ضغوط أوروبية ودولية على النظام السوري بعد "مجزرة" الحولة
٢٧ مايو ٢٠١٢من جانبها أعربت كاترين اشتون، الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عن شعورها "بالهول" إزاء المجزرة التي راح ضحيتها 92 شخصا في مدينة الحولة السورية، منددة بما وصفته "عملا شائنا ارتكبه النظام" في دمشق ومطالبة بالوقف الفوري للعنف. وأضافت "أدين بأشد العبارات هذا العمل الشائن الذي ارتكبه النظام السوري ضد مدنييه، على رغم وقف إطلاق النار الذي تمت الموافقة عليه وبحضور مراقبي الأمم المتحدة". وذلك حسب ما جاء في بيان لها نشر ليل السبت – الأحد في بروكسل، موضحة أنها ستجري محادثات الأحد مع انان لتنقل له دعم الاتحاد الأوروبي الكامل لجهوده. وخلصت اشتون إلى التأكيد أن "على المجتمع الدولي مواصلة التكلم بصوت واحد لطلب إنهاء حمام الدم والمطالبة بقيام الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي والسماح بانتقال ديمقراطي" للسلطة.
عربياً أعلنت الكويت أنها تجري اتصالات مع باقي الدول العربية لعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للجامعة العربية بعد المجزرة التي شهدتها بلدة حولة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية اليوم الأحد. ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن الكويت بصفتها تترأس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية "بصدد الاتصال بالأشقاء (العرب) لعقد اجتماع طارئ على المستوى الوزاري لتدارس الوضع واتخاذ الخطوات الكفيلة بوضع حد للممارسات القمعية بحق الشعب السوري".
حل الأزمة السورية على النموذج اليمني؟
من جانبها دانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون "فظاعة" المجزرة التي وقعت في مدينة الحولة السورية، مجددة الدعوة إلى إنهاء إراقة الدماء في البلاد. وأشارت كلينتون إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع حلفائها الدوليين لزيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد و"رفاقه" بعد المعلومات بشأن مجزرة الحولة، مؤكدة أن "حكم القتل والخوف يجب أن ينتهي". وفي هذا السياق أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن إدارة الرئيس أوباما تنوي العمل مع روسيا حول خطة لرحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة على نموذج الخطة اليمنية حسب ما ذكرت الصحيفة اليوم الأحد (27 مايو / أيار). وقالت الصحيفة إن نجاح الخطة رهن بروسيا الحليف الرئيسي لدمشق التي تعارض تنحي الأسد.
وسيعرض اوباما هذا الاقتراح على الرئيس فلاديمير بوتين الشهر المقبل خلال أول اجتماع لهما منذ عودة بوتين إلى الكرملين في السابع من الشهر الجاري بحسب الصحيفة. وبحث توماس دونيلون مستشار الأمن القومي الأميركي الخطة مع بوتين في موسكو قبل ثلاثة أسابيع بحسب الصحيفة. وعندما اقترحها اوباما مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف خلال قمة مجموعة الثماني في كامب ديفيد الأسبوع الماضي، كان موقف الأخير ايجابيا مؤكدا أن موسكو تفضل هذا السيناريو على غيره بحسب نيويورك تايمز.
دمشق تنفي مسوؤليتها عن المجزرة
من جانبها نفت السلطات السورية اليوم الأحد مسؤوليتها عن ارتكاب المجزرة، وقال جهاد المقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية للصحفيين في دمشق إن نساء وأطفالا ورجالا كبارا في السن قتلوا بالرصاص مشيرا إلى أن هذه ليست من سمات الجيش السوري، وأضاف أنه الحكومة ستشكل لجنة للتحقيق في المجزرة. وارتفع عدد ضحايا مجزرة الحولة إلى 114 بينهم نحو 32 طفلا بعد أن تم تسليم المزيد من الجثامين بوجود المراقبين والعثور على جثامين آخرين أمس السبت. وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 92 شخصا.
وفي تطورات الوضع الميداني شهدت مدينة الرستن قرب حمص فجر اليوم قصفا عنيفا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي نقل عن أحد النشطاء في المدينة إن ثلاثين قذيفة سقطت خلال ربع ساعة فجر اليوم. وفي العاصمة، استهدف انفجار سيارة للأمن على طريق المحلق الجنوبي بمنطقة المزة ما أسفر عن إصابة بعض عناصر الأمن بجروح، حسب المصدر نفسه.
وأشار المرصد إلى اشتباكات وقصف في عدد من المدن السورية وريفها ولا سيما في دمشق ودرعا وحماة التي قتل فيه 3 أشخاص صباح اليوم الأحد. يأتي ذلك غداة مقتل 54 شخصا حسب الهيئة العامة للثورة السورية التي قالت إن معظمهم سقطوا في حمص جراء القصف. وعثر على جثامين عشرة جنود في بئر قرب مدينة خان شيخون (ريف ادلب) وعليها آثار إطلاق رصاص. كما سقط 14 من القوات النظامية خلال اشتباكات واستهداف سيارات في محافظات حلب وادلب وحمص ودرعا.
(ع.ج/ رويترز، آ ف ب)
مراجعة: طارق أنكاي