Sarrazin Reaktionen
٣ سبتمبر ٢٠١٠ألمانيا في انحدار: هذا ما يراه تيلو زاراتسين، عضو مجلس إدارة البنك المركزي. ويتحمل مسؤولية هذا الانحدار سياسة الاندماج الخاطئة، وخاصةً التعامل الفاشل مع المهاجرين المسلمين ذوي معدلات الإنجاب العالية، الذين سيشكلون بالتالي أغلبية السكان على المدى البعيد، ويتحكمون في مصائر البلاد – إذا لم يتدخل أحد. في المقابلات الصحفية زاد زاراتسين الطين بلة وأثار مزيداً من النقد عندما قال إن اليهود يشتركون في جين معين. في أعقاب ذلك أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي ينتمي إليه زاراتسين، عزمه على فصل الكاتب من الحزب، كما قرر البنك المركزي استبعاده من مجلس الإداراة. هذا الموضوع أثار نقاشات ساخنة لدى مستمعي دويتشه فيله ومتصفحي موقعها الإليكتروني.
حق التعبير عن الرأي
دافع عديدون عن زاراتسين وانتقدوا المطالبات التي ارتفعت بالإقالة الفورية. هكذا كتب، على سبيل المثال، ألبرت من كندا في موقع دويتشه فيله بالإنكليزية: "ماذا حدث لحق التعبير عن الرأي؟ في كل مرة يتبنى شخص رأياً لا يناسب دوائر معينة من الرأي العام، ترتفع على الفور صرخات تطالب بالثأر الدموي." وترى برجيت من فرنسا الأمر على نحو مشابه وتقول: "علينا ألا نقتبس إيديولوجية القيادة الروحية الإيرانية التي تصدر على الفور فتوى عندما يستخدم شخصٌ ما حقه في التعبير عن رأيه." والملاحظ أن هذا الموضوع يستقطب اهتمام متصفحي الموقع أكثر من أي موضوع آخر؛ ففي حين يصل القسم الانكليزي في المتوسط نحو 50 رسالة في الأسبوع، فإن الرسائل التي تصل تعليقاً على كتاب زاراتسين تصل إلى 50 في اليوم. "ألمانيا عانت كثيراً من معاداة السامية. ولكن هذه المرة؟ إن زاراتسين يكتب الحقيقة، وليس من حق أحد أن يهاجمه"، تقول تسيبي من إسرائيل.
"زاراتسين يصرّح بما يفكر فيه كثيرون لا يجرؤون على التصريح"
وهناك تعليقات أخرى أكثر حدة وصلت إلى الموقع: "لقد هربتُ من فرنسا لأنها أصبحت دولة مسلمة. كنت أتمنى أن يكون هناك شخص مثل زاراتسين"، يقول على سبيل المثال تشارلز. أما ستانيسلاف من سلوفاكيا فيكتب رسالة أكثر تأملاً: "إني متأكد أن ملايين من الألمان يوافقون على آراء زاراتسين دون أن يصرحوا بذلك. إننا نجد تحفظات هائلة حول المهاجرين في إسبانيا وسويسرا وإيطاليا وفرنسا أيضاً، ولهذا فإن علينا أن نتحرك. وإلا فإننا نترك الساحة لسياسيين مثل الشعبوي اليميني خيرت فيلدرز في هولندا أو تيلو زاراتسين، وبذلك يزدادون نفوذاً."
"زاراتسين محق" – هكذا يمكن تلخيص رأي متصفحي الموقع الألماني لـدويتشه فيله. وهكذا نقرأ في رسالة إحدى المتصفحات أن زاراتسين يتحدث عما يدور في رأسها، وهو ما يؤكده فرانتس ميترندورفر من تايلندا الذي يقول: "أحد الأسباب التي دفعتني إلى نقل محل إقامتي إلى تايلندا هو ما حدث للسيد زاراتسين وإلصاق تهمة العنصرية به ووضعه في خانة اليمين. إن التعبير عن الرأي بحرية لم يعد أمراً ممكناً في ألمانيا."
عدم تفهم في البلدان العربية
أما على صفحات الموقع العربي فإن آراء زاراتسين تحتل الصدارة، غير أن التعليقات تسير في اتجاه آخر تماماً. وهكذا تكتب هيفاء على صفحة فيس بوك لـدويتشه فيله: "إن المسلمين غير كسالى، إنهم يقومون في ألمانيا بأعمال لا يقوم بها الألماني، ولولا تواجد الأجانب والعمالة الخارجية في ألمانيا لما وصلت ألمانيا إلى ما وصلت إليه الآن من تقدم ونظافة – الألمان ينامون والمهاجرون ينظفون شوارعها". أما "يوري" فيقول متأملاً: "لا أتفق مع آراء زاراتسين، لكنني أجد الجاليات المسلمة فعلاً أقل اندماجاً، بل وتفضل العيش في مجتمعات موازية، وتقدم أحياناً نماذج تخلف في مجتمع معاصر."
فريدريكا شولتس / سمير جريس
مراجعة: هيثم عبد العظيم