طهران تشدد ضغوطها على المدونين في البلاد
١٣ ديسمبر ٢٠١٤تتمنى الطفلة روجان عربي البالغة من العمر خمسة أعوام أن يأتي والدها ليأخذها من الروضة إلى البيت بعد انتهاء الوقت، لكن تمنيات الطفلة لا يمكن أن تتحقق لأن والدها سهيل عربي معتقل حاليا في سجن أفين الشهير في طهران. سهيل محكوم عليه بالإعدام بتهمة الإساءة إلى النبي محمد على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وهي جريمة يعاقب عليها القانون في الجمهورية الإسلامية في إيران بالإعدام.
وكان الموضوع المسيء إلى النبي، وفق وجهة نظر السلطات، قد نشر في مدونات وعلى ثمانية حسابات مختلفة في موقع الفيسبوك. فيما تظهر السلطات الإيرانية نفسها بأنها متأكدة من أن جميع تلك الحسابات تابعة للمتهم سهيل عربي. إلا أن زوجته ناستران نعيمي تنكر وبشدة ذلك وتحاول منذ فترة تعبئة الرأي العام لصالح قضية زوجها المهدد بالموت عبر المواقع الاجتماعية فيسبوك وغيرها. في هذا السياق تقول الزوجة ناستران إن زوجها لم يكتب أبدا بنفسه تلك المقاطع التي تشكل إساءة للرسول محمد، مشيرة في نفس الوقت إلى أنه نسخ فقط ما جاء في صفحات إلكترونية أخرى لنشره في موقعه على حساب الفيسبوك أيضا
وكان رجال من أعضاءحرس الثورة الإسلامية قد قاموا في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2013 باعتقال الزوجين في منزلهما في طهران. وبينما تم الإفراج عن الزوجة بعد ساعات قليلة من الاعتقال، تم نقل سهيل عربي إلى سجن أفين للزج به في قسم تابع لحرس الثورة. ويقال إن عربي اعترف هناك بصحة التهم الموجهة ضده.
ملاحقة مستخدمي المواقع الاجتماعية
وحكمت محكمة ثورية في طهران في مستهل أيلول/سبتمبر الماضي على سهيل عربي بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وذلك بتهمة "الدعاية ضد النظام" و"إهانة الزعيم الديني". وبعد لجوء عربي إلى الطعن في هذا الحكم حكمت المحكمة الجنائية في طهران عليه بالإعدام بتهمة "إهانة نبي الإسلام". والمحكمة العليا الإيرانية اعتبرت حكم محكمة الاستئناف شرعيا.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم في إيران خلال الأشهر الاثني عشر الماضية اعتقال عدد كبير من ناشطي الشبكة العنكبوتية. كما حكم في تموز/يوليو الماضي وحده على ثمانية ناشطين بالسجن لمدد تتراوح ما بين ثمانية و21 عاما. إلى ذلك تم في أيلول/سبتمبر الماضي اعتقال 11 شخصا بتهمة استخدام شبكة الانترنت لنشر نكات سياسية حول الزعيم الروحي للثورة الإسلامية الراحل آية الله الخميني
وبات واضحا قبل أيام قليلة أن طهران لا تريد فقط تصفية المدونات غير المرغوب فيها على شبكة الإنترنيت، وإنما أيضا التعرف على جميع مستخدمي الشبكة الإلكترونية، ابتداء من عملية دخولهم إليها. "من يريد استخدام الإنترنيت في المستقبل، سيتم التعرف عليه. وسنعرف هوية كل مستخدم للشبكة"، كما أكد وزير الاتصالات محمود واعظي.
قلق شديد
يثير مصير سهيل عربي قلقا شديدا لدي أرش أبادبور الذي انضم عام 2012 إلى لجنة التحكيم لمسابقة البوبز العالمية للمدونات التي ينظمها سنويا مؤسسة DWالألمانية. "سهيل عربي ناشط في فيسبوك مثل إيرانيين شباب آخرين كثيرين. ويشكل الحكم عليه بالإعدام تحذيرا موجها إليهم. ويوضح هذا التحذير أن الدولة الإيرانية مصممة كل التصميم على فرض أشد العقوبات على كل معارض لها"، كما يقول أبادبور.
وبموجب ما أكد عليه أحمد شهيد مقرر حقوق الإنسان في إيران، فإنه تم في الفترة ما بين حزيران/يونيو عام 2013 وتموز/يوليو عام 2014 إعدام أكثر من 850 شخصا، بينهم ثمانية على الأقل في سن غير قانوني، بينما تم في عام 2012 ، وفق معلومات من منظمة العفو الدولية، إعدام 269 شخصا، أي أن عدد الذين تم تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهم تزايد في السنة الأولى من ولاية الرئيس الجديد حسن روحاني بثلاثة أضعاف.