عندما يقف حلم المهاجرين على الحدود البوسنية - الكرواتية
١٢ أغسطس ٢٠١٨شهدت بلدة فليكا كلادوسا الصغيرة على الحدود البوسنية الكرواتية ارتفاعاً هائلاً في أعداد المهاجرين الذين وصلوا إليها خلال العام الجاري. يأمل هؤلاء المهاجرون في أن يتمكنوا من اجتياز الشريط الحدودي والدخول إلى كرواتيا ومنها إلى دول غرب أوروبا، لكن كما يبدو فإن الأمر صعب بالنسبة لهم، إذ تشدد شرطة الحدود الكرواتية الرقابة لمنع أي اختراق.
خيم المهاجرين انتشرت بسرعة في أرجاء المنطقة، حيث يعيش ما لا يقل عن 500 مهاجر من دول مختلفة كأفغانستان وإيران وباكستان وسوريا والعراق والمغرب والجزائر، وجميعهم في ظروفٍ لا يحسدون عليها.
إحدى اللاجئات الأفغانيات، التي رفضت ذكر اسمها او إظهار وجهها، نقلت معاناتها لـ "مهاجر نيوز" قائلة "انظروا فقط كيف نعيش، القمامة في كل مكان، والمراحيض في حالة سيئة. أطفالي محرومون من الذهاب إلى المدرسة منذ 3 سنوات"، وتتابع "حياتنا صعبة، أين هي حقوق الإنسان؟ حقوقنا؟".
روايات عن إعتداءات.. والشرطة الكرواتية صامتة!
حاول معظم قاطني هذه الخيام الوصول إلى كرواتيا عدة مرات، بطرق غير شرعية، لكن لم يحالفهم الحظ. فيما يروي البعض تعرضهم للضرب على أيدي حرس الحدود الكرواتية بعد اعتقالهم على طول الحدود، قبل إعادتهم قسراً إلى البوسنة، فيما يتحدث آخرون عن أن الشرطة الكرواتية قد صادرت أموالهم وهواتفهم.
بعض المهاجرين العالقين، قدموا طلبات لجوء في كرواتيا بالفعل، لكن هذه الطلبات قد تم رفضها وأُعيدوا إلى البوسنة فورا، وهذا ما يؤكده عبد العزيز، اللاجئ الأفغاني الذي يعيش في البوسنة، ويقول "عندما ندخل كرواتيا، يرفضون منحنا اللجوء، ويضربوننا ويكسرون هواتفنا. لقد مرت خمس سنوات تقريبا منذ أن غادرت افغانستان، وأنا عالق هنا منذ ثلاثة أشهر تقريبا. الوضع سيء للغاية، لا طعام ولا ماء".
ميلاد كمكار لاجئ إيراني غادر بلاده قبل ثلاثة أشهر على أمل العثور على عمل في أوروبا، لكنه مثل الآخرين لا يزال عالقا على الحدود في البوسنة. ويشكو سوء معاملة الشرطة الكرواتية له ويقول لمهاجر نيوز "عندما قام الكرواتيون بترحيلنا إلى البوسنة ضربوني بعصا، كان جسدي يؤلمني كثيرا، ورشوا رذاذ الفلفل في عيوننا، لم أتمكن من الرؤية، ولم أستطع التنفس بشكلٍ جيد".
لكن الشرطة الكرواتية، لم ترد على هذه الادعاءات. أما رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة (IOM)في البوسنة، بيتر فان دير أوييرت، فيعلق على هذه الشهادات في حديث مع مهاجر نيوز ويقول "لا أستطيع تأكيد ما إذا كانت هذه القصص حقيقية أم لا، لكن العديد من المهاجرين أخبرونا عن العنف على الحدود. الموقف الرسمي هو: للشرطة الحق في السيطرة على المنطقة الحدودية، لكن ليس لها الحق في استخدام العنف ضد المهاجرين، حتى لو كانوا يعبرون الحدود بشكل غير قانوني".
طريق البلقان الجديد
عام 2016، تم إغلاق طريق البلقان رسميا في محاولة لإدارة أزمة اللاجئين، لكن مهاجرين كثيرين يأملون في الوصول إلى الاتحاد الأوروبي كانوا قد سلكوا نصف الطريق، لذلك كان عليهم البحث عن طريق جديد. والآن يسلك المهاجرون طريقا جنوبياً عبر البلقان، إذ يسيرون من اليونان إلى ألبانيا والجبل الأسود وأخيرا البوسنة، حيث يأملون في دخول الاتحاد الأوروبي عبر الحدود الكرواتية. ومنذ بداية العام الجاري 2018 تم تسجيل ما لا يقل عن 8 آلاف مهاجر في البوسنة، وفقاً للإحصاءات الرسمية.
وأقامت البوسنة العديد من المخيمات للمهاجرين، لكنها تكافح من أجل استيعاب الأعداد المتزايدة منهم. ومع نقص المخيمات، تكون الخيام القريبة من الحدود هي البديل الوحيد لكثير من المهاجرين. لكن في مناطق أخرى بعيدا عن الحدود، يكون الوضع أصعب، إذ لا يتمكن المهاجريون من نصب الخيام، ما يضطرهم للنوم في الشارع أغلب الأحيان.