صراع ناري بين بايرن ميونخ وباير ليفركوزن على صدارة البوندسليغا
١٦ فبراير ٢٠١٠يشهد الموسم الـ 47 للدوري الألماني لكرة القدم منافسة حادة وساخنة على صدارة الدوري، وذلك بين المتصدر فريق باير ليفركوزن وأشد مطارديه فريق بايرن ميونخ. التنافي الناري بين الفريق البافاري وباير ليفركوزن يحبس أنفاس عشاق الفريقين الألمانيين بشكل خاص وعشاق كرة القدم الألمانية بشكل عام. وبسلسلة الانتصارات التي يحققها كل من الفريقين في منافسات البوندسليغا تزداد المنافسة بينهما حدة وإثارة، لاسيما وأن الفارق بينهما أصبح ضئيلاً جدا. فبآخر فوز له على بروسيا دورتموند بثلاثة أهداف لهدف في منافسات الأسبوع 22 للبوندسليغا قلّص الفريق البافاري الفارق إلى ليفركوزن المتصدر إلى هدف واحد فقط، علماً أنهما يتساويان في عدد النقاط ( 48 نقطة لكل منهما من 22 مباراة ).
خلال الأسابيع الماضية من البوندسليغا فقد ليفركوزن نقاطاً ثمينة بتعادله مع بوخوم بهدف لمثله في منافسات الأسبوع 21 ومع هيرتا برلين بهدفين لمثلهما في منافسات المرحلة قبل الأخيرة من مرحلة الذهاب. هذا في وقت حقق فيه بايرن ميونخ تسعة انتصارات متتالية، ما يُعدّ رقماً قياسياً جديداً في تاريخ النادي البافاري. فبأدائه القوي والساحر استطاع بايرن ميونخ إضافة 27 نقطة إلى رصيده من 9 مباريات ليؤكد بذلك على مكانته بين كبرى الأندية العالمية. وبذلك أظهر البافاريون قبل مواجهة فريق فلورنتينا الإيطالي في الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا يوم الأربعاء، أظهروا تصميمهم على إحراز لقب البوندسليغا للمرة 21 في تاريخهم.
ريبري يتألق
وبعد غياب عن الملاعب لفترات متقطعة بسبب الإصابة في الغالب، عاد النجم الفرنسي فرانك ريبري ليتألق في صفوف الفريق البافاري. ففي آخر لقاء لفريقه مع بروسيا دورتموند في لقاء قمة الأسبوع 22 للبوندسليغا، قدّم ريبري في الشوط الأول من المباراة أداء متواضعاً ومتذبذبا تخللته أخطاء كثيرة، خاصة في التمريرات، مكّنت فريق بروسيا دورتموند الضيف من فرض أفضليته على مجريات المباراة.
وليس فقط ريبري، بل المدافعان البلجيكي فان بويتين والأرجنتيني مارتين دميخيلس يتحملان أيضاً جزءاً كبيراً من مسؤولية تقدّم دورتموند بهدف أحرزه المصري الدولي محمد زيدان، بطل إفريقيا عام 2010. لكن الأنظار كانت مُسلّطة بالدرجة الأولى على النجم الكبير ريبري الذي لعب تمريرات خاطئة غير معهودة منه فسحت المجال لدورتموند لشن هجمات مرتدة خطيرة تكللت إحداها بهدف السبق.
غير أن النجم الفرنسي نجح في النهاية في قيادة فريقه البافاري إلى تحقيق فوز كبير على دورتموند هو التاسع لبايرن ميونخ على التوالي. ففي الشوط الثاني من اللقاء هيأ ريبري هدفي بايرن ميونخ الثاني والثالث اللذين أحرزهما الهولندي روبين ولاعب المنتخب الألماني لكرة القدم ماريو غوميس. وبذالك أكد صانع الألعاب البارع أن على جميع الخصوم أن يحسبوا له ألف حساب، حتى لو كان أداءه في البداية دون مستواه المعهود.
رقم قياسي شخصي لـ يوب هاينكس
وبفوزه الثمين على بطل الدوري فريق فولفسبورغ احتفظ باير ليفركوزن بصدارة البوندسليغا ولو بفارق ضئيل جداً عن بايرن ميونخ. وبهذه النتيجة سجّل المدرب يوب هاينكس رقماً قياسياً شخصياً له. فللمرة الـ 28 على التوالي لم يخسر هاينكس أي مباراة كمدرب. لكن ذلك لا يهمّ المدرب المخضرم الذي لا يتطلع إلى تحطيم أرقام قياسية بقدر ما يسعى إلى تحقيق النجاح مع فريقه ليفركوزن والاحتفاظ بصدارة البوندسليغا وتحقيق حلم ليفركوزن بالفوز بدرع الدوري الألماني لكرة القدم لأول مرة في تاريخه.
