ضغوط متزايدة على تركيا لوقف هجومها..وأخرى على أكراد سوريا
١٣ أكتوبر ٢٠١٩يبدو أن الضغوط المتزايدة على تركيا من أجل وقف هجومها المتواصل على شمال سوريا، لا تستثني الجانب الكردي. فقد نفى مسؤول حكومي محلي سوري وجود أي نية للتفاوض مع المسلحين الأكراد. ونقلت صحيفة "الوطن" السورية اليوم الأحد 13 أكتوبر/تشرين الأول عن محافظ الحسكة جايز الحمود الموسى القول :"لا تفاوض ولا لقاءات مع الميليشيات الانفصالية التي استقدمت العدوان"، مضيفاً:"لن يكون هناك لقاءات ولا تفاوض معهم، لأنهم هم من أتوا بالاحتلال الأمريكي وهم من استدرجوا العدوان التركي على الأراضي السورية".
وقال الموسى إن ضربات العدوان التركي تركز على المناطق العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي اتهمها بنصب منصات هاون في المناطق المدنية "لاستجلاب العدوان التركي على الأهالي، وحماية نفسها".
وكانت الخارجية السورية أعلنت في وقت سابق استعداد البلاد "لاحتضان أبنائها الضالين"، محملة "بعض التنظيمات الكردية مسؤولية ما يحصل نتيجة ارتهانها للمشروع الأمريكي".
وبحسب المسؤول السوري المحلي فقد بلغ عدد العائلات التي نزحت نتيجة الهجوم التركي 21 ألفا و400 عائلة، حيث وجرى استقبال نحو 1500 عائلة في مراكز الإيواء التي بلغ عددها 13 مركزاً.
تركيا: لاتفاوض مع الإرهابيين
ومن جهته أعلن وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو رفض بلاده عرضاً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للوساطة بين أنقرة ووحدات حماية الشعب الكردية لوقف التوغل التركي في سورية.
وقال تشاووش أوغلو، في مقابلة حصرية مع DW، رداً على سؤال حول موقف أنقرة من أي وساطة مع الأكراد :"لا وساطة ولا تفاوض مع إرهابيين"، في إشارة لوحدات حماية الشعب الكردية. وطالب الوزير التركي المقاتلين الأكراد بإلقاء سلاحهم، قائلاً :"الشيء الوحيد الذي يمكن القيام به هو أن يلقي هؤلاء الإرهابيون السلاح.. لقد جربنا في السابق الحل السياسي في تركيا ورأينا ما حدث".
ورداً على سؤال يتعلق بالتهديدات الأمريكية بفرض عقوبات اقتصادية على أنقرة لإطلاق العملية العسكرية، قال تشاووش أوغلو :"قبل كل شيء رأينا سابقاً أنه لا يمكن التوصل إلى نتيجة عبر فرض العقوبات ... لو كنا نخشى العقوبات الاقتصادية لما أطلقنا هذه العملية".
ترامب يبرر "تخليه" عن الأكراد
بدوره، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يأمل أن "يتراجع" الأكراد في سوريا عن الحدود التركية السورية، في الوقت الذي تقوم فيه تركيا بشن هجوم على المنطقة.
وقال ترامب في إشارة إلى تركيا والأكراد خلال كلمة ألقاها في واشنطن إنه "من الصعب للغاية أن تتغلب قوة لا تمتلك طائرات على قوة تمتلك طائرات"، وأضاف متحدثاً عن الأكراد: "آمل أن يفعلوا ذلك (أي يتراجعوا)".
وقال ترامب إن على الأكراد السوريين أن يقاتلوا بمفردهم، وأوضح: "لا تنسى أنهم يقاتلون من أجل أرضهم. لم يساعدوننا في القتال من أجل أرضنا. هم يقاتلون من أجل أرضهم وهذا أمر جيد لكننا ساعدناهم"، وتابع: "قتلنا داعش وهزمناهم، وقمنا بعملنا، وعلينا العودة إلى الوطن".
ودافع ترامب عن قراره بسحب القوات الأمريكية من الحدود السورية مع تركيا. وقال في إشارة إلى الحدود الأمريكية مع المكسيك: "لا أعتقد أن جنودنا يجب أن يكونوا هناك خلال الخمسين عاما القادمة لحماية الحدود بين تركيا وسورية في الوقت الذي لا نستطيع فيه حماية حدودنا في الوطن".
وبعد مكالمة هاتفية بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأحد الماضي غير ترامب سياسته فجأة وأمر بسحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا والتي كانت تقاتل مع وحدات حماية الشعب الكردية ضد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي.
وتحالفت الولايات المتحدة مع الأكراد السوريين منذ عام 2014 في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وعملوا معًا على هزيمة التنظيم الإرهابي. وفقدت قوات التحالق التي قادها الأكراد حوالي 10 آلاف شخص في الحرب. وتركيا لديها صراع طويل الأمد مع الأقلية الكردية في الداخل.
مزيد من الدول توقف تصدير السلاح لتركيا
على جانب آخر، أعلن وزيرا خارجية ودفاع فرنسا أن بلادهما علقت صادراتها من الأسلحة إلى تركيا على ضوء هجوم أنقرة على شمالي سورية.
وقال الوزيران في بيان مشترك السبت 12 اكتوبر/تشرين الأول إن الحكومة في باريس قررت تعليق جميع الخطط لتصدير الأسلحة إلى تركيا التي يمكن أن تستخدم في الهجوم.
وكان وزير الخارجية الألماني هيكو ماس قد أعلن في وقت سابق أن برلين لن توافق على تصدير أسلحة يمكن أن تستخدم في الهجوم العسكري التركي في شمال شرق سوريا.
وفي تصريحات لصحيفة "بيلد آم زونتاغ" الألمانية، قال ماس: "على خلفية الهجوم العسكري التركي في شمال شرق سورية، لن تمنح الحكومة الاتحادية تصاريح جديدة لكل معدات التسليح التي يمكن أن تستخدمها تركيا في سوريا"، كما أعلنت هولندا أنه سيتم تعليق كافة طلبات الحصول على تراخيص تصدير المعدات العسكرية إلى تركيا، وهو القرار الذي سبقتها إليه كل من فنلندا والنرويج.
وانتقد الحلفاء الغربيون العملية التركية داخل سورية، التي بدأت يوم الأربعاء الماضي، قائلين إنها تخاطر بإثارة أزمة إنسانية حادة وكذلك بإعادة إحياء تنظيم داعش المتطرف في المنطقة.
ع.ح./م.س. (د ب أ، أ ف ب، رويترز)