"ضائع" .. كلمة الشباب لعام 2020
١٦ أكتوبر ٢٠٢٠DW: الميول إلى استخدام كلمات انجليزية في لغة الشباب مستمر. فلماذا يحب الشباب في حياتهم اليومية استخدام كلمات انجليزية؟
نيلس بالو: الانجليزية تطورت ببساطة إلى لغة موضة وإلى لغة قوية جدا متداولة دوليا. فظواهر الموضة الكبيرة مثل التواصل عبر ميسنجر أو حتى في الساحة الموسيقية تطغى عليها مفاهيم انجليزية.
وهذا يمكن مقارنته مع الاستعمال اللغوي في القرنين الـ 17 و الـ 18 . في تلك الحقبة كانت الفرنسية واليونانية أو اللاتينية هي السائدة في لغة الشباب.
لماذا يحتاج الشباب أصلا للغة خاصة بهم يتواصلون بها فيما بينهم؟
بالنسبة إلى الشباب يكون التواصل في المقام الأول على مستوى متكافئ مهما، يعني تحديد الهوية مع أشخاص يحملون نفس الأفكار أو مع صديقات وأصدقاء. فالمراوغة باللغة هي أيضا عملية مهمة، وهي في آن واحد عملية تفصيل. فعلى غرار الطفل الذي يبدأ في المشي وجب على الشباب تعلم استخدام اللغة وبكفاءة. وفي المحصلة يمكن القول بأن اللغة تخدم الاستفزاز. فالشباب بإمكانهم بلغتهم الفتية الاستفزاز بشكل رائع وبإمكانهم بذلك القول من هم.
تحدثت عن عملية تفصيل أي إذا تشابكت معرفة جديدة ومعلومات جديدة في الدماغ مع كلمات ذاتية. كيف يتوصل الشباب أصلا لهذه الكلمات؟
هناك مجالات كثيرة للعطاء. فهي تتمثل مرة بالطبع في الصديقات والأصدقاء الذين يلتقطون شيئا في أي مكان. إنها وسائل الإعلام والمشهد الموسيقي وشباب. وفي الغالب تنشأ كلمات من خلال وضع فكاهي قد تكون له تأثيراته على المستوى الشخصي، لأنه ظريف أو جميل فيتم تقليده. وعندما تصبح الكلمة بارزة بما يكفي، فإنها تلقى الرواج.
ما هو الدور الذي تلعبه المواقع الاجتماعية في ذلك؟
المواقع الاجتماعية تلعب اليوم دورا هائلا. فالمؤثرون الكبار هم بالتأكيد مضاعفون. وإذا ما تمعنت في مشهد الكومبيوتر، فلدينا هنا مثلا فيديوهات Let´s Play. في السابق كان يُقال دوما بأن لغة الشباب تبدأ مع سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة. وإذا ما نظرنا اليوم إلى الشباب الذين يشاهدون في التاسعة من عمرهم فيديوهات ماينكرافت، فإننا نلاحظ بأن لغة الشباب شقت طريقها في الثامنة أو التاسعة.
عندما يتحاور الشباب فيما بينهم تُستخدم هنا و هناك كلمة عربية. ومن بين العشرة الأوائل في عام 2020 جاءت كلمة "ما شاء الله". ما معنى هذا بالنسبة إلى لغة الشباب الألمانية؟
يُخشى في الغالب أن تتلاشى اللغة الألمانية، لأنه لدينا تأثيرات أجنبية. لكن هذا ليس كذلك. فالتأثير من منظور علمي يبقى ضعيفا، وهو في مستوى مائوي متدني.
دعنا نطرح اختيار كلمة الشباب لعام 2020. ففي هذه السنة لم يتم اختيار الكلمة من طرف لجنة تحكيم، بل كان بوسع كل شخص منح صوته عبر الانترنيت. ما رأيك في ذلك؟
من منظور علمي لا أثمن هذا النوع من الاقتراع ـ سيان أكانت لجنة تحكيم هي التي تقرر أو عبر الانترنيت. فالمشكلة في المسألة برمتها هي أننا لا نعرف من يقترع. قد يكون والدي اللذين تجاوزا منذ مدة حدود السبعين سنة.
والاختيار تم بطريقة غير علمية، لأنه لا توجد لغة شباب واحدة. فهي مطبوعة إقليميا وحسب الوضع وكل منا يتكلم بشيء مختلف. لكن من منظور شعبي أجد الاقتراع حول كلمة الشباب شيئا جميلا. وهذا يعود ببساطة لكوننا نتلقى التحفيز للتدبر في اللغة والعمل بها.
أنت منشغل منذ مدة بظاهرة لغة الشباب وأصدرت عدة كتب حول ذلك. ما الذي ستقوله حول تغير لغة الشباب وكيف ستتطور في المستقبل؟
لا يمكن لي القول بالتحديد إلى أين تسير الأمور، إذ بوسعي فقط تقديم تطور عام. وهو ينتج عن حقيقة أن لغة الشباب عبر السنوات الـ 300 الأخيرة التي يمكن لنا رصدها علميا لم تتغير بشكل كبير. وتشكُل اللغة تغيرا، لكن من ناحية المضمون يبقى كل شيء في الحقيقة على ما هو عليه: فالأمر يتعلق بالتشابك والسكر والعزف وبالمدرسة وبالجنس وبمواهب وأشياء محبوبة.
أجرت اللقاء: ماريا جون سانشيس