عندما تشارك وسائل الإعلام في نشر كذبة نيسان
١ أبريل ٢٠١٤أذاعت محطة راديو "SWR3" الألمانية اليوم الثلاثاء( الأول من أبريل/ نيسان2014) خبراً مفاده أن البرلمان الألماني قد سن ضريبة تضامنية جديدة، سيتم بموجبها اقتطاع مبلغ يورو واحد في كل شهر من رواتب المواطنين الألمان ابتداءً من شهر تموز/ يوليو القادم، وعلى مدار عام كامل، لإنهاء أعمال مشروع بناء مطار "برلين- براندنبورغ" المتعثرة. وقد أثار هذا الخبر استغراب مستمعي هذه المحطة الإذاعية، لكن سرعان ما تم التنبه إلى أن الأمر يتعلق بتقليد كذبة نيسان/ أبريل التي دأبت بعض وسائل الإعلام الألمانية والعالمية أيضاً على إحيائه مع حلول الفاتح من أبريل/ نيسان لكل عام.
ولوسائل الإعلام في كل أنحاء العالم حكايات مختلفة مع تقليد كذبة نيسان/ أبريل، لعل أشهرها المقلب الذي أعدته قناة "بي بي سي" عام 1957، بعدما قامت بعرض فيلم وثائقي عن اكتشاف "أشجار معكرونة" في سويسرا. وعرض الفيلم مشاهد من موسم "حصاد المعكرونة"، بدت فيها إحدى السيدات وهي تلقتط "خيوط المعكرونة من فوق شجيرات في إحدى الحقول". وقد صدق البعض هذه الكذبة فعلاً، مما دفعهم إلى السؤال عن كيفية الوصول إلى "شجيرات المعكرونة".
وفي عام 1962، وقبل اختراع التلفزيون الملون، بثت القناة الرسمية السويدية مقلبا شهيرا بظهور خبير تقني على الشاشة ليعلن للمشاهدين إمكانية الحصول على صورة ملونة بتغطية الشاشة بقطعة من البلاستيك، ما دفع الكثيرين إلى تطبيق النصيحة مصدقين المقلب. وفي عام 1992 ارتأت شبكة NPRالإعلامية أن تزف لمتتبعيها خبر ترشح الرئيس الأمريكي الأسبق، ريتشارد نيكسون للرئاسة مرة أخرى بعد استقالته عام 1974 إثر فضيحة سياسية. وادعت شبكة NPRأن شعار حملته هو: "أنا لم أرتكب أي خطأ، ولن أفعل ذلك مجدداً". وفي 2012، نشرت نفس الشبكة على موقعها الإلكتروني خبرا يقول أن موقع التدوينات القصيرة "تويتر" سوف يضغط عدد حروف التغريدات من 140 حرفا إلى 133، لكنها كتبت أن الأمر يتعلق بدعابة، مطالبة قراءها بـ "الهدوء واستعادة الأنفاس".
أما صحيفة "نيو ميكسيكان للعلوم" الأمريكية، فقد نشرت عام 1998 تقريرا قالت فيه إن السلطة التشريعية في ولاية ألاباما قررت تغيير قيمة الثابت الرياضي "π" من 3.14 إلى 3 لتسهيل العمليات الحسابية. وفي 2010 اتخذت "غوغل" خطوة جريئة بإعلان تغيير اسمها إلى "توبيكا" لمدة شهر، في مقابل أن تحول "توبيكا"، وهي عاصمة ولاية تكساس، اسمها طوال هذه المدة إلى اسم غوغل.
ومن بين كذبات نيسان/ أبريل التي جادت بها قرائح وسائل الإعلام في العام الماضي، إعلان إذاعة بلجيكية أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وزوجته كارلا بروني انتقلا للعيش في بلجيكا بعد شرائهما لشقة فاخرة في بروكسل لتفادي دفع الضرائب التي فرضتها الحكومة الفرنسية على الأثرياء.