صدى نتائج انتخابات شمال الراين ويستفاليا يتردد في برلين
١٤ مايو ٢٠١٧تعتبر نتائج الانتخابات في الولايات الألمانية مؤشرا على ما ستكون عليه نتائج الانتخابات التشريعية الاتحادية ومن سيفوز بمنصب المستشار، وفي هذا السياق تعتبر نتائج انتخابات ولاية شمال الراين ويستفاليا المؤشر الأقوى حيث أنها الولاية الأكبر من حيث عدد السكان وعدد الناخبين الذين يشكلون نحو خمس عدد الناخبين في ألمانيا.
وبناء على ذلك، فإن خسارة الحزب الاشتراكي في الولاية وفوز حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، يعتبر دعما قويا للمستشارة أنغيلا ميركل، حيث أن هذه الولاية تعتبر أحدى أقوى معاقل الاشتراكيين، الذين حكموا من عام 1980 حتى 1995 بمفردهم؛ ومنذ عام 1966 لم يحكم حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي سوى مرة واحدة بين عامي 2005 و2010. ومن هنا توصف وسائل الإعلام الألمانية نتائج هذه الانتخابات بـ "الزلزال السياسي".
وعلاوة على ذلك يجد الاتحاد المسيحي نفسه على طريق الصحيح المؤدي للنجاح، حيث أن الفوز في ولاية شمال الراين ويستفاليا هو الفوز الثالث على التوالي خلال هذا العام بعد ولايتي زارلاند وشلسفيغ هولشتاين، وقبل الانتخابات التشريعية الاتحادية بأربعة أشهر.
مارتين شولتس- هزيمة مدوية
وبهذه الهزيمة الجديدة، يزداد منافس ميركل الاشتراكي مارتين سولتس ضعفا وأقل خطرا مما كان يبدو عليه بداية العام بعد إعلان الحزب إياه مرشحه لمنصب المستشارية، حيث ازدادت شعبية الحزب وانضم آلاف الأعضاء الجدد إليه، وحقق تقدما في استطلاعات الرأي، حتى أصبح شولتس واحدا من أكثر السياسيين شعبية في ألمانيا وشكل منافسا فعليا وقويا لميركل.
لكن مع مرور الوقت تراجعت شعبية شولتس وحزبه بدأ يفقد بريقه ولم يعد "المنقذ" المنتظر الذي علقت عليه آمال كبيرة في وضع حد لتراجع شعبية الحزب في استطلاعات الرأي التي وصلت إلى أدنى مستوياتها مقارنة بفترات سابقة.
رغم ذلك يريد منافس ميركل أن يستمر في كفاحه من أجل تحقيق نتيجة جيدة وربما يحلم بمعجزة يهزم بها ميركل، لكنه بعد هزيمة حزبه "المدوية" كما وصفها في شمال الراين ويستفاليا، ضعف كثيرا وأصبحت مهمته صعبة جدا، خاصة بعد أن فقدت مسألة "العدالة الاجتماعية" وهي موضوعه المفضل، بريقها ولم تعد تجذب الناخبين، الذين على ما يبدو أصبحت قضية "الأمن الداخلي" التي يعول عليها الاتحاد المسيحي الديمقراطي أكثر سحرا وجاذبية، وهو ما أكدته نتائج انتخابات شمال الراين ويستفاليا.
حشد القاعدة الشعبية
أما فوز الاتحاد المسيحي على منافسه الحزب الاشتراكي، فلا يعود فقط إلى سياسة الحزب وفترة ما قبل تولي شولتس رئاسة الحزب الاشتراكي، وإنما إلى استعادة قدرته أيضا على حشد قاعدته الشعبية وناخبيه وإقناعهم بسياسته. وفي هذه الانتخابات استطاع كسب الجزء الأكبر ممن كانوا يعزفون عن التوجه إلى صناديق الاقتراع وممارسة حقهم في الانتخاب.
وبالنسبة لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، فقد استطاع الدخول إلى برلمان الولاية الثالثة عشرة من أصل 16 ولاية بتجاوزه حاجز الـ 5 بالمائة المطلوبة للتمثيل في البرلمان. لكنه يبقى مع أحزاب: الخضر واليسار والديمقراطي الحر، من الأحزاب "الصغيرة" في ألمانيا.
في حين أن حزبي الاشتراكي والاتحاد المسيحي الديمقراطي يبقيان حزبان شعبيان كبيران بحصولهم على أكثر من 30 بالمائة من أصوات الناخبين، ويرى المراقبون أن المشهد السياسي في ألمانيا سيبقى بهذه النتيجة ثابتا ومستقرا نسبيا.
كاي الكسندر شولتس/ عارف جابو