صدمة ثانية لبطل العالم – ليلة حزينة لكرة القدم الألمانية
١٨ نوفمبر ٢٠١٥مساء اليوم الثلاثاء 17 نوفمبر تشرين الثاني 2015، عندما كان عناصر المنتخب الألماني لكرة القدم ومدربهم يواخيم لوف، في طريقهم إلى ملعب أرينا هانوفر، وقبل وصول ساحة الملعب أوقفت الشرطة حافلة المنتخب واقتادتهم إلى مكان آمن.
لم يكد أعضاء المنتخب الألماني يصدقون أنهم يواجهون مرة أخرى وضعا عصيبا جراء تهديدات إرهابية، بعد أقل من أسبوع من الأحداث المأساوية التي عاشوها خلال مباراة ودية مع المنتخب الفرنسي، في ملعب ستاد دو فرانس عندما استهدف إرهابيون الملعب ومواقع قريبة منه بتفجيرات دموية راح ضحيتها 129 قتيلا وأكثر من 340 جريحا.
فقد كان المانشافت يستعد لخوض مباراة أراد أن يوجه من خلالها رسالة تضامن مع أقارب ضحايا اعتداءات باريس، وانتصارا لقيم الحرية والسلام، لكنه تعرض لصدمة جديدة، قال عنها راينهالد راوبال الرئيس بالوكالة لاتحاد كرة القدم الألماني "إنه أمر لا يمكن تخيله أن يعيش منتخبنا خلال أقل من أربعة أيام تجربتين مأساويتين".
"نحن لسنا آلات..بل أناس لهم مشاعر"
وفي أول رد فعل له على إلغاء مبارة ألمانيا وهولندا بسبب تهديدات إرهابية، أعرب رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير داخلية ولاية ساكسونيا السفلى، بمدينة هانوفر، عن صدمته قائلا:" انطباعي أن كرة القدم الألمانية اتخذت خلال هذه الأيام منحى مختلفا".
فقد غادر لوف وفريقه هانوفر على الفور إلى مقر إقامة المانشافت في بارسينغهاوزن في ضاحية مدينة هانوفر. وإثر ذلك بدأ اللاعبون ومسؤولو إدارة المنتخب بالمغادرة بعضهم بالطائرة إلى ميونيخ والبعض الآخر رافقوا أصدقاء لهم، حسب ما أفاد رئيس اتحاد الكرة الألماني، الذي يصف الأجواء قائلا:
"إنه يوم حزين بالنسبة لألمانيا، ولكرة القدم الألمانية، وبالتأكيد ايضا لكرة القدم الهولندية". رغم أنه ليس لديه معلومات كافية بأن المانشافت كان هدفا لهجوم إرهابي، يلاحظ راوبالن لكنه يستدرك قائلا لقد زعزع مشهد الاعتداء الأول في ستاد دو فرانس بباريس، استقرار اللاعبين ومدربهم. فكان يتعين اقناع اللاعبين بأن مباراتهم أمام هولندا لن تلغى.
وقد تطلب الأمر أن يقضي أبطال العالم ليلة كاملة في حجرة الملابس في باريس، "لقد تبادلنا نحن بطبيعة الحال كلاعبين الانطباعات بأن المباراة المقبلة مع هولندا، اذا أجريت، فستكون صعبة جدا..لقد تحدثنا في وقت ما – وبكل نزاهة- كوننا في نهاية المطاف لسنا آلات، بل اشخاص لدينا مشاعر. ولكن بحكم كوننا محترفين قلنا لنحاول تجاوز ما حدث"، هكذا يروي الكاي غوندوغان نجم فريق دورتموند ولاعب وسط المنتخب الألماني، في حديث له عن الحالة العاطفية للاعبي المانشافت قبيل المشهد المأساوي الجديد الذي حل بالمنتخب في هانوفر.
لحظات صعبة
كانت المسافة حوالي خمس كيلومترات تفصل حافلة المنتخب الألماني عن ملعب هانوفر، عندما تم إيقافها، ووراءها بقليل كانت ايضا حافلة المنتخب الهولندي. آنذاك اتصل رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم ليخبر مدرب المنتخب لوف ومدير المنتخب أوليفر بيرهوف بالمعلومات التي توصل بها من السلطات الأمنية. وكان لوف قد تحدث بكل تأثر يوم أمس الاثنين في مؤتمر صحافي عن أن هذه المباراة هي رمز للسلام والحرية، دون أن تسقط التنافس الرياضي مع النخبة الهولندية.
وفي هذه الأجواء كان قد جرى الاتفاق مع الجيران الهولنديين على ترتيبات وأمور رمزية خلال المباراة من أجل إظهار التضامن مع فرنسا.
وسيكون أمام المانشافت الآن سوى أربعة أشهر استراحة، قبل مباراته الكلاسيكية ضد المنتخب الانجليزي في برلين وضد ايطاليا في ميونيخ.
وأمام لوف وبيرهوف وبعثة الاتحاد الألأماني لكرة القدم انتظار موعد قريب ومهم في 12 ديسمبر كانون الأول المقبل، ويتعلق بالقرعة الخاصة بمجموعات بطولة أمم أوروبا التي ستقام في باريس.
ورغم إلغاء مباردة ودية دولية للمانشافت فالمنتظر أن تجري مبارايات البوندسليغا في مواعيدها نهاية الأسبوع الحالي، يؤكد راوبال لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، اللهم اذا تعلق الأمر باعتبارات أمنية طارئة تتجاوز تقدير إدارة كرة القدم.
م.س/ح.ع.ح ( د ب أ، DW)