عيد العمال - لعنة وبركة الثورة الصناعية
الحركة العمالية بمنظماتها قطعت شوطا لا بأس به في الـ 150 عاما الماضية. وبالطبع تعود جذور هذه الحركة إلى رفض العمال لاستغلالهم من قبل مالكي المصانع خلال الثورة الصناعية التي شهدتها أوروبا في القرن التاسع عشر.
لعنة وبركة الثورة الصناعية
مما لا شك فيه أن الثورة الصناعية في نهاية القرن الثامن عشر في المملكة المتحدة أحدث تطورا حضاريا هائلا، ولكن في ذات الوقت تسببت في أزمات اجتماعية: العمال، الدعامة الأساسية للإنتاج، حاربوا أساليب أصحاب المصانع الاستغلالية. بداية القلاقل العمالية كانت في إنجلترا حيث حطم عمالٌ الماكينات التي تتسبب دائما في إصابات العمل.
البيان الشيوعي
أوضاع عمال المصانع كانت مزرية: كان عليهم العمل لساعات طويلة، وكان دخلهم محدودا ولم يكن لديهم أية حقوق. وكانت هذخ الأوضاع سببا في تضامنهم مع بعضهم. كارل ماركس (في الصورة) وفريدريك إنجلز وضعا برنامجا للطبقة العاملة: البيان الشيوعي، ودعوا إلى "حرب الطبقات" بهدف انتصار الطبقة العاملة على البرجوازية.
الحركة العمالية تأخذ منحى سياسيا
في عام 1864 كانت بداية انضمام منظمات عمالية إلى بعضها البعض على المستوى الدولي. وكانت هذه بداية تكوين النقابات والأحزاب مثل حزب العمال الاشتراكي الديموقراطي SDAP وكانت هذه بداية تكوّن الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني الـ SPD .
الاشتراكيون مقابل الشيوعيين
الديموقراطية الاشتراكية في ألمانيا كانت مثالا يحتذى به في الدول الأوربية الأخرى. وكان هدفها الأساسي الدفاع عن حقوق العمال. وبنهاية الحرب العالمية الأولى انقسمت الحركة العمالية في العديد من الدول الأوربية إلى اشتراكيين وشيوعيين. الشيوعي لينين (في الصورة) أسس الاتحاد السوفيتي الذي صمد لمدة سبعين عاما تقريبا.
النازيون يغلقون النقابات
وبالرغم من الانقسام، شهدت النقابات عصرا ذهبيا في العشرينات من القرن الماضي، حيث شهدت إقبالا جماهريا للاشتراك فيها لم يسبق له مثيل. ولكن بتقلد النازيين للسلطة انتهى هذا العصر الذهبي، حيث أغلق النازيون النقابات الحرة. بل ووصل الأمر إلى تعقب القيادات النقابية وإعدامهم. صورة لاحتلال النازيين لإحدى مقرات النقابات.
حركات عمالية بلا عمال
بعد عام 1945 تلاشت أهمية الحركة العمالية في الدول الديموقراطية وقل اهتمام حتى العمال بالحركة ذاتها. وفي الستينات والسبعينات من القرن الماضي ظهرت حركات جديدة مثل الحركات المعنية بالمرأة أو البيئة.
من قيادي عمالي إلى رئيس
إحدى أهم وأشهر النقابات العمالية هي نقابة Solidarność البولندية. وتم تأسيسها عام 1980 وفي خلال شهور قليلة أصبحت حركة واسعة الانتشار كان لها دور فعال في التطور السياسي بعد عشر سنوات. أول رئيس لهذه النقابة Lech Wałęsa (في الصورة) اصبح رئيسا لبولندا عام 1990.
الحركة العمالية اليوم
وفي يومنا هذا، تكافح النقابات والأحزاب اليسارية لتحسين أوضاع العمال ودخلهم ونبذ التعسف في أماكن العمل وتأمين معاشات كافية للعاملين. رابطة النقابات الألمانية (DGB) شعارها في الأول من مايو: "العمل الجيد. أوروبا اشتراكية".