غارات جوية ومعارك متقطعة تهدد بانهيار الهدنة الهشة بسوريا
١ يناير ٢٠١٧تدور اشتباكات متقطعة على جبهات عدة في سوريا اليوم الأحد (الأول من يناير/كانون الثاني 2017)، ما يهدد هدنة هشة بدأ تطبيقها منتصف ليل الخميس الجمعة بموجب اتفاق أعلنته روسيا، ونالت دعما محدودا من مجلس الأمن الدولي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن "الهدوء لا يزال يسود معظم المناطق السورية التي يسري فيها وقف إطلاق النار"، مشيرا في الوقت ذاته إلى "خروقات متفاوتة من حيث شدتها وكثافتها".
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس "إنها خروقات حتى لو لم تهدد مباشرة بانهيار الهدنة". وتحدث المرصد عن "غارات نفذتها طائرات حربية سورية صباح الأحد على بلدة الاتارب في ريف حلب الغربي" وتسببت بسقوط جرحى، وذلك بعد ساعات من مقتل طفلين جراء قصف مدفعي لقوات النظام على بلدة كفر داعل في المنطقة ذاتها.
ويرتفع بذلك عدد القتلى منذ بدء تطبيق الاتفاق إلى أربعة مدنيين وتسعة مقاتلين، وفق المرصد الحقوقي المحسوب على المعارضة والذي يتخذ من بريطانيا مقرا له.
واستمرت الأحد الاشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة وبينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) في منطقة وادي بردى قرب دمشق. وأفاد المرصد عن قصف وغارات لقوات النظام على المنطقة الأحد، لافتا إلى أن المعارك دفعت المئات من النساء والأطفال إلى النزوح السبت من المنطقة باتجاه ريف دمشق.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول بالمعارضة السورية والمرصد السوري إن طائرات سورية استأنفت قصف وادي بردى الخاضع للمعارضة إلى الشمال الغربي من دمشق اليوم الأحد بعد نحو 24 ساعة من توقف الغارات. وقال المرصد السوري والإعلام الحربي التابع لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع الحكومة السورية إن المئات من المدنيين غادروا الوادي في اليوم السابق قاصدين مناطق قريبة خاضعة للحكومة.
ومنذ أكثر من أسبوع، بدأت قوات النظام السوري هجوما للسيطرة على منطقة وادي بردى التي تعد مصدرا رئيسيا لمياه دمشق. وخلال المعارك، تعرضت إحدى مضخات المياه لانفجار تبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عنه، وفق المرصد السوري. وتشهد العاصمة منذ نحو عشرة أيام انقطاعا تاما في خدمة المياه.
واتهمت الفصائل المعارضة الموقعة على الاتفاق في بيان السبت قوات النظام بخرق الهدنة في وادي بردى، ملوحة بان استمرار هذه الانتهاكات "يجعل الاتفاق لاغيا". ودعت الطرف الروسي "كضامن للنظام وحلفائه إلى أن يتحمل مسؤولياته".
كما أفاد المرصد عن معارك في الغوطة الشرقية لدمشق الأحد بين قوات النظام وفصائل موقعة على الاتفاق بينها جيش الإسلام. وردت الفصائل المقاتلة على الانتهاكات بإطلاق أكثر من عشرين قذيفة على بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المواليتين لقوات النظام في محافظة إدلب (شمال غرب)، التي تعد المعقل الأبرز للفصائل المقاتلة وبينها "جبهة فتح الشام" بعد خسارة المعارضة لمدينة حلب مؤخراً.
ويستثني اتفاق وقف إطلاق النار التنظيمات المصنفة "إرهابية"، وبشكل رئيسي تنظيم "الدولة الإسلامية". كما يستثني، بحسب موسكو ودمشق "جبهة فتح الشام"، ما يجعل من الصعب جدا تثبيت الهدنة بسبب وجود هذه الجبهة ضمن تحالفات مع فصائل أخرى مقاتلة في مناطق عدة، لاسيما في إدلب.
ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب، رويترز)