على أرض محايدة .. قمة "الخطوط الحمراء" بين بايدن وبوتين
١٦ يونيو ٢٠٢١تصافح الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء (16 حزيران/يونيو 2021) في جنيف قبل قمة تجمعهما. وبعد تصريحات ترحيب من الرئيس السويسري جاي بارملين دخل الرئيسان الفيلا التي من المقرر أن تستضيف القمة والتي ظهرت عند مدخلها الأعلام الأمريكية والسويسرية والروسية.
معتمداً على الدعم القوي لحلفاء الولايات المتحدة، يجتمع بايدن بنظيره الروسي بوتين، في قمة في جنيف تهدف إلى تخفيف حدة الخلافات بين واشنطن وموسكو، ومحاولة إيجاد أرضيات تفاهم.
وتبنى الرئيس الأمريكي السادس والأربعون لهجة حازمة في الأيام الأخيرة حيال رجل الكرملين القوي لإبراز التناقض بشكل أفضل مع تقلبات سلفه الجمهوري دونالد ترامب وغموضه. ووعد جو بايدن بإخبار فلاديمير بوتين ما هي "خطوطه الحمراء"، إذ قال الاثنين في ختام قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل: "نحن لا نسعى إلى نزاع مع روسيا، لكننا سنرد إذا واصلت روسيا أنشطتها".
وبعد نحو خمسة أشهر على توليه السلطة، يخوض جو بايدن مجازفة. فقد شدد البيت الأبيض مراراً على أنه لا ينبغي توقع اختراق مذهل. لكن الرئيس البالغ من العمر 78 عاماً يدرك أن لديه الفرصة لتلميع صورته كمفاوض جيد في جنيف.
وكانت المدينة استضافت أول لقاء مباشر بين رونالد ريغان وميخائيل غورباتشوف عام 1985، الذي شهد بداية ذوبان الجليد في الحرب الباردة.
ورداً على سؤال عند وصوله إلى جنيف أمس الثلاثاء عن شعوره قبل القمة التي سيتابعها العالم بدقة، قال بايدن: "أنا مستعد دائماً".
ويمكن أن يعتمد الرئيس الروسي، الذي يُتوقع وصوله إلى جنيف ظهراً، على خبرته الطويلة. فقد شهد عهود أربعة رؤساء أمريكيين آخرين منذ وصوله إلى السلطة في نهاية 1999. ويتفق خبراء على أنه قد حقق بالفعل أكثر مما أراده، وهو عقد القمة كدليل على أهمية روسيا على الساحة العالمية. وفي مقابلة مع قناة "إن بي سي" الأمريكية، قال بوتين إنه يأمل أن يكون الرئيس الديمقراطي أقل انفعالاً من سلفه الجمهوري. لكنه انتهز الفرصة أيضاً ليؤكد على أن دونالد ترامب رجل "موهوب".
قضايا خلافية كثيرة
ويلتقي الزعيمان في فيلا لا غرانج، المبنى الذي يعود إلى القرن الثامن عشر ويقع في قلب المدينة مع متنزه بإطلالة خلابة على بحيرة جنيف. ويتوقع أن تستمر المحادثات ما بين أربع وخمس ساعات.
وحسب البرنامج، سيُعقد لقاء مصغر يجمع الرئيسين الأمريكي والروسي ووزيري الخارجية أنتوني بلينكن وسيرغي لافروف، ثم جلسة عمل موسعة.
هذا وتبدو النقطة الوحيدة التي يتفق عليها البيت الأبيض والكرملين هي أن العلاقات بين البلدين في أدنى مستوياتها. وغير ذلك، فإن القضايا الخلافية كثيرة ويبدو أن المناقشات ستكون شاقة وحادة، خصوصاً بشأن أوكرانيا وبيلاروس.
كما أن واحدة من أكثر القضايا حساسية هي المعلومات المضللة عبر الإنترنت والهجمات الإلكترونية. وبمعزل عن محاولة التدخل في انتخابات 2016 لمصلحة دونالد ترامب، أزعجت الهجمات الإلكترونية الهائلة واشنطن مؤخراً. ونُسب العديد من هذه الهجمات، التي استهدفت بنى تحتية أمريكية، إلى موسكو أو إلى مجموعات من القراصنة المتمركزين في روسيا. لكن روسيا تنفي هذه الاتهامات، وتتهم بدورها واشنطن بالتدخل في شؤونها عبر دعم المعارضة أو تمويل منظمات ووسائل إعلام تنتقد الكرملين. وقال الرئيس الروسي هذا الأسبوع: "اتُهمنا بكل أنواع الأمور"، ولكن "لم يكلفوا أنفسهم مرة واحدة عناء تقديم أي دليل".
ي.أ/ خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)