علماء يؤكدون: من يشتم يكون أكثر جاذبية وذكاء
١٦ ديسمبر ٢٠١٥يعتبر السباب والشتم في أي لغة أمراً درامياً، بسبب حدوثه في موقف أو كرد على حدث معين يتطلب قدراً كبيراً من الصراحة والجرأة والوقاحة، أحياناً. لذلك يعتبره بعض علماء الاجتماع واللغة أحد أكثر وسائل التواصل نجاعة و"جمالاً".
ويعلل هؤلاء العلماء ذلك بأننا حين نلعن أو نشتم، فإننا نعبر عما يجول في خواطرنا بكل صراحة ودون خوف من العواقب المترتبة على هذه الصراحة. ومع أن الشتائم والسباب تكون قاسية وأحياناً غير مبررة، إلا أن الرسالة التي ترسلها واضحة لا لبس فيها.
هذا ووجد الباحثون في جامعة كيل البريطانية، خلال دراسة دامت لسنوات للعلاقة بين إطلاق الشتائم والتصرفات العقلية، وأوردها موقع "إليت دايلي" الإلكتروني، أن السباب عادة ما يترافق مع التوجه الغاضب والعواطف الحادة تجاه موضوع ما، ويتم استخدامه كنوع من أنواع التكيف مع هذه المواضيع والمواقف.
وقال أحد الباحثين، الدكتور ريتشارد ستيفينس، لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن الإنسان "يميل إلى استخدام كلمات محظورة في المواقف المحملة عاطفياً. نحن نتعلم معاني هذه الكلمات أثناء نمونا ونقوم باستخدامها عندما نريد أن نحس بأننا أقوى".
بالإضافة إلى ذلك، فقد أشار استطلاع للرأي بين الشباب والشابات إلى أن من يستخدمون السباب والشتائم أكثر جاذبية من غيرهم، ويُنظر إليهم على أنهم أكثر جرأة ويحظون باهتمام أكبر. لكن ذلك ينطبق على من يسبون بـ"اعتدال"، حسب الاستطلاع.
ويعلل باحثو جامعة كيل ذلك بأن الشتائم طريقة للتنفيس عن الإحباط والتعبير عما يجول في الخواطر، وهو أمر أكثر صحة للحالة النفسية ممن يكتمون غضبهم وقلقهم وإحباطهم. هذا التنفيس عن الغضب والإحباط والتغير في الحالة النفسية إلى الأفضل يمكن قراءته بوضوح في قسمات الشخص، وبالتالي تزيد جاذبيته للآخرين، بحسب الباحثين.
لكن العلماء يقولون إن الشتائم ليست بالضرورة علنية، بل يمكن للشخص أن يشتم ويسب في مكان منزوٍ بعيد عن الآخرين، كوسيلة للتنفيس والتعبير عن الإحباط والغضب، وفي هذا تكون الفائدة الأعظم للسابّ وللمحيطين به.
ي.أ/ف.ي