هل تنتهي زراعة الثدي بالسرطان؟
٢٣ مارس ٢٠١٥عاد الجدل يتجدد حول عمليات زراعة الثدي، وذلك بعد ظهور مرض سرطاني نادر، ربط العلماء بينه وبين عمليات تكبير الثدي بالسيليكون، الأمر الذي أثار حالة من الجدل في فرنسا تحديدا وفتح المجال أمام تكهنات حول إمكانية فرض حظر على هذا النوع من العمليات.
وارتفعت معدلات زراعة الثدي بشكل كبير خلال السنوات الماضية، إذ تحتل هذه العمليات المركز الأول في قائمة عمليات التجميل التي تتم على مستوى العالم. ووفقا للإحصائيات فإن نحو 300 ألف امرأة في الولايات المتحدة تجري سنويا جراحة تجميلية لتكبير الثدي.
وفي الوقت نفسه تزيد عمليات الزراعة الناتجة عن بتر الثدي بسبب الإصابة بالسرطان، إذ ارتفع هذا النوع من العمليات في الولايات المتحدة وحدها بنسبة 21% في الفترة بين عامي 2000 و 2013.
من جهته رفض ارنست ماغنوس نواه، رئيس الرابطة الألمانية لجراحي التجميل في ألمانيا، الربط بين الإصابة بهذا السرطان المعروف بـ"إيه إل سي إل" وعمليات تكبير الثدي، وقال في تصريحات لـDW: "أرى أن فكرة منع عمليات تكبير الثدي بالسيليكون هي هراء محض، لاسيما وأن أسباب الربط بين الأمرين لم يتم بحثها بالقدر الكافي".
ولم ينجح العلماء حتى الآن في معرفة الأسباب الدقيقة لظهور هذا النوع من السرطان، لكن الملاحظ أنه يظهر لدى النساء اللواتي خضعن مؤخرا لعمليات تكبير الثدي، وهو أمر يرجح الطبيب الألماني نواه أنه يرجع إلى نظرية تقول إن البكتيريا تتجمع حول مكان الجراحة بعد إجرائها، وقد يكون ظهور الأورام في هذا المكان نتيجة لرد فعل من هذه البكتيريا. وإذا صحت هذه النظرية فإن الحل سيكون من خلال إعطاء جرعات من المضادات الحيوية قبل وبعد الجراحة.
ثمة طريقة أخرى لزراعة الثدي سواء لأهداف تجميلية أو نتيجة لبتر الثدي بسبب الإصابة بالسرطان، تتمثل في استخدام أنسجة من الجسم نفسه في الزراعة سواء من البطن أو الظهر وبالتالي يمكن تفادي رد الفعل الناتج عن زرع جسم غريب، لكن المشكلة في هذه الطريقة، كما يوضح الطبيب نواه، تتمثل في أن تعقيد هذه الجراحة التي تستغرق نحو عشر ساعات ما يجعلها غير ملائمة، خاصة للنساء الخاضعات لعلاج كيميائي من السرطان وعمليات بتر للثدي، في حين لا تستغرق عمليات الزرع بالسيليكون أكثر من ساعة ونصف فقط.
ا.ف/ف.ي (DW)