لن تتمكن نرجس محمدي من استلام الجائزة بنفسها، لأنها معتقلة منذ عام 2021 في سجن إيفين سيئ الصيت في طهران. سُجنت 16 مرة على خلفية احتجاجاتها ضد الأنظمة الديكتاتورية وانتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، وقد عانت بنفسها من الاضطهاد الجنسي والعنف، وتعرضت لسوء المعاملة على يد مسؤولي النظام، ونجت من "التعذيب الأبيض" في الحبس الانفرادي، وما روته عنه كان صادماً، حيث يتم حبس السجناء في زنزانات مضاءة بشكل دائم، مساحتها مترين على ثلاثة أمتار، وغالبًا ما لا يدخلها ضوء النهار، وعندما يصبحون إثر ذلك مدمرين نفسياً، يجبرون على الإدلاء باعترافات كاذبة، الأمر الذي يؤدي إلى تهديدهم بالإعدام. يعاني النزلاء من فقدان تام للسيطرة، حيث يفقدون الشعور بأجسامهم وبالزمان والمكان أيضاً. "التعذيب الأبيض" لا يترك أي ندوب خارجية، ومع ذلك، يموت من يتعرضون له بسبب الانهيار النفسي أو الانتحار بعد إطلاق سراحهم، لأنهم لا يعودوا قادرين على تحمل العواقب. منح جائزة نوبل للسلام لمحمدي تكريم لجميع الإيرانيين الذين خرجوا إلى الشوارع ضد النظام تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية”. الفيلم الوثائقي "عصية على الكسر - نضالي من أجل الحرية في إيران" من إعداد كاتيا دايس ونرجس محمدي ليس مجرد بورتريه للناشطة الإيرانية في مجال حقوق الإنسان، بل أيضًا صرخة من السجن. الفيلم يعتمد على الرسائل التي تمكنت نرجس محمدي من تهريبها سرا إلى خارج السجن. لكنها انتجت فيلمًا وثائقيًا بنفسها أيضاً أثناء وجودها خارج السجن، قبل أن تعاد إليه مجدداً. في هذا الفيلم الذي انتجته مؤسسة هيسيشر روندفونك بالتعاون مع دويتشه فيله وجيرمان دريم، يتحدث ضحايا التعذيب على شاشة التلفزيون الألماني للمرة الأولى، كما يتحدث أيضاً رفاق نرجس محمدي وأفراد من عائلتها الذين يعيشون في المنفى.