ضحك وشكوك في روسيا بعد مقابلة متهمين في تسميم سكريبال
١٤ سبتمبر ٢٠١٨لم تقنع أجوبة قدمها الرجلان "روسلان بوشيروف" و"ألكسندر بيتروف" المشاهدين الروس خلال لقاء تلفزيوني، وهما رجلان تتهمهما لندن بتسميم العميل الروسي السابق سكريبال على أراضيها. ولم يعط الرجلان تفاصيل عن حياتهم وأنشطتهما المهنية، وإشارتهما إلى "كاتدرائية سالزبري الشهيرة" التي أرادا زيارتها إلى حد أنهما عادا ليومين على التوالي إلى المدينة التي كان سكريبال يقيم فيها.
ويبدو أن "السائحين" اللذين تتهمهما سلطات المملكة المتحدة بأنهما عنصران في المخابرات العسكرية الروسية، لم ينجحوا في إقناع الصحافة الروسية غداة مقابلتهما المدوية مع قناة "روسيا اليوم".
وبشكل برغماتي خلصت صحيفة "كومرسانت" الجمعة إلى أن المقابلة "لم تؤد الى خفض حدة المواجهة بين روسيا والغرب"، مشيرة إلى الاتهامات البريطانية الجديدة لروسيا بـ"الكذب" وإعلان واشنطن عن سلسلة ثانية من العقوبات الاقتصادية "القاسية جدا" بحق روسيا.
ورد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على الاتهامات الجديدة فأكد أن "اتهام روسيا بالكذب" أمر "عبثي" مكررا أن الرجلين "مجرد مواطنين" ولا "صلة لهما بالحكومة الروسية".
الصحافة الروسية تنتقد
ولكن "كومرسانت" لفتت على غرار وسائل إعلام أخرى إلى أن الرجلين لم يبرزا جوزاي سفرهما ولم يقدما تفاصيل عن حياتهما الخاصة أو عملهما. ومضت الصحيفة الاقتصادية "ار بي كي" في الاتجاه ذاته كاشفة أنها لم تعثر في سجل الشركات الروسية على شركة باسم بوشيروف وبيتروف في حين أنهما قدما نفسيهما على أنهما "مستثمران صغيران" في مجال "تجارة اللياقة البدنية". وأشارت أيضا إلى أن "السائحين" لم يتمكنا من إثبات وجودهما في كنيسة سالزبري، ولو بواسطة صورة.
وبصرف النظر عن تصريحات الرجلين، فإن ظروف المقابلة تثير شكوكا. سواء تعلق الأمر بلجهة الأسئلة التي لم تطرح أو كيف أن مواطنين عاديين استطاعا أن يتصلا بالهاتف الشخصي لمارغاريتا سيمونيان رئيسة تحرير قناة "ار تي" لترتيب المقابلة.
وبعد أن أشارت إلى "تهريج" اقترحت كاتبة مقالات الرأي لوليا لاتينينا تفسيرا "بسيطا جدا"، فكتبت في صحيفة "نوفايا غازيتا" "المعارضة" في مجال الاتصال وصفة الكرملين هي ما يلي: لكل رواية للأحداث قدموا رواية مضادة".
وجمع موقع "سنوب" الالكتروني من جهته ردود الفعل الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحور الكثيرون صورا لبيتروف وبوشيروف متصورين حوارا بينهما بتقديمهما على أنهما ثنائي كوميدي فكاهي مع تلميحات إلى احتمال أن يكونا زوجا من المثليين، وهي فرضية أثارتها ضمنا سيمونيان أثناء المقابلة.
وإزاء هذا السيل من التعليقات الساخرة قالت المحللة السياسية تاتيانا ستانوفايا لصيحفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إن المقابلة تعطي "صورة تتعارض تماما مع صورة عناصر المخابرات في أفلام جيمس بوند"، معتبرة أن الهدف هو الاقناع بأنهما لا يمكن أن يكونا عميلي مخابرات روسيين. غير أن ردود فعل بعض الروس الذين تم سؤالهم توحي بأن المقابلة حققت هدفها.
وقالت الطالبة بموسكو ماريا كاميزي لفرانس برس "أعتقد أنهما مجرد شخصين عاديين اتهما بذلك الفعل. هما تحت الصدمة وخائفان ولا يعرفان ما يفعلان".
أما المستثمر ليونيد (58 عاما) فيعتقد أن الرجلين "قالا الحقيقة" وأن روايتهما "بسيطة وواضحة" وهو لا يصدق رواية البريطانيين للأحداث.
وردا على سؤال عن رواية الرجلين وعودتهما ليومين متتاليين إلى سالزبري، قال الموظف ايفان راسبوبوف، مبتسما إن "الروس يقومون بالكثير من الأشياء الغربية عندما يكونون في الخارج".
لكن إن كانت مقابلة "روسلان بوشيروف" و"الكسندر بيتروف" أثارت هذا الكم من ردود الفعل والتعليقات، فهناك رجل لم يشاهدها حتى الآن. وقال دميتري بيسكوف أنه "من المستبعد" أن يكون تسنى للرئيس فلاديمير بوتين مشاهدتها.
م.م/ ع.خ (ا ف ب)