عملية مقتل بن لادن تعود إلى الواجهة في ظل التوتر بين واشنطن وإسلام أباد
٢٨ يناير ٢٠١٢أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن مصير باكستاني تعاون مع القوات الأمريكية في الوصول إلى مخبأ زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن وقتله. وطالبت الولايات المتحدة باكستان بإطلاق سراح هذا الشخص حيث قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا في لقاء مع قناة (سي بي إس) الأمريكية، يذاع مساء غد الأحد، إن باكستان "لها الحق في اتخاذ ما تراه ضرورياً لمراقبته ومتابعته"، ولكن "عليها في النهاية أن تطلق سراحه".
وكانت المخابرات الباكستانية قد اعتقلت الطبيب الباكستاني شاكيل أفريدي العام الماضي بسبب تعاونه مع القوات الأمريكية لإلقاء القبض على بن لادن، حيث تظاهر بإجراء مسح تطعيمي بمنطقة أبوت أباد الباكستانية ليتاح له تقديم الحامض النووي "دي إن إيه" الخاص ببن لادن. وساهم هذا التعاون في الوصول إلى مخبأ أسامة بن لادن، ما أدى إلى مقتله في أيار/مايو من العام الماضي 2011، حيث تمكنت قوة خاصة تابعة للجيش الأمريكي من إطلاق النار عليه وقتله.
وقال بانيتا إنه "شديد القلق على ما سيقوم به الباكستانيون تجاه هذا الشخص، فهو لم يخن باكستان، وإنما كان رجلاً متعاوناً في مكافحة الإرهاب". وأشار الوزير الأمريكي إلى خطأ كبير ارتكبته السلطات الباكستانية في تعاملها حتى الآن مع هذا الشخص. كما أكد بانيتا اعتقاده بأن طرفاً ما في السلطات الباكستانية كان يعرف مكان اختباء أسامة بن لادن قبل أن تكتشفه القوات الأميركية، إلا أنه أضاف بأنه لا يملك أدلة قاطعة تثبت معرفة باكستان بمكان تواجد بن لادن.
علاقات متوترة بين واشنطن وإسلام أباد
وكانت العلاقات بين البلدين ساءت بشدة عقب عملية الكوماندوز السرية والمنفردة التي قام بها الجيش الأمريكي ضد بن لادن ما أدى إلى مقتله. وانتقد الجيش الباكستاني الولايات المتحدة آنذاك بشدة لأنها لم تبلغه بالهجوم ولانتهاكها سيادة البلاد. وما زاد الطين بلة في العلاقات الثنائية بين واشنطن وإسلام أباد هو مقتل 24 جندياً باكستانياً على يد قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في غارة جوية عن طريق الخطأ في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وكانت واشنطن قد أوقفت غارات هذه الطائرات إثر هذا الخطأ، علماً بأن الغارات بدأت في عام 2004 وكانت تستهدف مقاتلي طالبان وحلفائهم في تنظيم القاعدة ومعظمهم من المتطرفين الإسلاميين الأجانب.
من ناحيته أشار رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني اليوم إلى وجود "نقص في الثقة" بين بلاده والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك على خلفية استئنافها غارات الطائرات بدون طيار في مناطق قبلية في شمال غرب باكستان. وقال جيلاني للصحافيين في منتدى دافوس الاقتصادي إن غارات "الطائرات بدون طيار غير فعالة وتأتي بنتائج عكسية. هناك بعض الناشطين المعزولين المنظمين جيداً والمتحدرين من القبائل المحلية والغارات التي تشنها تلك الطائرات تثير تعاطفاً معهم." وتابع رئيس الوزراء الباكستاني "أننا لم نسمح أبداً بهجمات الطائرات بدون طيار ونقول دائما إنها غير مقبولة وغير شرعية وغير مفيدة وتزيد من صعوبة عمل المسؤولين السياسيين والعسكريين". وطالب جيلاني الولايات المتحدة بضمانات لعدم تكرار ما حدث في قتل أسامة بن لادن، مشدداً على أن من مصلحة البلدين التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
(ن.ص. / د.ب.ا / ا. ف. ب)
مراجعة: يوسف بوفيجلين