عندما يحوّل نجوم الكرة أحلام الأطفال إلى حقيقة
٢٦ فبراير ٢٠١٦لم يكن الطفل الأفغاني مرتضى الذي يعيش في قرية نائية في أفغانستان يتوقع أن يحمل في يوم ما قميصا موقعا من طرف نجمه المفضل ليونيل ميسي، فأقصى ما كان يحلم به هذا الطفل البالغ من العمر 5 أعوام هو أن يرتدي قميصا عاديا لميسي كتلك الأقمصة المتداولة بأسعار عادية في الأسواق. بيد أن فقر والديه لم يسمح له بذلك مما جعله يختار طريقة ملفتة لصناعة قميص لميسي من البلاستيك، حيث عمد إلى قص كيس بلاستيكي يحمل اللونين الأبيض والأزرق (وهو لون المنتخب الأرجنتيني) وصنع منه قميصا كتب عليه رقم واسم ميسي.
وأحدثت صور الطفل الأفغاني مرتضى بالقميص البلاستيكي ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي وصل صداها إلى النجم الأرجنتيني الذي عبر عن أمله في لقاء الطفل مرتضى وهو ما أكده أيضا والد ميسي، خورخي، لوكالة الأنباء الفرنسية عندما قال إن نجله على علم بهذه الصور التي أحدثت ضجة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ويريد القيام "بشيء ما" من أجل هذا المشجع الصغير. وبعد ذلك أعلن الاتحاد الأفغاني لكرة القدم أن أفضل لاعب في العالم مصمم على لقاء مرتضى في أقرب وقت ممكن دون أن يحدد مكان وموعد هذا اللقاء.
وإلى أن يتم ذلك، تحقق بدايةً الحلم الأول للطفل الأفغاني حيث حصل قبل يومين على قميصين برقم ميسي أحدهما لمنتخب الأرجنتين والثاني للفريق الكتالوني، موقعان من ميسي ويتضمنان رسالة خاصة مكتوب عليها "بكل الحب ، ليو".
وأشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، الخميس 25 فبراير/ شباط 2016، إلى أن ميسي أرسل للطفل أيضا كرة قدم حتى يتمكن من ممارسة هوايته المفضلة. ونشرت يونيسيف، عبر حسابها الأفغاني على موقع تويتر، صورة مرتضى مرتديا قميص ميسي.
قصص مماثلة لكريستيانو رونالدو
قصة الطفل مرتضى مع ليونيل ميسي ليست الوحيدة التي يتحول فيه حلم طفل كان يعتبر أقرب إلى الخيال إلى حقيقة، بل إن غريم ميسي ومنافسه كريستيانو رونالدو كانت له أيضا تجارب إنسانية من هذا القبيل، حيث حقق نجم ريال مدريد الإسباني والمنتخب البرتغالي حلم الطفل اللبناني حيدر مصطفى الذي فقد والديه في التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف نهاية العام الماضي منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت وأسفر عن مقتل 44 شخصاً.
والتقى رونالدو بالطفل البالغ من العمر ثلاثة أعوام. وشوهد كريستيانو في صورة نُشرت على موقع ريال مدريد وهو يعانق الطفل حيدر الذي استقبله أيضاً رئيس ريال فلورنتينو بيريز في صالة الاجتماعات في "سانتياغو برنابيو"، وقدم له قميص الفريق مع اسمه وعليه الرقم 7 الذي يرتديه رونالدو. كما منح حيدر فرصة متابعة مباراة ريال مدريد ضد ضيفه رايو فايكانو في الدوري الإسباني.
ويعتبر رونالدو من أكثر الشخصيات الرياضية إقبالا على الأعمال الخيرية، بحسب إحصائيات المنظمة الأمريكية المتخصصة في الأعمال الخيرية، حيث سبق له أن تبرع بمبالغ مهمة في كثير من المبادرات، ولعل أبرزها تبرعه لصالح طفل عمره 10 سنوات بمبلغ 83 ألف دولار لإجراء عملية جراحية على مستوى الدماغ.
كما تبرع الدون، في وقت سابق، بمبلغ مالي ناهز 5 ملايين يورو كدعم لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب النيبال وأودى بحياة أكثر من ألفي شخص، كما قاد حملة للتضامن مع منكوبي نيبال لجمع التبرعات وتسليمها لمؤسسة "Save The Children" الخيرية التي يرأسها، والتي تعنى بإنقاذ الأطفال.
علاوة على ذلك تبرع رونالدو، الفائز بلقب أفضل لاعب لعام 2014، بهبة مالية ضخمة لتشييد مركز طبي لعلاج السرطان بمسقط رأسه بالبرتغال، وهو المركز الذي تلقت فيه والدة رونالدو دولوريس أفيرو العلاج خلال سنة 2008 حينما كانت تعاني من مرض سرطان الثدي.
وقال الدون البرتغالي في حوار سابق مع صحيفة "ذي صن" الإنكليزية: "أتذكر دائما كلام والدي الذي كان يقول لي إنه عند مساعدة الفقراء والمحتاجين فإن الله يكافئ بالضعف، وأنا أشعر بذلك فعلا، عند قيامي بعمل خيري فإن الله يكافئني بالتألق في الملاعب".
وبالتأكيد فإن رونالدو من خلال قيادته لحملات خيرية غير ربحية في العالم يحطم أيضا الصورة النمطية التي طالما ارتبطت به، والقائلة إنه متعجرف ومتكبر ومغرور.