طلاب يساعدون اللاجئين السوريين في المدارس
٢٩ يوليو ٢٠١٤تنحدر هيفا داود من بلدة الحسكة شمال شرق سوريا. عام 2011 هربت مع أفراد أسرتها من الحرب الأهلية المستمرة في بلدها باتجاه تركيا ثم إلى ألمانيا عن طريق بلغاريا واليونان. الآن تقيم الشابة الكردية البالغة من العمر 16 عاما في مدينة هاله الألمانية بولاية ساكسونيا أنهالت، وهناك أُتيحت لها فرصة الاستفادة من التعليم المدرسي.
رنا حميدة البالغة من العمر 15 عاما هربت هي أيضا مع أفراد أسرتها من مدينة حلب إلى ألمانيا. وتتلقى تعليما مدرسيا هناك. عدم توفر فرص التعليم في سوريا بسبب الحرب الأهلية تدفع بعدد كبير من المواطنين لمغادرة البلد. " تفتح مدارسنا أبوابها إلا نادرا. ولذلك لايمكننا الذهاب اليها بانتظام"، كما تقول رنا. وتستدرك أنها "جاءت إلى ألمانيا أيضا بهدف إكمال تدريبها".
هناك حاجة إلى أقسام للتلاميذ الأجانب
رغم أن هيفا ورنا في سن تلاميذ المستوى التاسع أو العاشر، إلا أن معرفتهما المحدودة باللغة الألمانية غير كافية ولا تسمح لهما بمتابعة الدروس. قد يكون ألأمر أسهل بالنسبة لهما، لو كانتا تنتميان للأقسام الخاصة فقط بالتلاميذ الأجانب من بلدان مختلفة، حيث يتم التركيز في تلك الجموعات على تعلم اللغة الألمانية. غير أن عدد تلك الأقسام في ولاية هالة قليل وغير كاف لاستقبال الأعداد الكثيرة من التلاميذ الأجانب. وهذا ما يدفع بالمسؤولين لدمج أولائك التلاميذ وتوزيعهم على الأقسام العادية التي تشمل تلاميذ يتقنون اللغة بشكل جيد، علما أن التلاميذ الأجانب الجدد يجدون صعوبات كبيرة في متابعة الدروس باللغة الألمانية التي لا يفهمونها.
المدرس أوفه بوغه يدرس في إحدى المدارس العادية عددا من الأطفال والشباب السوريين. وعندما لاحظ المدرس أن التلاميذ السوريين الجدد لا يستطيعون متابعة الدروس بسبب النقص اللغوي الكبير، فإنه أخذ على عاتقه تقديم دروس إضافية لهم بهدف تحسين مستواهم، إلا أنه وجد في ذلك صعوبات كبيرة، حيث إنه لايعرف اللغة العربية لشرح بعض المفاهيم.
مبادرة لإيجاد حل مؤقت
لذلك توجه أوفه بوغه الى معهد اللغة الألمانية ومعهد الاستشراق التابعين لجامعة هاله وتمكن من استقطاب مجوعة من الطلاب الذين يدرسون اللغة العربية أو يتخصصون في تعليم الألمانية لغير الناطقين بها، وذلك بهدف تقديم دروس إضافية للأطفال والشباب السوريين. ويؤكد المدرس أوفه بوغه بأن ذلك يتم بشكل مؤقت ويعود بالإيجابية على المسار التعليمي للتلاميذ السوريين في مدرسته، حيث يبلغ عددهم في هذه الأثناء 18 تلميذا.
الطالبة سارا مولر من طلاب الجامعة الذين رحبوا بفكرة بمساعدة التلاميذ السوريين، تعلمت دروس اللغة العربية في الجامعة بشكل نظري. والآن يمكن لها أن تطبق بعضا من معلوماتها اللغوية من خلال مساعدة هؤلاء التلاميذ وتقول: "تدريس التلاميذ السوريين اللغة الألمانية يساهم بشكل جيد في تطبيق معرفتي النظرية باللغة العربية".
لا يمكن الاعتماد دائما على الحلول المؤقتة
الطالب في الدراسات الشرقية بيورن بنتلاغه من جامعة هاله يؤكد هو الآخر على ضرورة تقديم دعم للتلاميذ مشيرا أيضا إلى إمكانية استفادة الطلاب من تلك المهمة عند تطبيقاتهم الدراسية. ورغم ذلك، فإنه يعتقد أنه لا يمكن للطلاب أن يحلوا محل مدرسين وخبراء تربويين على الدوام ويقول: "منذ البداية كان من المقرر أن تكون هذه المبادرة عبارة عن حل مؤقت. إن ذلك لا يمكن أن يعوض بالكامل ما يتلقاء التلاميذ من معلومات لغوية في الأقسام المخصصة للأجانب".
والمهم بالنسبة للتلميذة رنا حميدة، هو الشعور بوجود تقدم في مسارها اللغوي حتى تستطيع الحصول على الشهادة الثانوية في ألمانيا، لأنها تحلم بالعودة إلى سوريا ودراسة الهندسة هناك.