عيد الفطر: اعتصامات، تفجيرات وأجواء حزينة
٨ أغسطس ٢٠١٣أحتفل المسلمون في العالمين العربي والإسلامي بأول أيام عيد الفطر وسط أجواء حزينة وكئيبة نسبيا بسبب تداعيات الأوضاع السياسية المتأزمة في مصر وتونس وسوريا من جانب، ومقتل العشرات في باكستان في تفجير انتحاري، من جانب آخر، فيما ساهم ارتفاع أسعار السلع الغذائية والكمالية في تعميق الحزن والقنوط لدى الأوساط الفقيرة في المجتمعات الإسلامية عموما.
ففي العديد من المدن المصرية واصل مؤيدو الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، تنظيم مسيرات اليوم الخميس (الثامن من آب/ أغسطس 2013)، أول أيام عيد الفطر، للمطالبة بإعادته لمقعد الرئاسة، بينما تحجم السلطات حتى ألان عن فض اعتصامين لمؤيديه في القاهرة. وصلى المصريون في الساحات العامة وخرج الأطفال للعب في الشوارع احتفالا بعيد الفطر، لكن الأسلاك الشائكة والمدرعات في شوارع القاهرة وحواجز الطرق المحيطة باعتصام الإسلاميين تشير إلى الحافة السياسية الخطرة التي تقف عليها هذه الاحتفالات.
وفي تونس أقام النواب المنسحبون من المجلس الوطني التأسيسي التونسي صلاة عيد الفطر في ساحة باردو إلى جانب مئات من المعتصمين. وحضر صلاة العيد اليوم بساحة باردو أمام مقر المجلس التأسيسي عدد من النواب المنسحبين ممثلين عن أحزاب معارضة إلى جانب المئات من المعتصمين وشيوخ من جامع الزيتونة ومواطنون توافدوا من عدة جهات.
وغابت أجواء الاحتفال عن الكثير من السوريين الذين يعيشون إنا وسط أجواء الحرب والمعارك والأوضاع المعيشية الصعبة في داخل البلاد، أو في مخيمات اللجوء ومعسكرات النزوح في ظروف ليست أفضل حالا.
وفي اليمن، حيث يشكو المواطنون من تحليق طائرات بدون طيار فوق العاصمة منذ يومين، مما يشكل لهم مصدر قلق، فقد نفذت إحدى هذه الطائرات غارة جوية في منطقة عرق أل الشبوان في وادي عبيدة بمحافظة مأرب شرقي اليمن فجر الخميس ما أسفرت عن مقتل ستة أشخاص. ونقل موقع "نيوزيمن" الإخباري عن مصادر قبلية القول إن غارة اليوم التي استهدفت سيارتين كانتا تقلان أشخاصا يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة.
وفي ليبيا أدى سكان العاصمة الليبية طرابلس صلاة العيد في ساحة التغيير مع استمرار الاضطرابات وحالة عدم اليقين السياسي في البلد.
وفي باكستان قتل مهاجم انتحاري 33 شخصا على الأقل شخصا الخميس، بينهم خمسة من كبار ضباط الشرطة خلال الصلاة على جنازة شرطي بمدينة كويتا في مشهد نقلته كاميرات التلفزيون في بث مباشر، حيث كانت تذيع الحدث. ووصف مراسل "رويترز" في الجنازة حالة الفوضى التي عمت المكان وضباط الشرطة المخضبين بالدماء أثناء نقلهم من مكان الحادث ووضعهم في سيارات إسعاف.
وفي ألمانيا خيم النزاع المسلح التي تشهدها سوريا والاضطرابات السياسية التي تحدث في مصر حاليا على أجواء احتفالات المسلمين بعيد الفطر. في هذا السياق قال رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، أيمن مازيك، اليوم الخميس في مدينة كولونيا غربي البلاد: "اليوم يوم بهجة بالنسبة لنا، لكن يسود حزن كبير بسبب الأنباء السيئة التي تصلنا...الكثير من الأشخاص هنا يحاولون الاتصال بذويهم، لكنه أمر صعب". وذكر مازيك أن معاناة المواطنين في سورية ومصر محور الخطب الدينية هنا. وقال: "في الوقت نفسه هناك سرور كبير بأننا نعيش هنا في سلام ونستطيع ممارسة ديننا بحرية... هذا العيد من أجل ترسيخ الصداقات وتبادل الزيارات وتقديم الهدايا للأطفال ومساعدة الفقراء والمعوزين".
وما زاد أجواء العيد حزنا في بعض البلدان العربية هو الارتفاع الفاحش لأسعار السلع الغذائية والملابس وألعاب الأطفال، ما حرم الكثيرين من التمتع بفرحة العيد السعيد.
ح.ع.ح/ع.ج.م (د.أ.ب/رويترز/أ.ف.ب)