عشرات الجرحى في أعمال عنف بمرسيليا
١٢ يونيو ٢٠١٦أُصيب أكثر من 30 شخصاً على الأقل، أربعة منهم حالتهم خطيرة، في أعمال عنف نشبت بين مشجعين قبيل مباراة انجلترا وروسيا وبعدها مساء السبت في إطار بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) بمدينة مرسيليا الساحلية بجنوب فرنسا، وفقاً لما ذكرته السلطات.
وتجددت أعمال العنف بين المشجعين بعد نهاية المباراة التي جمعت الفريقين وانتهت بالتعادل بهدف واحد لكل منهما. فبعد إحراز روسيا لهدف التعادل حاول مشجعون روس مهاجمة مكان مخصص لمشجعي انجلترا، ورمى بعضهم شعلات نارية.
وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إن مشجعاً انجليزياً لا يزال في حالة حرجة، فيما احتجزت الشرطة، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لليوم الثالث على التوالي، ستة أشخاص. وقال قائد الشرطة لوران نونيز للتلفزيون الفرنسي إن ثلاثة من رجال الشرطة أصيبوا بجروح طفيفة في الاشتباكات.
وأدان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) أعمال العنف بين المشجعين. وقال الاتحاد في بيان: "الاتحاد الأوروبي يدين بشدة هذه الحوادث في مرسيليا. هؤلاء الأشخاص الذين يتورطون في مثل هذه الأعمال العنيفة لا مكان لهم في كرة القدم". وأصدر اتحاد كرة القدم الانجليزي بياناً يدعو فيه المشجعين الانجليز إلى "التصرف بطريقة تتسم بالاحترام"، وقال إنه يشعر "بخيبة أمل بسبب مشاهد الفوضى في مرسيليا".
وعرض التلفزيون الفرنسي ومواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر مشجعين يهاجمون بعضهم البعض بمقاعد وعصي حديدية. وذكرت تقارير إعلامية أن المشجعين الانجليز والروس وكذلك الفرنسيين المحليين تورطوا في الاشتباكات. يذكر أن المشجعين الإنجليز سبق وأن تورطوا في اشتباكات عنيفة في مرسيليا أثناء مباريات كأس العالم 1998.
روسيا قد تتعرض لعقوبات بسبب تصرفات مشجعيها
ومن جهتها نقلت وكالة أر-سبورت الروسية للأنباء عن وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو قوله اليوم الأحد إن الاتحاد الروسي لكرة القدم ربما يعاقب بغرامة مالية من جانب الاتحاد الأوروبي للعبة الشعبية بسبب تصرف المشجعين الروس خلال الاشتباكات التي وقعت قبل مباراة فيبطولة أوروبا 2016 لكرة القدم في مدينة مرسيليا الفرنسية.
وقال موتكو "حسبما فهمت فإن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سيفرض علينا غرامة مالية. لقد تصرف جمهورنا بصورة غير لائقة." وأكد الوزير الروسي أن السلطات الروسية ستحقق في الأحداث التي وقعت قبل مباراة المنتخب الروسي ونظيره الانجليزي في مرسيليا أمس السبت.
استياء أوروبي
وعبرت الصحف الفرنسية والبريطانية في عناوينها الرئيسية الأحد عن استيائها وقلقها غداة أعمال العنف التي وقعت على هامش المباراة بين انجلترا وروسيا. وكانت مواجهات قد جرت في مرسيليا على هامش المباراة، أسفرت عن سقوط 35 جريحاً بينهم مشجع انجليزي في حالة حرجة.
واندلعت أعمال العنف بعد ظهر السبت بالقرب من المرفأ القديم للمدينة الواقعة في جنوب شرق فرنسا بين مشجعين معظمهم من البريطانيين وكذلك من الفرنسيين والروس واستمرت حتى وقت متأخر من ليل السبت.
وعنونت صحيفة "ليكيب" الرياضية "العار"، وتحدثت عن "حرب شوارع" في المدينة التي أدت فيها المواجهات إلى سقوط 35 جريحاً بين مشجع انكليزي في حالة حرجة حالياً. وأضافت الصحيفة الرياضية الفرنسية الرئيسية أن "الخوف بات يهيمن على كأس أوروبا لكرة القدم".
أما صحيفة "لوباريزيان/اوجوردوي" ان فرانس فعنونت "فرنسا في مواجهة مثيري الشغب" بعد "أعمال العنف الغريبة" التي عرضت على شاشات التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي. القلق نفسه عبرت عنه صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" التي قالت: "مثيرو الشغب يفرضون أنفسهم في كأس أوروبا لكرة القدم".
وعادت الذكريات السيئة المرتبطة بمثيري الشغب إلى الصحف البريطانية أيضاً. فقد عنونت صحيفة "ميل اون صنداي" على صفحتها الأولى "عودة إلى السنوات السوداء". وعبرت صحيفة "صنداي تلغراف" ايضاً عن شعورها "بالعار" وحملت بعنف على "المشجعين الذين يثيرون أعمال الشغب".
وفي أوج الاحتفالات بعيد الميلاد التسعين لملكة بريطانيا اليزابيث الثانية، عدلت صحيفة "صنداي ميرور" الأحد عبارة "بالفرح والمجد" التي ترد في النشيد الوطني البريطاني لتعنون "بالفرح.. والعار"، مدينة بذلك الموقف "المشين" لمشجعي الفريق الانجليزي.
وتتواصل مباريات كأس أوروبا الأحد في باريس بمباراة بين تركيا وكرواتيا يمكن أن تشهد أعمال شغب أيضاً.
ع.غ/ م.س (آ ف ب، د ب أ، DW)