ويبدو أن ليفركوزن الذي لم يخسر منذ 22 مباراة في طريقه إلى تحقيق حلمه خلال الموسم الحالي. لكن الطريق إلى التتويج مازال طويلاً وشاقاً ويتطلب عزيمة قوية وصبراً كبيراً ومعنويات عالية لانتزاع اللقب، خاصة أن بايرن ميونخ يتربّص وينتظر أن يرتكب ليفركوزن المتصدر أي خطأ مهما كان صغيراً، كي يحلّ مكانه في قمة الدوري.
فان نيستلروي يؤكد نجوميته العالمية
صحيحٌ أن الدوري الألماني لكرة القدم يضمّ عدداً كبيراً من نجوم الكرة، مثل فرانك ريبري وفان بوميل وروبين وغيرهم، لكن نجم البوندسليغا الجديد الهولندي روود فان نيستلروي هو أحد أبرز نجوم كرة القدم العالميين. فالنجم الذي يحمل رقم 22 في فريق هامبورغ يُعدّ دون أدنى شك إثراءً للبوندسليغا. وهذا ما أظهره في آخر مباراة لفريقه أمام شتوتغارت التي فاز فيها هامبورغ بثلاثة أهداف لهدف أحرز منها فان نيستلروي هدفين خلال دقيقتين. فبثنائيته الأولى في البوندسليغا حسم النجم الهولندي اللقاء وألحق بشتوتغارت هزيمته الأولى خلال العام الحالي. وكل ذلك خلال 25 دقيقة فقط قضاها فان نيستلروي على العشب الأخضر بعد أن دخل أرض الملعب في الدقيقة 65 كلاعب بديل.
ويُدرك فان نيستلروي تماماً كيف يُمكنه مكافأة النادي الذي اجتذبه إلى البوندسليغا وتقديم شيء عظيم لمشجعي الفريق "الهانزياتي". فقبل أن يدخل فان نيستلروي أرض الملعب كان فريق شتوتغارت المُضيف مسيطراً على المباراة بالكامل وكان يشن هجمة تلو الأخرى على مرمى هامبورغ الضيف، بحيث كان هدف الفوز لشتوتغارت ليس إلا مسالة وقت. وكان مشجعو الفريق السوابي ينتظرون هدف الفوز لفريقهم لتحقيق الفوز السادس على التوالي منذ تولي كرستيان غروس مهمة تدريب الفريق. ومن يدري، ربما كانوا سيحققون ذلك بالفعل لو لم يكُن هناك رجلٌ اسمه روود فان نيستلروي. هذا النجم الدولي الكبير الذي انتظر لحظة إشراكه في المباراة بفارغ الصبر.
وبعد أن أشركه مدرب هامبورغ برونو لبّاديا في المباراة ابتداء من الدقيقة 65، أراد لاعب ريال مدريد سابقاً أن يُظهر للجميع أن اجتذابه إلى البوندسليغا لم يكُن قراراً خاطئاً من إدارة نادي هامبورغ. كما أراد فان نيستلروي أن يشكر مدربه وجمهوره على الثقة التي منحوه إياه. وهذا ما تحقق له خلال دقائق قليلة فقط قضاها على أرض الملعب: هدفان خلال دقيقتين ضمنا لهامبورغ فوزاً كبيراً وثميناً. وعقب هذا الإنجاز الكبير لم يعُد هناك أدنى شك في أن القميص رقم 22 الذي يحمله فان نيستلروي سيحظى بإقبال كبير لدى مشجعي الفريق "الهانزياتي".
شالكه يواصل مطاردة الثنائي المتصدر
صحيحٌ أن المنافسة على صدارة الدوري وربما على درع الدوري تحتدم بين المتصدر باير ليفركوزن وبايرن ميونخ بالدرجة الأولى، لكن هناك أيضاً فُرص جيدة لفريق شالكه العنيد الذي يُشرف على تدريبه المدرب الناجح وصانع الأبطال فليكس ماغات. فبفوزه على كولونيا بثنائية نظيفة في منافسات الأسبوع 22 عزز الفريق الأزرق موقعه في المركز الثالث ليظل على بُعد ثلاث نقاط وراء الثنائي المتصدر ليفركوزن وبايرن ميونخ. وبذالك يواصل شالكه حلمه بإحراز درع الدوري للمرة الثامنة في تاريخه والأولى منذ اثنين وخمسين عاما.
الكاتب: علاء الدين موسى البوريني
مراجعة: طارق أنكاي