، في المعارك ضد المتمردين. وقتل أكثر من خمسة آلاف شخص وأصيب أكثر من 25 ألفا بجروح منذ انطلاق العملية العسكرية، فيما تصف الأمم المتحدة الوضع الإنساني في اليمن بـ"الكارثي".
ي.ب / أ.ح (ا ف ب، رويترز، د ب أ)