عيد ميلاد السيد "آلدي"
١٣ مارس ٢٠٠٧يختلف الكثيرون حول التاريخ المحدد لميلاد تيودور بول ألبرشت، الشهير بتيو ألبرشت: يعتقد البعض أنه 13 مارس/آذار 1922 بينما يرى آخرون أنه ولد في نهاية الشهر، أما مكان مولده فيبقى سراً لا يعرفه أحد. فالثري الخجول الذي أنشأ محلات التخفيضات "ألدي"، وتحول بسببها إلى أحد أغنى أغنياء العالم، يكره الأضواء.
بدأ تيو عمله مع أخيه الأكبر كارل بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تولى الشابان إدارة متجر المواد الغذائية الخاص بوالدتهما ثم قاما بإنشاء أول محل تخفيضات خاص بهما في عام 1962. واليوم تعتبر سلسلة محلات الشقيقين ألبرشت المعروفة باسم "ألدي" من أكبر المؤسسات التجارية العالمية، بفروعها الـ 7800 المنتشرة في كل مكان في العالم بداية من الولايات المتحدة الأمريكية وصولاً إلى أستراليا ومروراً بألمانيا كما يقدر حجم معاملاتها السنوية بنحو 38.1 مليار يورو.
سر نجاح "ألدي"
أما عن سر نجاح المؤسسة فيقول ديتر برانديز: "في الحقيقة أن الأمر في غاية البساطة، فعندما يستطيع الشخص أن يذهب إلى مكان ما ويضمن الحصول على منتجات ذات جودة عالية بأقل الأسعار، فهو بالتأكيد سيفضل الذهاب إلى هذا المحل". ديتر برانديز عمل طويلاً كمدير للمؤسسة وتعرف على تيو شخصياً عندما كان عضواً معه في مجلس إدارة المؤسسة. وكتب الخبير الذي تعرف على المؤسسة من الداخل طويلاً عدة كتب عن سر نجاح ألبرشت.
وصفة النجاح تعد في رأيه في غاية البساطة، على عكس ما يعتقد البعض كما يوضح قائلاً: "هناك من يفكرون أن عليهم بناء جهاز إداري ضخم وتعيين مستشارين للمؤسسة وتكوين قسم خاص للتحكم. لكن كل هذه الأمور غير موجودة لدى مؤسسة ألدي". وبالرغم من ذلك تعد المؤسسة في غاية النجاح، ويشتري أكثر من 86 بالمائة من الألمان احتياجاتهم المنزلية من محلات ألدي.
توسع محلات "ألدي"
أتم الشقيقان عملهما بنجاح وأصبحا من أثرياء العالم، ولم يتركا الفرصة لأية إشاعات أن تدمر قصة نجاحهما. ومنذ بداية السبعينات لم يكتفيا بالنجاح داخل ألمانيا، وبدأت لديهما سياسة التوسع، فقسما فيما بينهما العالم كما قسما من قبل ألمانيا إلى منطقتين: فتولى أحد الأخوين شمال ألمانيا والآخر جنوبهما بتقسيم السلستين إلى "ألدي الشمال" و"ألدي الجنوب". وكما توسعت المؤسسة جغرافياً، توسعت أيضاً فيما تقدمه من منتجات، فلم تكتف بالمواد الغذائية فقط بل بدأت في اقتحام سوق الأدوات المنزلية والأدوات الكهربائية والالكترونية.
وفي منتصف التسعينات دخل مبدأ "العروض الخاصة" إلى الشركة، حيث تقدم عروض لفترة محددة على المنتجات المختلفة من ملابس وأدوات كهربائية وقطع أثاث وهواتف نقالة وغيرها بأسعار متميزة. وأصبح المشترون ينتظرون "كمبيوتر ألدي" وغيرها من العروض من العام للعام، بينما ظل الأخوان ألبرشت ملتزمين بمبدأهما في تقديم السلع بأرخص الأثمان. و مؤخراً بدأ ألدي أيضاً في تقديم الرحلات منخفضة الثمن، وعن هذه البداية يقول برانديز: "لقد قلقت بعض الشيء من التوسع إلى هذه الدرجة، لكنني اقتنعت عندما فكرت مبدأ ألدي الأساسي وهو توفير الاحتياجات اليومية بأسعار منخفضة. والسفر قد أصبح الآن أيضاً من الاحتياجات اليومية".
مستقبل مزهر لألدي ولكن دون مؤسسيه
برانديز في غاية التفاؤل من المستقبل ويرى أنه مازالت هناك فرص كبيرة للتوسع أمام مؤسسة ألدي إذ يقول: "يمكن الوصول إلى الصين. ليس هناك نهاية لما يمكن تحقيقه في العالم، وهناك فرص غير محدودة للتوسع والتطور في المستقبل". وإن كان هذا المستقبل سيتم فيما يبدو دون وجود مؤسسي هذه المؤسسة: فكارل البالغ من العمر 87 عاماً قد ترك الأعمال منذ عدة سنوات، كما بدأ تيو في التنازل عن مسئولياته في المؤسسة تدريجياً. وبالرغم من ثروته التي تقدر بـ17.5 مليار يورو ومن وقت الفراغ المتاح له، يحيا تيو حياة بسيطة في جزيرة فور: يلعب الجولف ويجمع الآلات الكاتبة بعيداً عن الأضواء. أما الجماهير فهم يسعون إلى معرفة المزيد عن مؤسس ألدي، والاطمئنان على صحته.