غارات روسية مكثفة قرب حلب تبطئ تقدم الفصائل المعارضة
٢ أغسطس ٢٠١٦أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك غير المسبوقة بعنفها بين القوات الموالية للنظام والفصائل المعارضة وبينها تنظيم فتح الشام (جبهة النصرة سابقا التي فكت ارتباطها مع تنظيم القاعدة مؤخرا)، أسفرت عن مقتل العشرات من الطرفين، منذ بدء الهجوم الأحد.
ويهدف الهجوم الكبير الذي شنّه مقاتلو المعارضة على الريف الجنوبي للمدينة إلى فتح طريق إمداد نحو الأحياء الشرقية التي يسيطرون عليها ومنع النظام من السيطرة بالكامل على المدينة، التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد. وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلا للقصف بين الفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية وتحاصر الأحياء الشرقية بالكامل منذ 17 تموز/ يوليو.
وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "أن الغارات الروسية المكثفة لم تتوقف طوال ليل الاثنين الثلاثاء" على جنوب غرب حلب حيث تتمركز المعارك. وأضاف "أدى ذلك إلى تباطؤ الهجوم المضاد (الذي شنه المقاتلون) وسمح لقوات النظام باستعادة السيطرة على خمسة مواقع من أصل ثمانية كانت الفصائل المعارضة قد استولت عليها" مشيرا إلى أن "المقاتلين تمكنوا من التقدم إلا أنهم لم يعززوا مواقعهم".
ويسعى مقاتلو الفصائل إلى استعادة السيطرة على حي الراموسة الواقع على الأطراف الجنوبية الغربية لحلب ما يسمح لهم بفتح طريق إمداد نحو الأحياء التي يسيطرون عليها في شرق وجنوب شرق المدينة. كما يعد الطريق الذي يمر عبر الراموسة طريق الإمداد الرئيسي للقوات النظامية والمدنيين في الأحياء الغربية من حلب، وقطع هذا الطريق سيعني قطع الإمداد عنهم.
في غضون ذلك، قالت خدمة إنقاذ سورية تعمل في منطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة اليوم الثلاثاء إن طائرة هليكوبتر أسقطت عبوات من الغاز السام الليلة الماضية على بلدة قريبة من مكان أسقطت فيه هليكوبتر عسكرية روسية قبل ساعات. وقال متحدث باسم الدفاع المدني السوري لرويترز إن 33 شخصا معظمهم من النساء والأطفال تأثروا بالغاز في بلدة سراقب.
ونشر الدفاع المدني السوري الذي يصف نفسه بأنه مجموعة محايدة من المتطوعين في أعمال البحث والإنقاذ تسجيلا مصورا على يوتيوب يظهر فيه عدد من الرجال يحاولون التنفس بصعوبة ويزودهم أفراد يرتدون زي الدفاع المدني بأقنعة أكسجين. وقال عمال الدفاع المدني الذين توجهوا للموقع إنهم يشتبهون في أن الغاز المستخدم هو غاز الكلور لكن يتعذر التحقق من ذلك. وقال المتحدث "سقطت براميل متوسطة الحجم تحوي غازات. لم يتمكن الدفاع المدني السوري من تحديد نوع الغاز"، كما لم يتسن الحصول على تعليق من مسؤول بالحكومة السورية أو حلفائها الروس.
ع.ش/ و.ب (أ ف ب، رويترز)